الرئيسية / مقالات رأي / Financial Times: يجب أن تتحرك أوروبا لإنقاذ تسوية السلام في البوسنة

Financial Times: يجب أن تتحرك أوروبا لإنقاذ تسوية السلام في البوسنة

بقلم: حمزة كارسيتش

الشرق اليوم- على أوروبا أن تتحرك لإنقاذ تسوية السلام في البوسنة، وأنه ينبغي فرض عقوبات على السياسيين الانفصاليين الذين يهددون بتقويض السيادة الوطنية.

ويشار إلى تجمع ضخم أقيم في مدينة بانيا لوكا شمالي غربي البوسنة، حضره رجال الشرطة ومجموعة من الضيوف الدوليين وكبار السياسيين من صربيا المجاورة، وكان من بين الحضور البارزين فينكو باندوريفيتش الذي أدانته محكمة أممية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وكان من أبرز الحاضرين أيضا الزعيم الصربي البوسني وعضو الرئاسة الثلاثية للبلاد ميلوراد دوديك، الذي سيطر على الحياة السياسية على مدى الـ15 الماضية في هذا الجزء من البوسنة المعروف باسم جمهورية صربسكا، والمتورط الآن في قلب أسوأ أزمة أمنية تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب في عام 1995.

وألمح الكاتب إلى جلسة خاصة عقدها مجلس صربسكا في ديسمبر/كانون الأول الماضي مهدت الطريق لإنشاء مؤسسات موازية في مجالات الدفاع والأمن والضرائب والقضاء، الأمر الذي اعتبره الكاتب يرقى إلى مستوى التحدي المباشر للمؤسسات الوطنية في البوسنة وسيادة البلاد.

وانتقد الاستجابة الدولية البطيئة لحماية مستقبل البوسنة منذ عام 1995، وأشار إلى أنه بعد 6 أشهر من الأزمة الحالية قررت إدارة بايدن التصرف أخيرا، إذ فرضت الولايات المتحدة في أوائل يناير/كانون الثاني الماضي عقوبات على دوديك لتقويضه اتفاقات دايتون.

السلام في البوسنة يعتمد الآن على استعداد المسؤولين الأميركيين والأوروبيين للعمل معا لحماية بناء الدولة بعد الحرب في البلقان

ومن المتوقع فرض مزيد من العقوبات الأمريكية في الأسابيع والأشهر المقبلة. لكنه لن تكون فعالة ضد دوديك، إلا إذا فُرضت عقوبات أوروبية مصاحبة لها أيضا. فيجب فرض عقوبات على دوديك وكبار مستشاريه وقيادة جمعية صربسكا التي عقدت الجلسة الخاصة المثيرة للجدل، ويجب أيضا وضع الكيانات التجارية المرتبطة بدوديك ونظامه تحت العقوبات، في محاولة لقطع شريان الحياة المالي الذي يدعم السياسات الانفصالية.

ولكي يكون للعقوبات تأثير، يجب اتخاذ 5 خطوات. أولا أن تقود بريطانيا وألمانيا الطريق في تجميد أي أصول يملكها دوديك وأقرب دائرة من شركائه في تلك البلدان. وثانيا، يجب فرض حظر السفر على السياسيين الانفصاليين ونخبة رجال الأعمال المرتبطين بسياساتهم ودعمهم لها. وثالثا، يجب على بريطانيا وألمانيا أيضا فرض هذه العقوبات على عشرات السياسيين من جميع المجموعات العرقية المتورطين في ممارسات فاسدة.

ورابعا، يجب على وكالات المعونة البريطانية والألمانية أن توضح أنها ستعلق أي مشروعات للمساعدة الإنمائية في صربسكا إلى أن يحدث تغيير في السلوك. وخامسا، على القوى الأوروبية الكبرى أن تنقل رسالة مباشرة إلى رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش، الذي له نفوذ كبير على دوديك، مفادها أن الانفصال في البوسنة لن يتسامح معه.

وإذا طبقت الإجراءات الأوروبية مع العقوبات الأمريكية، فستفرض الإجراءات الأوروبية تكلفة أعلى على السياسيين الانفصاليين، مما يؤدي إلى تغيير حساباتهم. ويعتمد السلام في البوسنة الآن على استعداد المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين للعمل معا لحماية بناء الدولة بعد الحرب في البلقان.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …