الرئيسية / مقالات رأي / ما الذي يمكن أن تتعلمه أوكرانيا من فنلندا التي دحرت السوفيات رغم تفوقهم العسكري؟

ما الذي يمكن أن تتعلمه أوكرانيا من فنلندا التي دحرت السوفيات رغم تفوقهم العسكري؟

بقلم: إليزابيث براو – Foreign Policy

الشرق اليوم- قالت الكاتبة أن أوكرانيا المهددة بغزو روسي محتمل ستقوم بالخيار الصائب إن هي تعلمت من تجربة فنلندا، الدولة الصغيرة التي تمكن جنودها قبل أكثر من 82 عاما من تحقيق “إنجاز مذهل” حينما صدوا غزو الجيش الأحمر السوفياتي المتفوق عسكريا، وانتصروا عليه في معركة بلدة تولفاجارفي (Tolvajarvi) الشهيرة، مظهرين للشعب الفنلندي وللعالم أجمع آنذاك ألا شيء ضاع، بل تمكنوا بأعجوبة من إبقاء السوفيات في مأزق حقيقي لمدة 10 أسابيع أخرى.

وذكرت المجلة أن قادة الجيش الأحمر افترضوا آنذاك أن غزو تولفاجارفي سيكون مجرد نزهة، تمامًا كما افترض الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين أن الغزو الكامل لهذا البلد سيكون مهمة سهلة، خاصة أن فنلندا كانت دولة فتية ذات اقتصاد غير مستقر -والأسوأ من ذلك- لأن استقلالها عن روسيا عام 1917 أعقبته حرب أهلية بين القوات البرجوازية المعروفة باسم “البيض” وبين الاشتراكيين “الحمر”، انتهت بعد عدة أشهر من القتال العنيف بانتصار المعسكر الأول.

وفي عام 1939 اعتقد السوفيات أن بإمكانهم الاستفادة من هذا المعطى، وبعد فترة وجيزة من بدء الغزو هاجموا بثقة بلدة تولفاجارفي الحدودية بفرقة ضمت 20 ألف مقاتل، إلى جانب الدبابات والمدافع والعربات المدرعة، ورغم أن الفنلنديين كان عددهم فقط 4 آلاف عنصر من وحدات مختلفة وكانوا مجهزين بشكل بدائي، فإنهم استطاعوا المقاومة مدة 10 أيام والتغلب بذكاء على الغزاة.

ففي 22 ديسمبر/كانون الأول من السنة نفسها أُجبر المهاجمون على التراجع بعد أن فقدوا أكثر من 3 آلاف رجل، وأصيب منهم المئات خلال المعارك، في حين قتل 274 فنلنديا وجرح 445 وفقد 29 آخرون.

ووصلت أخبار بطولة الفنلنديين -تضيف المجلة- حتى إلى الجامعات الأمريكية، حيث نشرت صحيفة “ديلي إيليني” (Daily Illini) التي تصدرها جامعة إلينوي أوربانا شامبين، في 22 ديسمبر/كانون الأول 1939 تقريرا جاء فيه أنه “تم الإبلاغ عن تدمير كتيبة كاملة للجنود الروس في البرد القارس لبلدة البحيرة بعد يوم من إطلاق السوفيات العنان لغضب أسطولهم الجوي في سلسلة من الهجمات على هلسنكي العاصمة وعشرات من البلدات المجاورة لها”.

وقد كانت تولفاجارفي بالفعل “معجزة عيد الميلاد” ونقطة تحول في ما عرف بـ “حرب الشتاء” الفنلندية، حيث إنه رغم اضطرار البلاد إلى الموافقة على وقف إطلاق النار بعد حوالي 3 أشهر من القتال فإنها لم تستسلم أبدا، بل خسر السوفيات عددا من الجنود يفوق ما خسره الفنلنديون بـ5 مرات وأذل هؤلاء الاتحاد السوفياتي إذلالا كبيرا، لدرجة أنه حتى يومنا هذا نادرا ما يتم ذكر حرب الشتاء في المدارس الروسية.

شاهد أيضاً

سوريا وروسيا.. الفرص الناشئة

بقلم: عبدالحميد توفيق- العينالشرق اليوم– تدرك موسكو أن سوريا تشكل أحد التحديات الاستراتيجية المهمة التي …