الرئيسية / دراسات وتقارير / The Guardian: خبراء يرسمون مشهد غزو أوكرانيا

The Guardian: خبراء يرسمون مشهد غزو أوكرانيا

الشرق اليوم- إن حدوث غزو روسي لكامل الأراضي الأوكرانية من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربًا على نطاق لم يشهد العالم لها منذ حرب تحرير الكويت في العام 2003.

وقد دفع الخبراء الغربيين إلى التساؤل عما إذا كان يمكن لموسكو أن تحقق نصرا عسكريا دائما.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 100 ألف جندي روسي يحتشدون بالقرب من حدود أوكرانيا. ومع ذلك، يقول الخبراء الذين يتابعون الأزمة عن كثب أنه من أجل غزو البلد بأكمله ، يجب أن يتضاعف هذا العدد،  مشيرة إلى أنه سوف يشمل قوات تمر عبر بيلاروس.

وأوضح الباحث في معهد “أمريكان إنتربرايز”، فريد كاغان: إن “غزوا بهذا الحجم لم يشهده العالم منذ العام 2003، سوف يحتاج على الأقل ما بين 150 ألف إلى 200 ألف جندي”.

وتوقع كاغان أن روسيا بإمكانها الانتهاء من جمع ذلك الحشد بنهاية الشهر الجاري، مضيفا أن الأمر المثير للتحدي بالنسبة لبوتين، هو قدرة قواته على مواجهة، أي عمليات مسلحة داخل الأراضي الأوكرانية، بعد احتلال العاصمة كييف.

ونوه كاغان في ورقة بحث شارك في كتابتها مع خبراء آخرين إن العملية الحاسمة  لاحتلال أوكرانيا تتطلب مقاتلاً واحدًا مقابل كل 20 مواطن أوكراني، لافتا إلى أن روسيا سوف تحتاج لاحقا إلى تواجد قوات يزيد عددها عن 325 ألف فرد للسيطرة على كييف والمدن الرئيسية في أوكرانيا في الجنوب والشرق، وسحق حركات المقاومة المحتملة.

ووفقا، للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) يبلغ عدد جيش أوكرانيا 145 ألف عنصر، ولكن هناك أيضًا ما يقدر بنحو 300 ألف من قدامى المحاربين ممن يشاركون في الصراع المنخفض الحدة في إقليم دونباس شرقي البلاد والذي يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لموسكو في البلاد.

وقد أشار استطلاع رأي حديث إلى أن ثلث مواطني أوكرانيا سيكونون على استعداد لخوض غمار “المقاومة المسلحة” ضد أي احتلال روسي قادم.

من جانب آخر، قال روب لي، وهو ضابط سابق في مشاة البحرية الأمريكية وزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية إن “روسيا تمتلك القدرة على تدمير الوحدات العسكرية الأوكرانية من بعيد باستخدام صواريخ إسكندر الباليستية.. والتي تمنح موسكو القدرة على حصد آلاف الضحايا يوميًا “.

وفي نفس السياق، يرى الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، سمير يوري أن بوري والذي أمضى العام الساب كمراقب للصراع في أوكرانيا أنه “من الصعب تخيل غزو كامل دون استخدام القوة الجوية”.

وسوف يتعين على روسيا أيضًا أن تقرر كيفية التعامل مع المدن الأوكرانية بعد احتلالها لاسيما كييف، التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة ومدينة خاركيف في الشمال الشرقي، ويقطنها حوالي 1.5 مليون نسمة.

وفي هذا الصدد يقول كاغان، مستشهدا بتدخل بوتين في الحرب الأهلية السورية: “حرب المدن صعبة وموسكو تخشاها خاصة وأنها لها تجارب قاسية خلال معاركها في مدينة حلب”.

تطويق كييف.. “ليس سهلا”

ويقول محللون غربيون إن تطويق كييف ليس بالأمر السهل. تقع النقاط الرئيسية للمدينة، بما في ذلك القصر الرئاسي، إلى الغرب من نهر دنيبر الذي يسهل الدفاع عنه، وبالتالي سوف تسعى القوات الروسية من دبابات ومدرعات إلى تطويق كييف من الغر من خلال عبور مستنقعات بريبيات، التي تتجمد في الشتاء.

وأما الخبير العسكري الاوكراني تاراس كوزيو ، فيتوقع أن تلجأ روسيا إلى ثلاثة خيارات عسكرية متتالية عوضا عن غزو شامل وسريع، مشيرا إلى أن القوات الروسية في البداية سوف تدخل إقليم دونباس الذي يسيطر عليه الانفصاليون وضمه إلى روسيا.

وبعد ذلك، وبحسب كوزيو، فإن روسيا سوف توسع نطاق الأراضي المحتلة عبر السيطرة على ممر بري داخل الأراضي الأوكرانية يربطها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014، واحتلال

والثاني هو توسيع الأراضي المحتلة بممر بري إلى شبه جزيرة القرم التي سبق ضمها ، والاستيلاء على مدينة ماريوبول الساحلية في إقليم دونيتسك، ومن ثم الاستيلاء على مواقع صناعية رئيسية أخرى ومحاولة إضعاف الجيش الأوكراني، وهنا يقول الباحث روب لي: “يمكنهم تدمير طائرات تي بي 2 التركية بدون طيار والمدفعية في دونباس”في حملة علنية محدودة تهدف إلى إضعاف أوكرانيا.

وقال كوزيو إن الخيار الأخير يتمثل في “إحياء مشروع روسيا الجديدة لعام 2014” الذي سيقوم على”عزل أوكرانيا عن البحر الأسود”، وهذا من شأنه أن يرقى إلى الاستيلاء على الجنوب الأوكراني، واحتلال ميناء أوديسا ومدينة دنيبرو الصناعية.

“محادثات إيجابية”

وعلى صعيد آخر، أعلن الكرملين الثلاثاء أن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف شكلت بداية “إيجابية” لاستمرار الحوار وسط التوتر حول أوكرانيا.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين “إنها تستحق تقييما إيجابيا” مضيفا “لكنه ليس حوارا من أجل الحوار … لأن المهم هنا هو النتيجة. ليس هناك ما يمكن قوله بعد عن النتيجة”.

والتقى مسؤولون أميركيون وروس رفيعو المستوى في المدينة السويسرية الاثنين في أول اجتماع خلال أسبوع من هذه الخطوة الدبلوماسية بين روسيا والغرب.

وقال بيسكوف “هناك بضع جولات أخرى أمامنا لتكوين صورة واضحة لما نحن فيه”، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس.

وأضاف “لا توجد أسباب كثيرة للتفاؤل حتى الآن. وسيكون من السذاجة الاعتقاد بأن جولة واحدة ستعطي نتيجة شاملة”.

ومن المقرر أن يعقد اجتماع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا في بروكسل الأربعاء، ليجتمع بعدها المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا الخميس، وسط توقعات بأن تكون أوكرانيا في صلب المناقشات.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

فرنسا: إيران لم تستخدم أفضل أسلحتها

الشرق اليوم– قالت مجلة لوبوان إن “طوفان النيران والتكنولوجيا” الذي أطلقته إيران باتجاه إسرائيل في …