الرئيسية / مقالات رأي / بوريس جونسون… هل انتهت الحفلة فعلاً؟

بوريس جونسون… هل انتهت الحفلة فعلاً؟

بقلم: أسعد عبود – النهار العربي 

الشرق اليوم –  يغرق رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في بحر من الأزمات المتراكمة التي باتت تهدد استمراره على رأس حكومة المحافظين. هذا الوضع المزري الذي يعيشه جونسون، يناقض تماماً أجواء الارتياح التي سادت قبل عامين، عندما قاد الحزب إلى أكبر فوز في الانتخابات العامة منذ عهد رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر. 

فماذا حصل حتى تحوّل جونسون فجأة إلى زعيم محاصر بالأزمات، وتالياً السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: هل لا يزال في وسعه إنقاذ نفسه؟

آخر النكبات التي أصابت جونسون، كانت الاستقالة المفاجئة لوزير بريكست ديفيد فروست، في وقت تمر فيه المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بمرحلة دقيقة في شأن بروتوكول أيرلندا الشمالية. 

وقبل ذلك بيومين، مُني حزب المحافظين الحاكم بهزيمة مذلة في انتخابات تشريعية فرعية جرت الأسبوع الماضي في وسط إنكلترا وخسر فيها أحد معاقله. كانت هذه المرة الأولى التي يخسر فيها الحزب في هذه الدائرة منذ 200 عام.

وسارعت مرشحة الحزب الليبرالي – الديموقراطي هيلين مورغن التي فازت عن دائرة نورث شروبشير إلى القول إن الناخبين أكدوا “بوضوح” لجونسون أن “الحفلة انتهت”، مؤكدة أن “حكومتك التي تحكم بناءً على الأكاذيب والغرور، يجب أن تحاسب”. ولم يجد جونسون مفراً من تحمل تبعة النتائج.    

الصدمة التي أحدثتها الانتخابات الفرعية، دفعت صحيفة “الغارديان” إلى اعتبار أن “الانهيار الكارثي للدعم الذي يحظى به المحافظون سيخيف الكثير من أعضاء البرلمان المحافظين، ويمكن أن يثير تساؤلات حول مستقبل جونسون”.   

أما صحيفة “ديلي ميل” فرأت أن جونسون يعيش “كابوساً قبل عيد الميلاد”، معتبرة أن “هزيمته تكشف مستوى عالياً من الغضب العام ضد رئيس الوزراء”.

ولم تعد فرضية التصويت بحجب الثقة عنه داخل الحزب، والتي من شأنها أن تؤدي إلى استبداله على رأس الحكومة، من المحرمات، حتى لو أشار عدد قليل من النواب إلى أنهم يؤيدون ذلك. وقد بدأ فعلاً تداول اسمَي وزيرة الخارجية ليز تروس ووزير المال ريشي سوناك لخلافته.   

وقبل ذلك بأيام، تلقى جونسون ضربة قوية، وذلك من طريق تمرد غير مسبوق من نواب حزبه الذين صوّت 99 منهم في مجلس العموم ضد فرض الشهادة الصحية للمناسبات الكبرى، معتبرين أن ذلك يحد من الحريات. وتم تمرير هذا الإجراء فقط بفضل دعم المعارضة العمالية.   

وتعرضت صدقية جونسون لتشكيك كبير، بعدما كشف أخيراً عن احتفال أقيم في مقر رئاسة الحكومة في نهاية 2020، بينما كانت قيود كبيرة مفروضة على البريطانيين للحد من اتصالاتهم الاجتماعية إلى أقصى الحدود. ودفع ذلك رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي إلى الإعراب عن إحباطه جراء ذلك، داعياً الجميع إلى “التزام القواعد”.

ويضاف ذلك إلى ما كشفته “الغارديان” و”الإندبندنت” الأسبوع الماضي، عن ظهور بوريس جونسون في حفلة صغيرة في “10 داونينغ ستريت” في 15 أيار (مايو) 2020، على رغم القيود الصحية. 

ووفقاً لتحليل أوردته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، فإن تراجع شعبية جونسون مرده الى سلسلة من الأخطاء الفادحة التي أبرزت أخطر نقاط ضعفه المتمثلة في “خيانة الأمانة”، و”المحسوبية”، و”اهتمام سطحي بشؤون الدولة”. ولاحظت أن الكثير من النواب المحافظين في البرلمان مستاؤون من فقدان جونسون بريقه وسحره، من دون أن يعني ذلك أن هناك احتمالاً لإقصاء وشيك له.   

وتأتي هذه الأزمات في وقت عادت الإصابات بفيروس كورونا لتسجل ارتفاعاً كبيراً في بريطانيا، وسط خشية من تفش سريع للمتحور أوميكرون.   

لا شك بأن جونسون يمر بإحدى أسوأ الأزمات التي عرفها رؤساء وزراء بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية. وعليه، فإن مستقبله السياسي بات على المحك.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …