الرئيسية / دراسات وتقارير / تفاصيل تحركات روسيا على حدود أوكرانيا.. عبر الأقمار الصناعية

تفاصيل تحركات روسيا على حدود أوكرانيا.. عبر الأقمار الصناعية

الشرق اليوم- ذكرت صحيفة ” The Washington Post” الأمريكية أن صور الأقمار الصناعية تظهر تحرك قوات روسية باتجاه أوكرانيا من مناطق بعيدة مثل سيبيريا، وذلك في مؤشر جديد يعزز مخاوف الغرب بنية موسكو على غزو جارتها.

وكانت واشنطن بوست قد قالت يوم الجمعة الماضي: إن روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي اعتبارا من العام المقبل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير طلب عدم كشف هويته، أن موسكو تستعد لإطلاق “مئة كتيبة مكونة من مجموعات تكتيكية بقوة تقدر بنحو 175 ألف رجل، إلى جانب دبابات ومدفعية ومعدات أخرى”.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، رفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التعليق على معلومات تتعلق بالاستخبارات، لكنها قالت إنها “قلقة جدا من الأدلة على خطط لروسيا لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا”.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، توني سيميلروث، “نواصل دعم تخفيف التوتر في المنطقة وإيجاد حل دبلوماسي للصراع في شرق أوكرانيا”.

ونقلت ” The Washington Post” عن وثيقة عسكرية أمريكية أن القوات الروسية تقوم بالتموضع في أربعة مواقع مختلفة بخمسين مجموعة قتالية تكتيكية.

ونقلت نفس الصحيفة عن خبراء عسكريين أن الفرقة 144 في بلدة يلينا الروسية الصغيرة التي تقع مقربة من الحدود الأوكرانية قد حصلت على مزيد من التعزيزات العسكرية في الآونة الأخيرة.

وأوضحت صور الأقمار الصناعية أن التعزيزات تشمل أكثر من 500 عربة مدرعة ومنصات إطلاق صواريخ إسكندر المحمولة على الطرق وفقًا لما ذكرته شركة التحليل الدفاعي جينيس.

من سيبيريا إلى فورونيغ

وبحسب الخبراء فإن تلك التعزيزات تعود بالأساس إلى القوات المشتركة (41) المنتشرة في سيبيريا، ولفرقة الدبابات 90، المتمركزة بالقرب من جبال الأورال.

وكانت تلك الآليات والقوات قد انتقلت إلى الجزء الغربي من روسيا بالقرب من مدينة فورونيغ على الحدود الأوكرانية في مارس وأبريل.

ووقتها أعلن الجيش الروسي أن ذلك جاء ضمن تدريبات عسكرية أقرت سابقا لإجرائها في سبتمبر الماضي، ولكن عوضا عن أن تعود إلى قواعدها بعد انتهاء المناورات توجهت إلى مدينة يلنيا.

وفي شبه جزيرة القرم التي أعلنت روسيا ضمها من أوكرانيا في العام 2014، أظهرت الصور انتشار تعزيزات عسكرية فيها مما قد يجعلها نقطة محتملة لانطلاق عملية الغزو.

وأوضحت صور وجود ثكنة آليات عسكرية الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم كانت قد أنشئت في أواخر العام 2020 ويوجد فيها بالفعل عدد كبير من الدبابات القتالية ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، ولكنها شهدت مؤخرا قدوم مزيد من المعدات والأسلحة والوحدات القتالية قادمة من منطقة فلاديكافكاز النائية.

وبحسب الصور يتضح وجود موقع تخزين كبير وفارغ على الجانب الغربي من الحامية من المحتمل أن يستخدم لتخزين معدات إضافية أو توفير أماكن إقامة للقوات في حالة وقوع هجوم.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، الأمريكي جو بايدن، كان وجه، الثلاثاء، تحذيرات جادة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن واشنطن سوف تفرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو في حال هاجمت الأخيرة أوكرانيا.

وأشار بايدن إلى أن إضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية، فإن هجوما روسيا جديدا على أوكرانيا سيدفع نحو تعزيز التواجد العسكري في مناطق دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشرق أوروبا.

وأوضح في تصريحات صحفية “سنضطر ربما إلى تعزيز تواجدنا في دول الناتو لنطمئن بشكل خاص من هم على الضفة الشرقية (للحلف). إضافة إلى ذلك، أوضحت بأننا سنقدم وسائل دفاع للأوكرانيين أيضا”.

من جانب آخر، أبدت فرنسا وألمانيا، اليوم الخميس، رغبتهما في البقاء لاعبين فاعلين في البحث عن حل للأزمة الأوكرانية وتأملان في تنظيم لقاء “في أقرب وقت ممكن” مع روسيا التي تتجنب الآن هذا الشكل من المناقشات المعروف باسم “صيغة النورماندي”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بعد لقائه نظيرته الألمانية الجديدة أنالينا بيربوك “نرحب بالاتصال بين الرئيسين الروسي والأميركي”، مشددا على ضرورة “إبقاء قنوات الحوار لمحاولة بدء خفض للتصعيد”.

ورفضت موسكو في نوفمبر دعوة من باريس وبرلين، الوسيطتين القديمتين في هذه الأزمة، إلى عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع في فرنسا، بينما يبدو أن بوتين يفضل علاقة مباشرة مع جو بايدن في إدارة الصراع.

وقال لودريان “ألاحظ أن صيغة نورماندي لم تتعرض للتشكيك”، مشددا على أن “الإرادة المشتركة” لباريس وبرلين لتنظيم اجتماع “في أقرب وقت ممكن” لوزراء الخارجية الأربعة.

وأضاف الوزير الفرنسي “نحن نعرف ماذا يجب أن نفعله. نحن الآن بحاجة إلى الإرادة السياسية للقيام بذلك ويمكن التعبير عن هذه الإرادة السياسية بوضوح شديد خلال اجتماع (وزاري) بصيغة النورماندي”. وأضاف متوجها إلى موسكو “آمل أن تكون هذه الرغبة مشتركة”.

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية: إن “اتفاقات مينسك يجب أن تظل أساس العمل”، مؤكدة أن روسيا “ستدفع ثمنا سياسيا باهظا وفوق كل شيء اقتصاديا في حالة حدوث انتهاك آخر للسيادة الأوكرانية”.

وتهدف هذه الاتفاقات التي تم التوصل إليها بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، إلى تسوية النزاع في شرق أوكرانيا بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لروسيا، لكنها لم تُنفذ.

ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي المسؤولة عن مراقبة تطبيقها.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

هل أنصفت الصورة الحرب الأهلية في لبنان؟

بقلم: جوزيان رحمة – اندبندنتالشرق اليوم– نحن جيل ما بعد الحرب الأهلية في لبنان، أو …