الرئيسية / مقالات رأي / National Interest: يمكن للغرب منع غزو بوتين الثالث لأوكرانيا

National Interest: يمكن للغرب منع غزو بوتين الثالث لأوكرانيا

بقلم: ديفيد هارتمان

الشرق اليوم- هل يستطيع الغرب منع الغزو؟.. سيكون “الغزو الثالث” الذي قد ينفذه فلاديمير بوتين لأوكرانيا بشكل “واسع النطاق ووحشيا وحاسما”، وأمرا “مروعا يغير أوروبا إلى الأبد”.

فسيكون هناك الملايين من اللاجئين، واضطرابات في أسواق الطاقة، وستشتعل الأزمات الاقتصادية في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، لذا فإن عواقب هذا الغزو المنتظر على الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا تتطلب كل جهد ممكن لمنعه.

العقوبات غير فعالة

إن القيادة الروسية لا تخشى من التهديد بفرض عقوبات، بل ربما أدت العقوبات على روسيا إلى “تصلب اقتصادها” حيث ازداد احتياطي الذهب الروسي، وهو الأكبر في العالم، بمقدار 80 مليار دولار عن مبلغ الـ 600 مليار الذي كان عليه عام 2014.

ويضيف أنه “فضلا عن ذلك فمن المرجح أن الصين وافقت على دعم الاقتصاد الروسي من خلال تقديم بدائل لنظام سويفت المالي، الذي قد يؤدي استبعاد روسيا منه لأن تواجه أوروبا صعوبات في شراء الطاقة التي تحتاجها من موسكو.

ولسنوات، يحاول الرئيس الصيني،  شي جين بينغ، تقديم بدائل لسويفت ونيويورك ولندن. وهذا اختبار للصين أيضا. فضلا عن ذلك، فحتى لو كانت روسيا مقطوعة عن شركة سويفت، فكيف يمكن لألمانيا أن تدفع ثمن الغاز الطبيعي من روسيا؟ كيف ستشتري هولندا الكثير من النفط الأوروبي؟

الحلول المقترحة

في هذه اللحظات الأخيرة، يتطلب الأمر قيادة أمريكية جريئة ومركزة لتوحيد العالم، والوقوف إلى جانب أوكرانيا، وإقناع بوتين بأن البيئة الأمنية لروسيا بعد الغزو ستكون أسوأ بكثير مما هي عليه اليوم.

أبدت الإدارات الأمريكية الثلاث الأخيرة حذرا شديدا لتجنب المواجهة المباشرة مع روسيا، وكان ذلك حكيما، ولكن لم تكن هناك أبدا معاملة بالمثل لسنوات.

وإن روسيا حرضت على اتخاذ إجراءات غير آمنة ضد الطائرات العسكرية الأمريكية وسفن البحرية الأمريكية في بحر البلطيق والبحر الأسود وبعيدة مثل المحيط الهادئ.

وفي سوريا، صدمت وحدات عسكرية روسية مركبات قتالية تابعة للجيش الأمريكي وسعت التشكيلات العسكرية الخاصة التي ترعاها روسيا إلى المواجهة مع القوات الخاصة الأمريكية”.

ويقول الكاتب: “لسنا حتى بحاجة حتى إلى ذكر الهجمات الإلكترونية الروسية ضد الولايات المتحدة”، مؤكدا أن “روسيا لا تخشى التصعيد، وأن مصداقية الولايات المتحدة على المحك، ومع ذلك يبدو أنها ليست مستعدة حتى للدفاع عن نفسها”.

فإن الوضع في الولايات المتحدة لن يزداد سوءا إلا مع غزو حاسم لأوكرانيا.

وإن الولايات المتحدة حاولت التهرب من هذه المسألة لأن أوكرانيا ليست حليفا لحلف شمال الأطلسي، لكن هل كانت الكويت حليفا لحلف شمال الأطلسي؟ هل كانت البوسنة؟ كوسوفو؟.

لذا ينبغي أن يكون السؤال هو ما إذا كان الغزو الواسع النطاق والحاسم لأوكرانيا سيضر بالمصالح القومية للولايات المتحدة، وسواء كانت أوكرانيا حليفا لحلف الناتو أم لا، فإن مصداقية الولايات المتحدة معرضة للخطر، ومن المرجح أن تصبح نقطة انطلاق لتحديات جديدة للمصالح الأمنية للولايات المتحدة في شرق آسيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى.

ففي حال سيطرت روسيا على أوكرانيا، فإن مطالبها غير المقبولة وغير المعقولة لن تتوقف.

آثار الغزو

العالم سيكون مختلفا تماما بعد الغزو الروسي الثالث والحاسم لأوكرانيا، وبعد هذه الحرب، سيكون هناك وجود عسكري روسي دائم في بيلاروس على جبهات جديدة ضد بولندا وليتوانيا.

وإن تركيز روسيا سيتوجه نحو جورجيا، وستهيمن روسيا بشكل أكبر على البحر الأسود الذي تريده كمعقل آخر للصواريخ التي تطلق من البحر.

لذا يجب أن يكون الهدف السياسي الأول للولايات المتحدة وحلفائها هو منع هذه الحرب بواسطة كل أدوات القوة الوطنية الأمريكية. وينبغي على كبار القادة الأمريكيين، ولا سيما الرئيس جو بايدن، الذهاب إلى شرق أوكرانيا، والاجتماع مع القادة الأوكرانيين، وإظهار دعم الولايات المتحدة ماديا، وحشد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها عند نقطة التأثير.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

تركيز أميركي على إبعاد الصين وروسيا عن أفغانستان!

بقلم: هدى الحسيني- الشرق الأوسطالشرق اليوم– لا شك في أن كل الأنظار تتجه إلى التطورات …