الرئيسية / مقالات رأي / الرقمنة لتحقيق الحياد الكربوني

الرقمنة لتحقيق الحياد الكربوني

بقلم: م. المثنى بشير عربيات – صحيفة “الدستور” 

الشرق اليوم – خلال السنوات الخمس الماضية تحول الاهتمام بالمناخ من ترف ثانوي لدى دول العالم الى اهتمام أساسي حتى في دول العالم الثالث التي ترزح تحت وطأة مشاكل التنمية.

وظهرت مصطلحات كثيرة بفعل الاهتمامات السياسية في ما يخص المناخ والانبعاثات الغازية ذات الإختزال الحراري ومن هذه المصطلحات مصطلح «الحياد الكربوني أو الحياد المناخي» وهو: أن تكون الأنشطة التي تصدر انبعاثات، محايدة مناخياً أو محايدة لثاني أكسيد الكربون، أي لا تشكل هذه الانبعاثات ضغطاً على المناخ.

ويمكن تحقيق الحياد الكربوني، إذا تم تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الحد الأدنى، وتعويض جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتبقية بتدابير حماية المناخ.

ومن المنطقي جداً أن تكون الرقمنة الحداثية الذكية تسهم في تحقيق هذا الحياد فهي ببساطة تنطلق من فكرة إستبدال الأنشطة التقليدية في الأعمال والإنتاج بأنشطة تفاعلية عن بعد تعتمد على الذكاء الصناعي وعلى تسييل المعلومات وتكثيف الإستخدام الأمثل للموارد.

إننا نحتاج في الأردن أيضا إلى التركيز على البيئة المبنية والكفاءات التي يمكن اكتسابها بسهولة.

«نعرف اليوم، على سبيل المثال، كيفية بناء وتعديل المباني بطريقة ذكية تجعلها في الأساس محطات طاقة، لتنتج طاقة أكثر مما تستهلك وسكانها جميعا وكذلك استخدام حساسات التشغيل للوجود البشري. بهذا يمكننا خفض استهلاك الطاقة بمقدار تسعة أعشار، 90 في المائة، ببساطة عن طريق الابتكار وليس عن طريق التقنيات العالية باهظة الثمن».

وفي قمة غلاسكو للمناخ وهي منصة عالمية لمراجعة ما تم بعد اتفاقية باريس عام 2015 الهادفة للإبقاء على ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية في حدود أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية، طبقًا لما نصت عليه المادة 2-أ من الاتفاقية.

من المهم أن يكون الأردن لديه ما يقدمه للعالم لسبب مهم هو أن الأردن يحظى بفرصة عالية في العالم لتخفيف الانبعاثات بفعل استثماره لموقعه الجغرافي الذي يجعل متعرضاً لأفضل إشعاع شمسي في الكرة الأرضية على مدار العام، وهذه فرصة يمكن جمعها مع فرصة الدخول في سوق الرقمنة العالمي.

القضية ربما تبدو ذات جانب بيئي فقط لكنها في حقيقتها تذهب لأبعد من ذلك لتصبح الرقمنة لتحقيق هذا الحياد الكربوني أو المناخي مطلباً سياسياً اقتصادياً ذو أبعاد مهمة وتوسيع الرقمنة سيحظى بقبول جميع أطراف الحياد المناخي وتشجيعها.

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …