الرئيسية / مقالات رأي / ما الذي يحدث في كازاخستان ؟

ما الذي يحدث في كازاخستان ؟

بقلم: فارس الحباشنة – صحيفة الدستور

الشرق اليوم– لم يكن الصراع الروسي / الأمريكي يحسم في أوكرانيا لينتقل على أشد أوجه الى كازاخستان . مالات الصراع في كازاخستان غامضة، وتشتد تعقيدا، ويبدو أنها غير واضحة الملامح .

البلد دخلت في حالة انهيار وفوضى، وتسارع كبير في الأحداث، والاحتجاج الشعبي تجاوز السوال المطلبي وتحول لسياسي .

وكما يبدو ثمة واقع جديد يفرض على كازاخستان، وهي من أهم وأكبر دول أسيا الوسطى .

من هم اللاعبون في الصراع الكازخستاني ؟

الروس والأمريكان واضحون، وبرزت مواقف الاستقطاب والتجاذب بعدما أعلنت روسيا عن إرسال قوات عسكرية ضخمة الى كازاخستان لدعم النظام السياسي القائم .

تركيا، ليست غائبة عن الصراع، وتمتد اليد التركية للصراع الكازاخستاني من بواية “منظمة الدولة التركية ” . وتسعى تركيا الى خلق فضاء جيوسياسي في اسيا الوسطى للتخلص من السيطرة والنفوذ التاريخي الروسي الممتد من زمن الاتحاد السوفيتي وما بعد الحرب الباردة .

يبدو أن الصراع في كازاخستان سيكون أصعب وأشد تعقيدا من أوكرانيا . ومعادلات الاستقرار والفوضى في الساحة الكازاخستانية تعلب بها قوى إقليمية ودولية .

في تسارع تطور الأحداث في كازاخستان بلا شك خربط الأوراق، وقراءة المسببات الخفية والواضحة، المستفيد والخاسر . وخصوصا أن مفاتيح الصراع ليست محصورة بايدي واشنطن وموسكو .

السلطة في كازاخستان طلبت من موسكو النجدة والتدخل والمساعدة العسكرية . وكما يبدو حتى الان موسكو هي المنقذ، ولكن الروس لديهم شروط استراتيجة لمساعدة كازاخستان ، ومنها .. اعتراف كازاخستان بجزيرة القرم، والسماح لروسيا بانشاء قاعدة عسكرية جديدة في كازاخستان .

التدخل الروسي قطع الطريق على تركيا . ولكن، لماذا طلبت كازاخستان العون والنجدة من موسكو، ولم تلتف الى التحالف التركي ومنظمة الدول التركية ؟

واشنطن غير مرتاحة لتمدد التركي في أسيا الوسطى، ومشروع منظمة الدول التركية، ومحاولة خلق فضاء استراتيجي وجيوسياسي تركي في اسيا الوسطى لا يلق قبولا لدى الساسة الامريكان .

وسط أسيا يتحول استراتجيا الى شرق أوسط جديد، غني وثري بالموارد الطبيعة والنفط والغاز، ومحط أنظار المتصارعين الكبار، الروس والامريكان والصينيين واوروبا .

و الغرب ينظر الى المنطقة كمنجم ثروات، ويتعامل في منطق السيطرة والهينمة، وأن تبقى الثروات بالتعاون مع الأنظمة السياسية والطبقة الحاكمة تتدفق الى الغرب والشرق دون تهديد .

في الحسابات السياسية ، فان كازاخستان قد تكون شرارة لاندلاع حرب في اسيا الوسطى . واضافة لان ثمة مؤشرات لانتقال الصراع الأمريكي /الروسي الى ساحات بديلة وموازية للشرق الأوسط المتخم في الأزمات المفتوحة من سورية والعراق الى اليمن وليبيا .

الفراغ الجيوسياسي في أسيا الوسطى لن تسمح القوى العظمى “أمريكا وروسيا، الصين وأوروبا” بأن تملاه تركيا .

“بالنسبة لمناور استراتجي محترف” كبوتين ” فانه غير مستعد أن تكون كازاخستان كأزمة أوكرانيا في خاصرة روسيا المتينة، و لن يتردد في حماية المجال الحيوي الروسي، وأسيا الوسطى جزءا من امتدادته .

في أسيا الوسطى كل الاحتمالات واردة الحرب ومزيد من التوتر .. وقد تفضي الى أزمات جيوسياسية أعمق بين روسيا وأمريكا وتركيا ..و قد يتفاهم الأمريكان والروس على اللاعب التركي المستجد في أسيا الوسطى ، ويقطعان الطريق ايضا على الصين ومسارات المشروع الاقتصادي الأممي الكبير “طريق حرير” العابرة للقارات .

بكل الاحتمالات السياسية .. فإن كازاخستان وأسيا الوسطى ستكون محط أنظار العالم، وبورة صراع للاعبين كبار دوليين واقليميين .. ودون شك واقل تقديرات سياسية فإن بعضا من حسابات كازاخستان سوف تنسحب على أزمات وحروب الشرق الأوسط المفتوحة والعالقة .

شاهد أيضاً

عند الأفق المسدود في غزة

بقلم: عبدالله السناوي – صحيفة الخليج الشرق اليوم- استغلقت حرب غزة على أي أفق سياسي …