الرئيسية / مقالات رأي / The Hill: روسيا تسعى للهيمنة على أوروبا وعلى واشنطن منعها من ذلك

The Hill: روسيا تسعى للهيمنة على أوروبا وعلى واشنطن منعها من ذلك

BY: CHRIS J. DOLAN

الشرق اليوم – هناك 5 أسباب تقف وراء إقدام موسكو على تصعيد الموقف مع أوكرانيا.

روسيا تزعم أن مساعي الغرب لضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنذر بزعزعة استقرار المنطقة، كما أن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا ينذر بتأجيج “الهستيريا المعادية لروسيا”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حاول -في قمة عقدها مع نظيره الأميركي جو بايدن عبر دائرة فيديو الثلاثاء الماضي- التقليل من شأن المزاعم التي تحذر من أن بلاده ستغزو أوكرانيا، مشددا في الوقت نفسه على أن انضمام كييف إلى حلف الناتو يعد تجاوزا لخط أحمر.

إن السبب الأول الذي يدفع روسيا لما تقوم به الآن هو أن أوكرانيا ليست عضوا بعد في الناتو، مما يعني أنها لن تستفيد من مبدأ الدفاع الجماعي الأساسي للحلف إذا انتُهكت سلامة الأراضي الأوكرانية.

كما أن حلف الناتو لم يُهرع للدفاع عن أوكرانيا عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها وغزت إقليم دونباس عام 2014. ومن سخرية القدر أن العدوان الروسي دفع أوكرانيا نحو الناتو حيث ارتفعت نسبة التأييد الشعبي بهذه الدولة الواقعة شرق أوروبا من 28% عام 2012 إلى 69% عام 2017.

والسبب الثاني أن الأحداث الجارية تلعب لصالح بوتين. فأسعار الطاقة في أعلى مستوياتها الآن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخوض غمار انتخابات لولاية رئاسية ثانية، ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل تركت منصبها. كما اكتمل بناء خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” الذي يربط روسيا بألمانيا مما يتيح لموسكو التحكم في إمدادات الطاقة إلى أوروبا.

وثالث الأسباب التي تجعل روسيا تعمد إلى تصعيد التوتر في حدودها مع أوكرانيا أن لبوتين حلفاء يساعدونه في صرف انتباه الغرب حتى يتسنى لموسكو التوسع في مخططاتها “الاستعمارية”.

كما أن حلفاء بوتين في المنطقة هم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الذي اختلق أزمة إنسانية مع بولندا مستخدما تدفق المهاجرين إلى بلده في الضغط على الاتحاد الأوروبي. ومن حلفائه أيضا الرئيسان الصربي ألكسندر فوتشيتش، وزعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك.

والسبب الرابع أن أحداثا عديدة جعلت روسيا في موقف محرج. فمع اقتراب الذكرى الـ 30 لانهيار الاتحاد السوفياتي، وصف بوتين الحدث بأنه “أكبر كارثة جيو سياسية” في القرن الـ 20.

أما خامس الأسباب فيكمن في أن أوكرانيا تهم روسيا أكثر مما تهم حلف الناتو. فالرئيس بوتين يستغل حركة “نوفوروسيا” أو “روسيا الجديدة” -وهي اتحاد كونفدرالي تشكل بين إقليمي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليين شرق أوكرانيا- في نزاعه لضم أراضٍ من جارته الغربية.

إن غزو روسيا لأوكرانيا أمر مشكوك فيه، ذلك أن القوات الروسية قد تعاني في سبيل إخضاع مناطق أوكرانية “معادية”. ثم إن الغرب قد يفرض عقوبات على موسكو تعزلها عن النظام المالي العالمي في حال حدوث غزو لأوكرانيا.

ويجب على الرئيس الأميركي تأكيد دعمه لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وأن يرفض رفضا قاطعا طلب بوتين عدم تمدد الناتو شرقا وذلك بالدفاع عن سياسة عضوية الحلف المفتوحة.

وأعتقد أن روسيا تسعى للهيمنة على أوروبا، وتغيير ميزان القوى لصالحها على غرار ما تمارسه الصين من سيطرة على منطقة المحيطين الهندي والهادي.

ويجب على بايدن أن ينظر إلى روسيا والصين على أنهما قوتان كبيرتان معاديتان للغرب تسعيان لدرء النفوذ الأميركي في تلك المناطق الحيوية من العالم.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

الأردن ليس ساحة لتصفية الحسابات

بقلم: فيصل الشبول- الشرق الأوسطالشرق اليوم– لأسباب وطنية وقومية، تاريخية وجغرافية وديموغرافية واستراتيجية، يعد الأردن …