الرئيسية / مقالات رأي / من سيمنع الحرب في أوكرانيا؟

من سيمنع الحرب في أوكرانيا؟

بقلم: د. عبد الحق العزوزي – الاتحاد الإماراتية

الشرق اليوم- يخشى الأوكرانيون الذين يقطنون قرب الحدود مع روسيا أن يتكرر سيناريو الاشتباكات العسكرية والقصف الذي حدث قبل سنوات مع الانفصاليين هناك، وأدى إلى تدمير جنوب مدينة أفديفكا الصناعية الأوكرانية. وقد حشدت روسيا أكثر من 94 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، وربما تستعد لهجوم عسكري واسع النطاق في نهاية يناير القادم، حسب بعض التقارير الاستخباراتية الغربية.

وتحسب أوكرانيا وحلفاؤها في «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) ألف حساب لتحركات القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، مما يثير المخاوف من تحول الصراع إلى حرب مفتوحة. وأوكرانيا هي الدولة الفقيرة في أوروبا الشرقية التي تمزقها منذ عام 2014 حرب بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، والذين تتهم كييف روسيا بدعمهم. وقد أودى النزاع بحياة أكثر من 13 ألف شخص حتى الآن.

وتبدو المعادلة في هذه المشكلة بسيطة إلى حد ما، فروسيا تقول إنها لا تريد أية مواجهة عسكرية مع أوكرانيا مقابل امتناع حلف الشمال الأطلسي من التواجد في حدودها، بمعنى أنها تدعو إلى «ضمانات أمنية» وتأكيدات على أن حلف شمال الأطلسي لن يستمر في التوسع شرقاً بالقرب من حدودها، خاصة مع تقديم أوكرانيا طلباً بالانضمام إلى عضوية الحلف. أما كييف فإنها ترفض التخلي عن سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو أمر تقدمت بطلب من أجله منذ سنة 2008 ولم تبت فيه قيادة الحف بعد.

ونعلم أن انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو» سيفرض على دول الحلف الأخرى، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، التدخلَ عسكرياً للدفاع ضد أي مساس بالسيادة الأوكرانية في حال حدوث أي مواجهات، زد على ذلك أن هذا الانضمام سيرافقه نشر وحدات عسكرية وقواعد وأسلحة على الحدود مع روسيا. ومن هنا تنبع مجموعة الضغوطات الدبلوماسية ضد روسيا وكذلك الاجتماعات المتتالية لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين:

المسألة الأوكرانية كانت في صلب المحادثة التي جرت عبر تقنية «الفيديو كونفيرانس»، واستمرت ساعتين، بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، لكنها لم تفض إلى تخفيف التوتر على الرغم من أن كلا الجانبين أشارا إلى أنها كانت محادثات مفيدة. كما تلقّت كييف دعماً من المستشار الألماني الجديد «أولاف شولتس» الذي هدد بـ«عواقب» سلبية على مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» المثير للجدل، والذي يربط روسيا بألمانيا، في حالة حدوث أي غزو روسي لأوكرانيا.

كما اجتمعت دول مجموعة السبع الكبرى في مدينة ليفربول، وأظهر أعضاؤها أنهم «جبهة موحدة» لمواجهة «المعتدين العالميين»، في إشارة إلى المناورات الروسية عند الحدود الأوكرانية.

وهناك تحليلات تقول بأن روسيا لا يمكنها أن تتحول إلى إمبراطورية من دون مد نفوذها إلى أوكرانيا، كما أن احتمال اندلاع حرب أوروبية بلغ ذروته في ظل التصعيدات الحالية.. لكني أعتقد أن أي تدخل مسلح في أوكرانيا ستكون له آثار سلبية فادحة على الاقتصاد الروسي، كما أنه ليس من مصلحة أوروبا الدخول في حرب مفتوحة.. ومن هنا ستأتي التنازلات التي سيقدمها طرفا النزاع في الفترة المقبلة.

شاهد أيضاً

الخطوط الخلفية في الحرب على غزة

بقلم: جمال الكشكي – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم– في تاريخ الحروب كثيراً ما تنشط …