الرئيسية / مقالات رأي / The New York Times: هجمات “داعش” الأخيرة بالعراق وسوريا أحدثت علامة على عودته

The New York Times: هجمات “داعش” الأخيرة بالعراق وسوريا أحدثت علامة على عودته

الشرق اليوم – إن الدلائل تتزايد يوما بعد يوم على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، بعد 3 سنوات من خسارته وطئ قدمه الإقليمي الأخير في ما يسمى بدولة الخلافة.

التنظيم شن سلسلة من الهجمات المعقدة مؤخرا في كل من سوريا والعراق ما يشير إلى أنه يعاود الظهور كتهديد أكثر خطورة بعد 3 سنوات من طرده.

كذلك وقع هجوم جريء على سجن سوري يضم الآلاف من معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية، وسلسلة الضربات ضد القوات العسكرية العراقية، وانتشر مقطع فيديو يُظهر ذبح ضابط شرطة عراقي مخطوف.

وببحسب كاوا حسن، مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز “ستيمسون” -وهو معهد أبحاث بواشنطن- فإن هذه الهجمات هي دعوة للاستيقاظ للاعبين الإقليميين، وللاعبين في العراق وسوريا بأن تنظيم الدولة لم ينته بعد، وأن القتال لم ينته، وأنه يظهر قدرة التنظيم على الصمود للرد في الزمان والمكان الذي يختاره.

إن نجاح بعض الهجمات أثارت مخاوف من أن بعض الظروف نفسها في العراق التي سمحت بصعود تنظيم الدولة في عام 2014 تفسح المجال مرة أخرى له لإعادة تشكيله.

وقال إن الهجمات في المناطق الجبلية والصحراوية النائية في العراق تبرز نقص التنسيق بين القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة الكردية الخاضعة لحكومة إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أن العديد منها وقع في منطقة متنازع عليها تطالب بها كل من الحكومة الكردية العراقية والحكومة المركزية.

وبحسب أرديان شايكوفيتشي مدير “المعهد الأميركي لمكافحة الإرهاب والاستهداف والقدرة على الصمود” فإن العديد من مقاتلي التنظيم الذين اعتقلوا في هجمات منذ أن فقد التنظيم آخر أراضيه قبل 3 سنوات كانوا أصغر سنا وينحدرون من عائلات لديها أعضاء أكبر سنا لهم صلات بالتنظيم.

وأضاف شايكوفيتشي بأنه إذا كان الأمر كذلك، فهذا جيل جديد من مجندي التنظيم، يغير حسابات التفاضل والتكامل والتهديدات بعدة طرق.

العراق كافح للتعامل مع عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين من أقارب مقاتلي التنظيم، وعوقبوا بشكل جماعي ووضعوا في معسكرات الاعتقال التي ينظر إليها الآن على أنها أرض خصبة “للتطرف”.

وقال إن الفساد في قوات الأمن العراقية تسبب في ترك بعض القواعد بالبلاد دون إمدادات مناسبة وسمح للجنود والضباط بإهمال واجباتهم، مما ساهم في انهيار فرق الجيش بأكملها التي تراجعت عام 2014 بدلا من مواجهة التنظيم.

وأوضح أن القتال امتد بين ميليشيا يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة وتنظيم الدولة الإسلامية أول أمس الثلاثاء إلى أحياء حول سجن محاصر في شمال شرق سوريا يقع في قلب أكبر مواجهة بين الجيش الأميركي وتنظيم الدولة منذ 3 سنوات.

وانضم الجيش الأميركي إلى القتال الاثنين الماضي لدعم حلفائه في قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ضد التنظيم، بعد أيام من هجوم التنظيم على سجن مؤقت في مدينة الحسكة بمحاولة لتحرير مقاتلي التنظيم المحتجزين هناك. ونفذت الولايات المتحدة غارات جوية وقدمت معلومات استخباراتية وقوات برية في مركبات برادلي القتالية التي ساعدت في تطويق السجن.

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن معركة هذا السجن هي أكبر معركة بين القوات الأميركية والتنظيم منذ أن فقد التنظيم آخر قطعة من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا عام 2019.

وفي ذروته، كان تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على أراض بحجم بريطانيا تمتد بين العراق وسوريا. وقد توجه ما يقدر بنحو 40 ألف أجنبي -بمن فيهم الأطفال- إلى سوريا للقتال أو العمل من أجل الخلافة، وأحضر الآلاف منهم أطفالهم الصغار، وولد هناك أطفال آخرون.

إن العديد من الرجال في السجن البالغ عددهم حوالي 3500 مقاتل وبعضهم مصاب بجروح باقية كانوا يعكسون الجاذبية الدولية لتنظيم الدولة، فهم ينحدرون من جميع أنحاء العالم، وقد رفضت معظم دولهم استعادتهم. ويضم جزء منفصل من المجمع حوالي 700 فتى، وهم أطفال لأعضاء مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، وتم أسرهم أيضا مع انهيار التنظيم.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …