الرئيسية / مقالات رأي / The National Interest: هل تشعل أوكرانيا شرارة حرب عالمية ثالثة؟

The National Interest: هل تشعل أوكرانيا شرارة حرب عالمية ثالثة؟

by: Dell Dailey & James P. Farwell

الشرق اليوم – ربما تؤدي أزمة أوكرانيا إلى صراع مسلح ينذر بنشوب حرب عالمية ثالثة بين روسيا والغرب.

روسيا والغرب بحاجة إلى “إستراتيجية كبرى” تعيد النظر في علاقاتهما، وتعطي كل طرف ما يلبي كبرياءه ومصالحه الأمنية، وتمنع اندلاع صراع قد يتحول إلى حرب عالمية ثالثة.

إن أحد الجوانب الرئيسة للموقف الأميركي تتمثل في الامتناع عن الرد على تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتحويله إلى موقف استباقي لحل الأزمة باقتراح أفكار قابلة للتطبيق لمصلحة الطرفين.

فما هي الخطط المعقولة التي قد تلائم كل أطراف الأزمة؟

إذا وُصفت الإستراتيجية الكبرى التي انتهجها الرئيس الأميركي الأسبق دوايت آيزنهاور بأنها سياسة “احتواء”، فإن الإستراتيجية المقترحة تندرج -على ما يبدو- تحت مسمى “توازن”. ولا يُنظر إلى روسيا، بموجب هذا المفهوم، على أنها “صديق أو حليف”.

وقد أدركت سياسة الاحتواء أن الاتحاد السوفياتي لديه طموحات توسعية، ورفض آيزنهاور حينئذ التعايش معها وعمل على دحر الشيوعية وكان محقا في ذلك، برأي دايلي وفارويل.

اتحاد سوفياتي من دون أيديولوجيا

روسيا تريد إحياء نطاق النفوذ الذي كان يتمتع به الاتحاد السوفياتي قبل انهياره، لكنها لا تطرح أيديولوجيا. ومع سعيها لنفوذ عالمي باعتبارها قوة عظمى، فإن ما ينقصها هو الطموحات الإمبريالية الشيوعية.

إن النزعة القومية والغطرسة هما اللتان تدفعان بوتين إلى استعادة نفوذ روسيا والتحكم في مجالها السابق.

وينظر بوتين إلى “ثورة الميدان” التي أطاحت بحكومة موالية لروسيا في أوكرانيا على أنها “ثورة ملونة” برعاية أميركية، وتُعدّ جزءا من مخطط يهدف إلى إطاحته من السلطة.

وقد ظلت أوكرانيا ومحيطها يشهدان منذ 8 سنوات توترا مستمرا مع الجارة الروسية، قُرعت خلالها مرارا طبول الحرب، بين البلدين تارة، وبين روسيا ومعسكر الغرب الداعم لكييف تارة أخرى.

وتجلّت أزمة أوكرانيا مع روسيا في سيطرة موسكو على القرم وضمّه في مارس/آذار 2014، وتأكيد كييف أنها ستستعيد شبه الجزيرة بكل الوسائل المتاحة.

5 تصورات

هناك 5 تصورات تضمن إطارا “مستقرا” للعمل بين روسيا والغرب أولها أن تتوفر ضمانات تقضي بألا تصبح أوكرانيا وجورجيا عضوتين في حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويمكن لأوكرانيا في هذه الحالة القبول بوضع مشابه لوضع النمسا الدولة الديمقراطية التي تلتزم الحياد في تعاملها مع جميع الأطراف.

والتصور الثاني الاعتقاد أن بوتين يخشى أن تؤدي إقامة نظام ديمقراطي ناجح في أوكرانيا إلى انعكاسات تمتد آثارها إلى روسيا وتقوّض سلطته.

وثالث تلك التصورات أن بوتين يرغب أن تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن التدخل في سياسة روسيا الداخلية.

ورابعها أن بوتين يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن عليه أن يكون واقعيا إزاء رغبته هذه. فالفساد وإخفاق الشيوعية هما السبب في هزيمة الاتحاد السوفياتي وليس الغرب.

وآخر التصورات أن بوتين ينشد التعامل معه باحترام باعتباره قوة عظمى وصنوا للغرب.

ما يجب أن يلتزم به الطرفان

وعلى الغرب أن يطلب من روسيا تعاملا مماثلا، وعلى الطرفين أن يلتزما، أولا، بالكف عن التدخل في سياسة الآخر أو في شؤونه الداخلية.

وثانيا أن على روسيا التعهد بتجنب استخدام خط “نورد ستريم 2” (Nord Stream 2) لنقل الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا بأنابيب عبر بحر البلطيق.

وثالثا يتعين على روسيا إدراك أن الغرب يتصرف كجبهة واحدة من خلال الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي والأطراف الأخرى.

كما يجب على روسيا، رابعا، السيطرة على أعمال القرصنة الإلكترونية “الإجرامية” التي تقوم بها الدولة الروسية ووكلاؤها ممن يُطلق عليهم “المخترقون الوطنيون”، والجماعات “الإجرامية” العابرة للحدود التي تعمل من داخل روسيا.

وأخيرا -وهذه مسألة دبلوماسية قد تستغرق وقتا لكي تؤدي دورها- أن على روسيا والغرب العمل على إيجاد أرضية مشتركة تقرّ بأن هناك خطرا وجوديا متمثلا في طموح الصين لفرض تفوقها العسكري والاقتصادي على العالم بحلول عام 2049. وإذا تسنّى للصين بلوغ غايتها تلك فإن من شأن ذلك أن يشكل تهديدا وجوديا لروسيا والغرب كليهما.

إن جميع أطراف أزمة أوكرانيا مدينون لأنفسهم ومواطنيهم وللعالم بتفادي التورط في نزاع مسلح قد يتحول “عن طريق الخطأ” إلى حرب عالمية ثالثة، وقد حان زمن التحرك “فليس هناك متسع من الوقت”.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …