الرئيسية / مقالات رأي / The New York Times: بوتين يعاني من عقدة نقص تجاه أميركا ويريد قضم جزء من أوكرانيا

The New York Times: بوتين يعاني من عقدة نقص تجاه أميركا ويريد قضم جزء من أوكرانيا

By: Thomas L. Friedman

الشرق اليوم –  إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين “العميل السابق” للمخابرات الروسية “كي جي بي” (KGB) يأبى الخروج من عزلته، وما يزال يرى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA)  تتربص به في كل مكان، وأنها وراء كل معارض له.

رئيس مدى الحياة

بوتين سياسي يحرص على ضمان التأكد من فوزه بالانتخابات الروسية في عام 2024 (أو تزويرها) ليصبح “رئيسا مدى الحياة”، فالأمر بالنسبة له “إما أن يحكم أو يموت”. وهو من اختلق أزمة أوكرانيا.

فإذا قرر الرئيس الروسي “قضم” جزء آخر من أوكرانيا (بعد ضمه شبه جزيرة القرم)، والسبب في ذلك بالدرجة الأولى أنه يفكر في تعزيز فرص بقائه في سدة الحكم بروسيا؛ “فذلك أمر عنده بالغ الأهمية”.

بوتين توصل إلى أنه إذا أراد أن يصبح رئيسا مدى الحياة فعليه أن يكون رئيسا للحروب مدى الحياة.

هوس بعودة الاتحاد السوفياتي

إن توق بوتين للسلطة، وما أسبغت عليه هو وأبناء جيله الروس من مجد وكرامة، جعلتهم مهووسين بعودة الاتحاد السوفياتي. ولم يكن الرئيس الروسي يبالغ حينما أعلن عام 2005 أن تفكك الاتحاد السوفياتي كان “أكبر كارثة جيوسياسية” في القرن العشرين.

ولأن أوكرانيا -وعاصمتها كييف- لعبت منذ أمد بعيد دورا رئيسيا في التاريخ الروسي، وكانت “درعا حصينا وسلة غذاء” للاتحاد السوفياتي في أوج مجده الغابر، ولربما بسبب أن 8 ملايين روسي (من إجمالي 43 مليونا) ما زالوا يقيمون في أوكرانيا؛ يزعم بوتين أن من واجبه إعادة توحيد روسيا وأوكرانيا.

استعجال بوتين بتهديد أوكرانيا

أما السبب الذي يجعل بوتين في عجلة من أمره لتهديد أوكرانيا بالغزو، فيكمن في أنه يدرك أن عملية “الأكرنة” (Ukrainization) تحت حكم الرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي تسارعت خطاها، واستبعدت اللغة الروسية من المناهج الدراسية، وطُرد التلفزيون الروسي من المجال الإعلامي الأوكراني.

ثم إلى جانب تلك الأسباب، هناك دوافع جيوسياسية صرفة؛ فالرئيس بوتين باختلاقه أزمة حول أوكرانيا إنما يدعو الغرب إلى تشييع النظام القائم بعد الحرب الباردة إلى مثواه الأخير.

ويستبد ببوتين اعتقاد بأن النظام العالمي القائم بعد الحرب الباردة قد فُرض على روسيا والرئيس الراحل يلتسين عندما كانت روسيا ضعيفة، وهو نظام لم ينطو فقط على توغل حلف الناتو في دول شرق أوروبا التي كانت جزءًا من حلف وارسو في يوم من الأيام، بل بتمدد نفوذ الناتو كذلك في الإمبراطورية السوفياتية نفسها، في مناطق مثل أوكرانيا وجورجيا.

بوتين يسعى لنظام جديد

وبحشده قوات بالقرب من أوكرانيا، فإن لسان حال بوتين يقول للغرب “إما أن نتفاوض بشأن نظام جديد لحقبة ما بعد الحرب الباردة، أو أنني سأشرع في مواجهة ما بعد تلك الحقبة”.

إن آخر ما يتمناه بوتين أن يرى أوكرانيا مزدهرة تلتحق بعضوية الاتحاد الأوروبي، ويتطور شعبها واقتصادها بعيدا عن روسيا “الاستبدادية ضعيفة الأداء”.

كما أنه يريد لأوكرانيا أن تفشل وللاتحاد الأوروبي أن يتصدع، وأن يكون دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة مدى الحياة حتى يعيش شعبها في فوضى دائمة.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

أميركا إذ تتنكّر لتاريخها كرمى لعينيّ نتنياهو

بقلم: راغب جابر- النهار العربيالشرق اليوم– فيما تحارب إسرائيل على أكثر من جبهة، تزداد يوماً …