الرئيسية / مقالات رأي / Foreign Policy: خمسة أسباب تدعو للتفاؤل عام 2022

Foreign Policy: خمسة أسباب تدعو للتفاؤل عام 2022

بقلم: شارلس كيني

الشرق اليوم- بداية 2021 كان الناس يتطلعون إلى هذا العام بأمل كبير، فقد اكتُشفت للتو لقاحات لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ولاحت في الأفق نهاية للجائحة التي تعصف بالدول، وبدا كأن الاقتصاد العالمي يشهد انطلاقة جديدة.

بيد أن قدرا كبيرا من ذلك التفاؤل الذي ساد في يناير 2021 كان مبالغا فيه كما أسعار السلع اليوم.

ومع قرب بداية 2022 حيث تشيع بين الناس روح من التفاؤل والنظرة الإيجابية، ذكرت مجلة (Foreign Policy) الأمريكية 5 أسباب قالت إنها تدل على أن الأوضاع هذا العام لن تكون كلها كئيبة.

1- الدول النامية سيتم تطعيمها:

عام 2021 تم حقن لقاحات كوفيد-19 في أكثر من 4 مليارات ذراع بشرية في أرجاء العالم، حيث تلقى معظم أولئك المحقونين جرعتين أو ثلاثا. ومع ذلك، لم تكن حملة التطعيم العالمية غير المسبوقة تلك عادلة أبدا، فقد حصل ملايين الناس الأقل عرضة للإصابة بالفيروس في البلدان ذات الدخل المرتفع على الجرعة الثالثة حتى قبل تلقي أغلب الشعوب الأكثر عرضة للوباء في الدول المنخفضة الدخل على الجرعة الأولى.

ويقول كاتب المقال إن الصورة عام 2022 سوف تتحسن سريعا. فمن المقرر أن تحصل أفريقيا -نظريا- بحلول مارس/آذار على نحو مليار جرعة لقاحات تكفي لتطعيم 70% من سكان القارة.

غير أن تخزين الدول الغنية للقاحات قد يؤدي إلى إبطاء إرسال تلك الطعوم إلى أفريقيا، وهو ما سيجعل ما يصل منها إلى القارة أقل فعالية ضد متحور أوميكرون إلى حد كبير.

ويعتقد الكاتب أن اللقاحات ضد المتحورات الجديدة من الفيروس ستوزع بشكل أسرع، وهو ما يجب أن يؤدي إلى تقليص الفجوة “غير المعقولة” بين البلدان ذات الدخل المرتفع وتلك المنخفضة الدخل.

ولن يقتصر الأمر على جائحة كورونا وحدها، فالعام الجديد سيشهد أول لقاح للملاريا، ذلك الداء الذي فتك بنحو 627 ألف شخص عام 2020. كما ستجري شركة موديرنا لصناعة الأدوية أول مرحلة من تجاربها السريرية على لقاح ضد مرض الإيدز اعتمادا على نفس تقنية الحمض النووي الريبوزي (mRNA technology) المستخدم في الوقاية من فيروس كوفيد-19.

2- إضافة مزيد من الطاقة المستدامة لشبكات الكهرباء:

سيكون العام الجديد في طريقه لتسجيل زيادة في القدرة على توليد كهرباء من مصادر طاقة متجددة أكثر من أي وقت مضى. فأكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم سيبدأ تشغيلها في أبو ظبي.

ولن يقتصر الأمر على زيادة القدرة التوليدية على الرياح وأشعة الشمس وحدهما، فهناك إعادة تقييم دولية لخفض انبعاثات الكربون الناتجة عن توليد الطاقة النووية إلى مستوى الصفر.

كما أنه من المرجح أن نشهد نقاشات كثيرة حول قرارات تتعلق بإغلاق محطات قائمة للطاقة النووية في دول مثل الولايات المتحدة وربما ألمانيا أيضا. وهناك تقنية أكثر أمانا في الطريق، فالولايات المتحدة تعكف على تطوير مفاعلات معيارية ومن المتوقع أن تخرج إلى العلن العام الجديد.

3- أكبر دولة ستكون ديمقراطية:

لا تذهب بخيالك بعيدا. فكاتب المقال لا يتوقع حدوث ثورة في الصين. بل يقصد أن الهند في الطريق لكي تصبح الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان عام 2022.

وتتوقع منظمة الأمم المتحدة أن يصل تعدد سكان الهند 1.413 مليار نسمة قبل نهاية العام، في حين كان عدد سكان الصين عام 2021 نحو 1.412 مليار وهو رقم آخذ بالانخفاض نظرا للتراجع في معدل المواليد فيها.

ورغم أن صورة الهند كدولة ديمقراطية عملاقة جنوب آسيا تشوهت بشكل خطير السنوات الأخيرة جراء الهجمات على حقوق الأقليات وحرية التعبير، فإنها ما تزال دولة متحدة تتبنى المُثل الديمقراطية الليبرالية على عكس الصين التي يصفها مقال فورين بوليسي بأنها تزداد استبدادا.

4- الاقتصادات المتقدمة ستعود كما كانت قبل تفشي الجائحة:

أشار صندوق النقد الدولي -في الإحصائيات التي نشرها مؤخرا- أن اقتصاديات الدول الأغنى تراجعت بنسبة 4.5% عام 2020، لكن ذلك الاقتصاد عاد لينمو بمعدل 5.2% هذا العام.

وما لم يحدث انهيار بفعل متحور أوميكرون، فمن المتوقع أن تشهد تلك الاقتصاديات نموا آخر بنسبة 4.5% خلال 2022. فالأداء الاقتصادي القوي العامين المذكورين لن يعوض عن الانهيار الذي حدث عام 2020 فحسب بل سيعيد الاقتصاديات المتقدمة إلى سابق عهدها حسب توقعات الأداء قبل تفشي الجائحة.

5- هي سنة النمر:

ستكون 2022 سنة النمر حسب التقويم الصيني. وهو العام نفسه الذي سيشهد إنجاز البرنامج العالمي لمضاعفة أعداد النمور في 13 دولة آسيوية، والذي يُعد المحاولة الأكثر طموحا ونجاحا التي تستهدف نوعا واحدا من الكائنات.

ولا يُعرف ما إذا كان البرنامج سيحقق هدفه أم لا، لكن المعلوم أن التقدم الذي أُحرز بهذا الجانب كان ملحوظا، حيث شهدت الأعوام الستة الماضية وحدها زيادة بنسبة 40% في أعداد النمور بالمناطق المحمية في 6 دول.

ومع أن التنوع البيولوجي العالمي ما يزال مهددا وغير محمي بما فيه الكفاية، فإن برنامج مضاعفة أعداد النمور يعد مؤشرا على أن الجهود المبذولة لحماية الكائنات المهددة بالانقراض في تحسن بما يتيح لها العيش المشترك والنمو.

ويعود الفضل في ذلك إلى الزراعة الحديثة المتمثلة في أنواع المحاصيل الجديدة والأسمدة والميكنة التي تجعل ذات الأرض تنتج محاصل زراعية أكثر من ذي قبل، مما يقلل الضغط من أجل إيجاد أماكن أخرى للزراعة.

ترجمة : الجزيرة

شاهد أيضاً

الأردن ليس ساحة لتصفية الحسابات

بقلم: فيصل الشبول- الشرق الأوسطالشرق اليوم– لأسباب وطنية وقومية، تاريخية وجغرافية وديموغرافية واستراتيجية، يعد الأردن …