الرئيسية / مقالات رأي / سياسات الهجرة بين ترامب وبايدن

سياسات الهجرة بين ترامب وبايدن

بقلم: ماريا ساكيتي – صحيفة الاتحاد

الشرق اليوم- لاقت قاضية محكمة دائرة كولومبيا جوستين ووكر صعوبةً يوم الأسبوع الماضي لتحديد نهج إدارة بايدن تجاه الحدود. وقالت في إحدى الدعاوى القضائية، إن المسؤولين الحكوميين يجادلون بأن البرنامج الذي تم وضعه في عهد ترامب والذي يرسل طالبي اللجوء إلى المكسيك في انتظار جلسة استماع هو أمر خطير للغاية. ومع ذلك، يدافع محامو الحكومة عن سياسة منفصلة تقوم بترحيل المزيد من المهاجرين إلى دول مثل هايتي، على الرغم من المخاطر التي قد يواجهونها هناك. وسألت ووكر محامي وزارة العدل خلال جلسة استماع يوم الأربعاء: “إذن ماذا يُفترض بنا أن نفعل بهذا؟”، بعد أن طلبت من لجنة من القضاة السماح باستمرار عمليات الترحيل في الوقت الحالي.

وكشفت جلسة الاستئناف بشأن دعوى قضائية تسعى إلى إنهاء ترحيل العائلات المهاجرة، مع إتمام إدارة بايدن عامَها الأول، عن نتائج متباينة بشأن تعهد الرئيس جو بايدن بوضع نظام هجرة أكثر إنسانيةً مما فعل الرئيس دونالد ترامب الذي سعى إلى ترحيل أكبر عدد ممكن من المهاجرين. ويقول أنصار بايدن إنه قطع أشواطاً كبيرة بهذا الخصوص، إذ وفَّر الحماية لملايين المهاجرين من الترحيل، وأنهى عمليات احتجاز الأسرة، وأوقف بناء الجدار الحدودي، وألغى أوامر حظر السفر التي أقرها ترامب، واستقبل عشرات الآلاف من الأفغان، ورفع الحد الأقصى لعدد اللاجئين السنوي إلى 125 ألفاً قائلاً إنه الأعلى منذ عام 1993. كما منحت إدارتُه “وضعَ الحماية المؤقت” لحوالي 430 ألف مهاجر إضافي غير موثق من دول مثل فنزويلا واليمن وهايتي، مما سمح لهم بالتقدم للحصول على تصاريح عمل طالما أنهم يعيشون بالفعل في الولايات المتحدة.

وقالت مستشارة سياسة الهجرة بالبيت الأبيض، إستر أولافاريا، في حلقة نقاش يوم الأربعاء استضافها “معهد سياسة الهجرة” غير الحزبي إن المزيد من الدول تخضع “لدراسة نشطة” للحصول على وضع الحماية المؤقت.

وتظهِر السجلات الفيدرالية أن الإدارة قامت أيضاً بترحيل مئات الآلاف من المهاجرين الذين حاولوا عبورَ الحدود بشكل غير قانوني، في تدفق قياسي على الحدود الجنوبية الغربية. وسجلت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية 1.7 مليون حالة اعتقال في العام المالي الماضي، المنتهي في 30 سبتمبر، ارتفاعاً من حوالي 460 ألفاً في العام السابق. ووجد معهد سياسة الهجرة أن حوالي 27% حاولوا العبور أكثر من مرة، وهي نسبة أعلى بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة.

وارتفعت عمليات الاعتقال مرة أخرى الشهر الماضي –على الرغم من أنها تتراجع عادةً في ديسمبر– إلى أكثر من 170 ألفاً، وهو أعلى مستوى تصل إليه في ديسمبر منذ إنشاء المعهد بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.

لم يتمكن “الديمقراطيون” من الاستفادة من أغلبيتهم الضئيلة في الكونجرس لتأمين إقامة دائمة وسبيل للحصول على الجنسية الأميركية لـ11 مليون مهاجر غير شرعي عاشوا هنا لسنوات، بل حتى عقوداً، كما كان يأمل بايدن.

قالت أولافاريا: “لقد كان تحدياً. كان الأمر محبطاً لنا جميعاً في الداخل وبالنسبة لي بشكل خاص”. وأضافت: “هناك الكثير الذي نحتاج إلى القيام به ويمكننا القيام به، كما أن الخطوات الأساسية لذلك قد بدأت”.

وقالت دوريس ميسنر، الزميلة البارزة في معهد سياسة الهجرة ومفوضة الهجرة في إدارة كلينتون، إن المعهد أحصى 296 إجراءً تنفيذياً بشأن الهجرة اعتباراً من هذا الأسبوع، مقابل 86 إجراءً تنفيذياً خلال العام الأول لترامب.

ووجد المعهد أيضاً أن التراجع في إجراءات الإنفاذ الداخلي كان له “تأثيرات ملموسة”، وفقاً لتقرير جديد. وأنهت إدارة بايدن عمليات المداهمة لمواقع العمل وأعلنت أن مجرد التواجد في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني ليس سبباً لترحيل شخص ما، كما كان الحال في عهد ترامب. وانخفضت عمليات الاعتقال بسبب الهجرة في المناطق الداخلية من البلاد إلى 3000 في الشهر، أي نصف العدد خلال الإدارة السابقة. كما تراجعت عمليات الترحيل من داخل البلاد.

ومن جانبهم، هاجم “الجمهوريون” إدارة بايدن بسبب قيامها بإلغاء سياسات عهد ترامب، وألقوا باللوم على هذا الإلغاء كونه السبب في الهجرة الجماعية على الحدود، مما زاد من تراكم قضايا الهجرة لما يقرب من 1.6 مليون قضية.

وصف السناتور الجمهوري رون جونسون هذا الشهر سياسات الإدارة بأنها “كارثية”. وكان الجمهوريون حريصين على تسليط الضوء عليها مع اقترابهم من انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر، والتي يمكن أن تغير ميزان القوى في الكونجرس.

وأنهى بايدن برنامج “بروتوكولات حماية المهاجرين” الذي أطلقه ترامب، والذي يتطلب من المهاجرين انتظار جلسات الاستماع الخاصة باللجوء في المدن الحدودية في المكسيك، والتي غالباً ما تكون خطرة، حيث كانوا يتعرضون لعمليات خطف واعتداءات. لكن المحاكم الفيدرالية أمرت الحكومة بإعادة تشغيل البرنامج بينما تحاول جاهدةً إنهائه في المحكمة.

في حين أن “كوفيد-19” منتشر في الولايات المتحدة، قال محامي بوزارة العدل إن التدفق “المرتفع بشكل مذهل” للمهاجرين على الحدود لا يمكن منعه ومعالجته بأمان في الولايات المتحدة أثناء تفشي الفيروس.

وقالت محامية وزارة العدل، شارون سوينجل، للقضاة يوم الأربعاء: “من الواضح أن هدف الحكومة هو العودة إلى حالة إجراءات الهجرة المنظمة للجميع. ولكن في الوقت الحالي، من وجهة نظر مركز السيطرة على الأمراض، فإن حقائق الصحة العامة لا تسمح بذلك”.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …