الرئيسية / مقالات رأي / The Washington Post: طغاة جنوب شرق آسيا شكلوا تحالفا ضد الديمقراطية

The Washington Post: طغاة جنوب شرق آسيا شكلوا تحالفا ضد الديمقراطية

By: Pavin Chachavalpongpun

الشرق اليوم – شكل الطغاة في جنوب شرق آسيا تحالفا ضد الديمقراطية. فزيارة رئيس وزراء كمبوديا هون سين، إلى ميانمار قبل 4 أيام تجعله أول قائد من جنوب شرق آسيا يسافر إليها منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة في فبراير/ شباط 2021.

إن المعارضة في ميانمار، التي تخوض صراعا مريرا مع النظام العسكري، انتقدت الزعيم الكمبودي بشدة لإضفاء الشرعية على المجلس العسكري الحاكم.

هون سين، لم يتصرف هكذا بدافع الإيثار، وأنه من الواضح أنه توقع من قادة ميانمار رد الجميل بدعم نظامه المستبد. ولسوء الحظ أصبح مثل هذا السلوك هو القاعدة في جميع أنحاء المنطقة. هناك شبكة اعتماد متبادل معقدة بين المستبدين تعمل في جنوب شرق آسيا على تسريع التدهور المطرد للديمقراطية.

كما أن انقلاب 2014 في تايلند أسس نمطا مشؤوما. فبعد الإطاحة بالحكومة المنتخبة هناك أرسلت ميانمار بسرعة مندوبا لإضفاء الشرعية على التدخل غير القانوني للجيش التايلندي في السياسة. وكأول زعيم لرابطة دول جنوب شرق آسيا يزور بانكوك، أشاد القائد العام لميانمار الجنرال مين أونغ هلاينغ بالجيش التايلندي “لفعله الشيء الصحيح” في الاستيلاء على السلطة، وفي العام الماضي اقتدى هلاينغ بالمثال التايلندي ونفذ انقلابه.

وهناك مثال على استخدام العلاقات الشخصية بين النخب العسكرية في جنوب شرق آسيا في تعزيز سياساتهم الاستبدادية، هو حينما شن جيش ميانمار إبادته الجماعية ضد مسلمي الروهينغا لم ينبس جنرالات تايلند ببنت شفة.

إن الطغاة يتعلمون من بعضهم البعض، فعندما وضع جنرالات ميانمار دستورا جديدا في عام 2008 احتفظوا بـ 25% من المقاعد البرلمانية لمندوبي القوات المسلحة، وكذلك فعل أعضاء المجلس العسكري التايلندي عندما أعادوا في وقت لاحق كتابة دستور بلادهم على المنوال نفسه، ومنحوا أنفسهم الحق في ملء مجلس الشيوخ بأزلامهم.

إن مجتمع الإعجاب المتبادل هذا يؤدي إلى مفارقات سريالية، فبعد انقلاب العام الماضي طلب زعيم المجلس العسكري في ميانمار من تايلند مساعدته في دعم “ديمقراطية” بلاده، وكانت كمبوديا سعيدة بانضمامها إلى الفريق.

كما أن صعود الصين يساهم في التدهور العام للديمقراطية في جنوب شرق آسيا، حيث إن بكين لا تكتفي بتزويد الحكام المستبدين بنموذج مغري لرأسمالية الدولة الاستبدادية الخاضعة للرقابة المشددة فحسب، بل تصدر أيضا معدات المراقبة والأسلحة وتقنيات التضليل.

وفي حالة تايلند أصبحت الصين ليست مجرد شريك اقتصادي مهم ولكن أيضا نموذجا محتملا للحكم. والعلاقات بين بكين وبانكوك اليوم أقوى من العلاقات بين تايلند والولايات المتحدة.

إن التعاون بين هذه الدول لا يكاد تنفرد به منطقة جنوب شرق آسيا، وأن التوجهات الاستبدادية تجعل نفسها محسوسة في جميع أنحاء العالم، ولم يعد التدهور الديمقراطي يتركز في منطقة أو قارة واحدة. ومثال ذلك بالسودان والحملة الصارمة في بيلاروسيا وغيرها بأنها كلها جزء من الانبعاث الاستبدادي.

يمكننا القول إنه في الوقت الذي تمارس فيه الدول المستبدة مثل الصين قوتها بعدوانية متزايدة، وبينما تظهر الديمقراطيات الراسخة في الغرب والعالم النامي القليل من التصميم على الدفاع عن قيمها، فإن البيئة الدولية للديمقراطية تتدهور، وتقدم منطقة جنوب شرق آسيا مثالا حيا على الطريقة التي يمكن أن تسوء بها الأمور.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …