الرئيسية / مقالات رأي / بايدن _ بوتين

بايدن _ بوتين

بقلم: د.حازم قشوع – صحيفة “الدستور” 

الشرق اليوم – بعد اللقاء الدبلوماسي الصاخب الذي جمع لافروف بلينكن خيم الهدوء السياسي على لقاء القمة الذي جمع بايدن وبوتين عبر شبكة التواصل المرئي هذا اللقاء الذي تمركز حول محددات رئيسية ثلاث واحدة تتعلق بتحديد واجهة النفوذ الأمريكي عبر الناتو في أوكرانيا وجورجيا وأخرى تتعلق بالتقارب الصيني الروسي والثلاثة جاءت نتيجة استثناء روسيا من منظومة العيون الخمسة الأمنية التي شكلتها الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وكندا ونيوزيلندا.

والتي أصبحت تشكل مرجعية أمنية استخبارية إن لم تكن عسكرية أممية وهي المنظومة التي كانت قد أطلقت برنامج بيغاسوس الاستخباري كما قامت بإنشاء منظومة أمنية جمعت 32 دولة وكما عملت على تكوين نادي للدول الديموقراطية بطريقة تصنيفية سياسية موازية حيث اعتبرت فيها روسيا دولة ليست ديموقراطية بموجب التصنيف الموضوع وروسيا أيضا غير حاضرة ضمن المنظومة الأمنية التي تم تشكيلها.

روسيا بدورها عملت على تعزيز قوامها الاستراتيجي في علاقاتها مع الهند وتسعى إلى إنشاء قاعدة عسكرية في السودان وترفض المساس في حدود نفوذها في عهد الاتحاد السوفيتي وتشرعن وجودها في سوريا وليبيا وهي ليست بعيدة عن حالة نفوذ في اليمن وكانت السبب وراء إرجاء مفاوضات فيينا بين واشنطن وطهران وهذا ما جعل من قمة بايدن __ بوتين تكون جادة إلى حد كبير لكن من على قاعدة تقوم على احتواء روسيا ضمن خط أحمر يقوم على عدم دخول روسيا فى تحالف مع الصين وهو العامل الذي يشكل بيت القصيد وعنوانه.

وهذا ما جعل من قمة بايدن وبوتين توصف أنها لقاء العصا والجزرة فلا الولايات المتحدة ترغب بالتصعيد بل وتعمل على الاحتواء ولا روسيا قادرة على الابتعاد عن الولايات المتحدة لأن هذا سيجعل من اقتصادها في حالة حرجة وكل طرف منهم يعلم حدود هامش المناورة المسموحة ونظام ضوابط والموازين المتبعة والتى عليهم التقيد بإطاره العام.

وفي المحصلة إن محاولات تركيا تقديم الوساطة بين واشنطن وموسكو لن تحقق نتائج يمكن البناء عليها في فرض ايقاع جديد كما يصف ذلك بعض المحللين على الرغم نجاحها المحدود في تشكيل منظومة الأمم التركية في آسيا الوسطى كما أن هذا الوساطة لم تعطي نتيجة ملموسة على الصعيد الاستراتيجي على الرغم من تقديمها للدعم اللوجستي لأوكرانيا كما أن محاولة إسرائيل تأجيج المسألة الإيرانية لأبناء موقع اقتتال جديد لن تحقق فائدة لأن أرضية العمل التي جاءت برسالة لقاء القمة كانت واضحة بالصورة الأمريكية أثناء اللقاء الذي حرص فيه الرئيس بايدن على وجود الفريق الدبلوماسي دون الفريق الأمني والعسكري إلى جانبه في لقاء القمة.

وهذا ما يفتح المجال من جديد أمام تحرك فاعل للدبلوماسية الأردنية تقوم على تجسير ما يجب ربطه بين الرئيس بايدن والرئيس بوتين لاسيما وأن هنالك علاقة شخصية وخاصة تربط جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس بايدن كما الرئيس بوتين وهذا ما جعل من الأردن محطة مهمة يمكن استثمارها في إعادة ترطيب الأجواء بما يجعلها منسجمة مع معادلة الإيقاع العام الذي تفرضه سياسيا منظومة الضوابط والموازين.

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …