الرئيسية / دراسات وتقارير / The Washington Post: حجج روسية لاجتياح أوكرانيا

The Washington Post: حجج روسية لاجتياح أوكرانيا

الشرق اليوم- مع تصاعد حدة التوتر على الحدود الأوكرانية الروسية، وتزايد مخاوف الأوروبيين والدول الغربية بشأن احتمال اجتياح موسكو لكييف، تزداد التساؤلات حول الدوافع والأسباب والأهداف.

وفي هذا الإطار، وضحت صحيفة “واشنطن بوست” بعض تلك الأسباب، التي تبين نظرة الروس إلى أوكرانيا، والتي تقول: إنها ستكون بمثابة حواجز أمام أي حل.

وذكرت الصحيفة المخاوف الروسية من انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ورفضها التام لذلك، مستبعدة انسحاب القوات الروسية المحتشدة بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وألمحت إلى أنه مع بقاء هذه القوات على الحدود، فإن التوترات ستبقى قائمة، والخوف سيستمر من أي هجمات روسية محتملة. وفيما يلي أهم الأسباب التي قد تدفع روسيا لاجتياح أوكرانيا.

“إحياء الأمجاد”

وتقول الصحيفة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إحياء أمجاد الماضي، وإنه يركز بشكل رئيسي على “إعادة بناء روسيا كدولة استبدادية قوية، وإبراز القوة في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وفي دول الاتحاد السوفيتي السابق”.

وباعتبار أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق، فقد غضب بوتين من “ثورة عام 2014″، التي أطاحت بحكومة موالية لروسيا، لصالح حكومة ذات ميول غربية، حيث قام الرئيس الروسي، ردا على ذلك، بضم شبه جزيرة القرم، ودعم الانفصاليين في الشرق، مما أدى لصراع مستمر أودى بحياة نحو 14 ألف شخص.

ويبدو أن التوجه العام في أوكرانيا، يميل نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، وهو الأمر الذي يعتبر “تجاوزا للخط الأحمر” من قبل موسكو.

ويرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “مهمته الحاسمة” تتمثل في إعادة أوكرانيا إلى حضن روسيا.

“أوكرانيا ليست دولة”

“أنت لا تفهم يا جورج أن أوكرانيا ليست حتى دولة”، هذه العبارة قالها بوتين للرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، بقمة الناتو عام 2008 في بوخارست برومانيا، عندما حث بوش على انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو، بحسب الصحيفة.

وفي ذلك الوقت، هدد بوتين بتشجيع انفصال شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو، محذرا من أنها “ستزول من الوجود كدولة”.

ويروج مسؤولون روس لدعاية مفادها أن أوكرانيا “ليست دولة سيادية، وغير قابلة للحياة من الناحية الهيكلية، ولا يحق لها تكوين تحالفاتها الخاصة”.

“حاجز أمني”

وتريد روسيا أن يكون لها ما يشبه “الحاجز الأمني” لصد أي هجمات عليها، وهي تسعى دائما لتحقيق الحماية الأمنية من جيرانها، خاصة لمن يعتبرون في “مجال نفوذها”، مثل أوكرانيا.

وقال ألكسندر باونوف، المحلل بمركز كارنيغي في موسكو، إن روسيا “بحاجة إلى حاجز أمني، خاصة بعد الغزوات المتتالية من أوروبا على مدى القرون الماضية”، في إشارة إلى نابليون وهتلر.

وينظر إلى الجهود التي يبذلها خصوم موسكو، ومن بينهم حلف شمال الأطلسي، لبيع الأسلحة أو تشكيل تحالفات دبلوماسية وعسكرية في مجال نفوذ روسيا، على أنها “تعد على الأملاك” الروسية.

وحذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الخميس، من أن يصبح سيناريو أوكرانيا مشابها لسيناريو أزمة الصواريخ الكوبية، التي أدت لتوترات كبيرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عام 1962، بعد بناء موسكو لقواعد صواريخ في كوبا، مما دفع العالم إلى شفا حرب نووية، وفقا للصحيفة.

“روسيا واحدة”

ويقول بوتين إن هناك نوع من “الوحدة التاريخية” لروسيا وأوكرانيا، بوصفهما “شعبا واحدا”، فيما يقول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن “العلاقات الأخوية” مع بوتين كانت “أشبه بقابيل وهابيل”، في إشارة إلى أولاد آدم، والتناحر بينهما.

وغالبا ما يتحدث بوتين عن “روسيا واحدة”، أي روسيا وأوكرانيا وبيلاروس، أو “روسيا الكبيرة” و”روسيا الصغيرة”، وروسيا هي “الكبيرة” وأوكرانيا “الصغيرة”. وقال عام 2009 إنه “لا ينبغي السماح لأحد بالتدخل في العلاقات بيننا، وهذا شأن روسي”.

ويشير الرئيس الروسي إلى “السلالة المشتركة” بين روسيا وأوكرانيا وبيلاروس، خلال وجود دولة “كييف روس” في العصور الوسطى، ويدعي أن “الغرب قسم هؤلاء الإخوة”.

وتصور موسكو المتحدثين بالروسية في أوكرانيا على أنهم بحاجة إلى حمايتها، حيث أصدرت جوازات سفر لأكثر من 500 ألف منهم في منطقتين انفصاليتين (لوغانسك ودونيتسك) في شرق أوكرانيا، تشكلان جزءا من إقليم دونباس. وفي سبتمبر، نقل الآلاف منهم إلى روسيا عبر حافلات للتصويت في الانتخابات البرلمانية.

“تصدير الفوضى”

وتقول الصحيفة إن “الكابوس الروسي” يتمثل في أن تصبح أوكرانيا “مصدرة للفوضى”، باعتبار أنها ديمقراطية وقوية ومستقرة، وذات ميول غربية، وتحارب الفساد، وتدعم المجتمع المدني ومبدأ الانتخابات.

فقد تلهم الديمقراطية الحرة والمزدهرة الروس في الجوار، وتدفعهم  للتشكيك في نظامهم، حيث يمكن أن تسجن بسبب إعادة تغريد، أو لافتة احتجاج في تظاهرة، أو العمل بالصحافة أو تنظيم مسرحية هزلية كوميدية، وحيث لا يفقد بوتين السلطة أبدا، وفقا للصحيفة.

“أصداء التاريخ الإمبراطوري”

ويطلق على حاكم روسيا لأطول فترة، إيفان الثالث، لقب “جامع الأراضي الروسية”، حيث تضاعفت مساحة الأراضي أربع مرات خلال فترة حكمه، التي استمرت 65 عاما، وانتهت في أوائل القرن السادس عشر.

وفقدت روسيا إمبراطوريتها السوفيتية قبل 30 عاما. ويقول محلل السياسة الخارجية الروسي، فيودور لوكيانوف، إن “روسيا قد تجاوزت ضعفها في التسعينيات، لكن عقلية الغرب لم تتغير”.

وأوكرانيا تقع في قلب معادلة الأراضي. وتعتقد موسكو أن الوقت قد حان للتخلي عن فكرة أن “البلدان يمكن أن تختار تحالفاتها كما لو أن الأمر لا يخص أي شخص آخر”. وترى روسيا الآن أن هناك فرصة لتوسيع نفوذها، معتقدة أن الولايات المتحدة تراجعت كقوة لتشكيل السياسات العالمية، وفقا للصحيفة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، إنه أوضح للرئيس الروسي أن روسيا ستدفع “ثمنا باهظا” وستواجه عواقب اقتصادية مدمرة إذا غزت أوكرانيا.

وقال بايدن للصحفيين إن احتمال إرسال قوات برية أميركية إلى أوكرانيا في حالة الغزو الروسي “ليس مطروحا على الإطلاق”، على الرغم من أنه سيكون لزاما على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إرسال المزيد من القوات إلى دول الجناح الشرقي بالحلف لتعزيز دفاعاتها.

وبعث وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، السبت، برسالة مماثلة إلى موسكو بعد اجتماع في ليفربول حذروا فيها من عواقب وخيمة لأي توغل وحثوا موسكو على العودة إلى طاولة المفاوضات.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

فرنسا: إيران لم تستخدم أفضل أسلحتها

الشرق اليوم– قالت مجلة لوبوان إن “طوفان النيران والتكنولوجيا” الذي أطلقته إيران باتجاه إسرائيل في …