الرئيسية / مقالات رأي / الإمارات والهند.. نجـــاح ومســتقبـل

الإمارات والهند.. نجـــاح ومســتقبـل

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – تعتز دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقاتها الاستراتيجية الممتدة مع جمهورية الهند منذ عقود، فالشراكة بين البلدين الصديقين واسعة وعميقة، وتطمح إلى المزيد من التنوع والإثراء لتحقيق الأهداف المشتركة في تطوير أنشطة التجارة والاستثمار في شتى المجالات، بدءاً من الطاقة والغذاء والتكنولوجيا الحديثة والبنية التحتية، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي والفضاء.

العلاقات الإماراتية الهندية تدخل اليوم عهداً جديداً مع القمة المباركة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والتي ستشهد توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين. وهذه محطة جديدة تنطلق منها العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وبما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما الصديقين، ويخدم مصلحتهما المشتركة في المجالات كافة. ومن شأن هذه القمة ومخرجاتها أن ترسخ التكامل والروابط الوثيقة، وأن تعزز موقع البلدين في خريطة التعاون الإقليمي والدولي.

طوال العقود الماضية بنت الإمارات والهند نموذجاً للعلاقات القائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة، تغذيها الروابط التاريخية والقرب الجغرافي والتقارب الثقافي، وهذه العلاقة تزداد متانة وقوة من جيل إلى جيل بدعم ورعاية من قيادتي البلدين الصديقين، فالاتصالات الرسمية وتبادل الزيارات واستكشاف فرص الاستثمار لا تنقطع، والانفتاح بين الشعبين قائم ويتعمق بفعل ديناميكية خلاقة تؤمن بالعمل والخلق والابتكار، ويأتي ذلك كله، في ظل حرص مشترك على تعزيز العلاقات في شتى المجالات لما فيه خير للبلدين والشعبين الصديقين. وقمة اليوم ستكون لبنة تاريخية في هذا المسار المفتوح، وستؤسس لحقبة من التنمية والاستكشاف لكل ما يحقق التطور والنمو، ليس في الإمارات والهند فحسب، بل في الإقليم كله، الذي يحتاج إلى زخم أكبر، خصوصاً في المجال الاقتصادي؛ حتى يتمكن الجميع من مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

عندما توقع الإمارات مثل هذه الاتفاقيات الطموحة، فهذا يعني أنها تنبع من رؤية شاملة تستند إلى مبادئ السلام والتسامح والتعايش والتضامن الإنساني، بما ينعكس إيجاباً على حياة المجتمعات والشعوب ويحقق الازدهار العالمي. وهذه الرؤية تعمل على إشاعة قيم الخير بما ينعكس إيجاباً على المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. 

وكل المؤشرات تؤكد أن المنطقة مقبلة على مرحلة من التعاون، لا سيما بعد الخلاص من جائحة «كورونا»، وما فرضته من تحديات تقتضي روحاً جديدة ورؤى تستطيع أن تحول التداعيات السلبية للوباء إلى فرص، وهو ما تعمل عليه الإمارات، بتخطيط حكيم من القيادة الرشيدة. فهذا العالم، وفي ظل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي الفائق، سيحتاح إلى مقاربات جديدة تؤمن بأن التعاون على أساس المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة هو الحاسم في المستقبل، وليس اتباع ما مضى من سياسات تقليدية ظلت لعقود محكومة بحسابات لم يعد يحفل بها عالم اليوم.

هنيئاً للإمارات والهند اتفاقية الشراكة الشاملة؛ لأنها نموذج لتعاون مستدام، ومثال على علاقة تؤمن بالتطور والتميز، ولن يطول الوقت حتى يجني البلدان ثمرات هذه الشراكة الواعدة، لأن هذه القمة تنطلق من علاقة تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وتتطلع إلى مستقبل واعد بكل الحسابات والمقاييس.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …