الرئيسية / مقالات رأي / أسعار نفط لم نحلم بها بسبب التنجيم والكذب

أسعار نفط لم نحلم بها بسبب التنجيم والكذب

بقلم: وائل مهدي – الشرق الأوسط

الشرق اليوم – إننا نشهد اليوم وصول النفط إلى مستويات لم نحلم بها، ولم نرها منذ ما يقارب 8 سنوات. فبرميل برنت حول 90 دولاراً ونفط غرب تكساس الأميركي ليس بعيداً عنه، والتوقعات الآن هي وصولها إلى 100 دولار.

على ماذا يدل كل هذا؟!! يدل على فشل الدول المستهلكة في التخطيط لسياسات الطاقة وتقدير حجم الطلب المستقبلي، وعلى كذب المنتجين حول قدراتهم الإنتاجية.

إن الدول المستهلكة أخذت تمشي خلف منجّمي مستقبل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة الذين جمعوا حولهم الملايين من المتابعين في «تويتر»، وأبرزهم ذلك الذي أوهم العالم بأن «بيتكوين» هي المستقبل، كما أوهمهم بأن السيارات الكهربائية ستقضي على دول «أوبك».

ولو أضفنا لهم منجّمي الاحتباس الحراري الذين يجزمون بأن الأرض ستغرق في ثلاثين عاماً، سنفهم لماذا ظهرت هذه العدائية الشديدة تجاه النفط والغاز والسيارة العادية.

أنا لست ضد الحفاظ على البيئة بالعكس أنا نصير للاستدامة، لأن البشر يستهلكون بطريقة ستقضي على مواردنا الطبيعية. ولكني في الوقت ذاته ضد أن يروج لمستقبل الطاقة شخص يستغفل الناس ليبيع سيارته الكهربائية التي لا يستطيع شراءها سوى أصحاب المداخيل المرتفعة.

هؤلاء وباقي المنجّمين أثروا في الرأي العام في الدول المستهلكة، والنتيجة قلة الاستثمار في النفط والغاز، وعزوف الكثير عن وضع أموالهم هناك، خوفاً من تدمير الطلب. وهو ما أدى إلى أزمة الطاقة التي نراها اليوم.

يقابل كل هؤلاء المنجّمين، فئة أخرى من الكاذبين من منتجي النفط، الذين أوهموا العالم بأنه سيغرق بالنفط بسبب الضخ من كازاخستان في السابق، ومن أحواض النفط الصخري حالياً.

أين تلك الثورة الثالثة للنفط الصخري التي كنا نسمع عنها؟ وأين مَن كانوا يروجون أن هناك طبقات في تكساس لم نصل بعد لها؟

إضافة إلى كل هؤلاء، هناك العديد من الدول المنتجة للنفط في تحالف «أوبك+» التي تكذب صراحة حول أرقام إنتاجها لخداع باقي المنتجين وقت التفاوض على الحصص في الاتفاق.

وهناك دول من صغار المنتجين تقول إن قدرتها الإنتاجية تصل إلى رقم عالٍ حتى يتم إعطاؤها حصة إنتاج عالية.

بينما في حقيقة الأمر هي لا تمتلك تلك الطاقة، ولهذا عندما يزداد الطلب فجأة في السوق لا تستطيع هذه الدول ضخ المزيد، ناهيك عن إعادة الكميات المتفق عليها تحت اتفاق الإنتاج الحالي.

الأرقام دائماً غير صحيحة ولا دقيقة في سوق النفط، والدول المستهلكة الغربية تمشي خلف المنجّمين والعرّافين والكل يكذب دولاً ومنظمات، والنتيجة أزمة طاقة يدفع ثمنها كل مواطن في العالم. ووسط كل هذا الكذب هناك أصوات حكيمة تعرف خطورة ما يحدث وتنادي لو أسمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …