الرئيسية / دراسات وتقارير / العلاقات العسكرية بين روسيا والهند بالرغم من الضغط الأمريكي

العلاقات العسكرية بين روسيا والهند بالرغم من الضغط الأمريكي

الشرق اليوم- رغم الضغوط الأمريكية، عززت الهند وروسيا العلاقات الدفاعية الوثيقة بينهما، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء ناريندرا مودي في نيودلهي، واتفقا على تمديد التعاون العسكري والفني لعقد آخر.

ووقعت روسيا والهند مجموعة من صفقات التجارة والأسلحة، منها صفقة تسمح للهند بإنتاج أكثر من 600 ألف بندقية هجومية من طراز كلاشنيكوف.

وعلاوة على الصفقة التي تسمح للهند بإنتاج بنادق هجومية من طراز أيه.كيه-203، قالت روسيا: إنها مهتمة بالمضي قدما في توفير إمدادات منظومات الدفاع الجوى الصاروخي الروسية من طراز إس-400، على الرغم من خطر فرض عقوبات من الولايات المتحدة.

ويعرض الاتفاق مع موسكو الهند لخطر الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية، بموجب قانون أمريكي، صدر في 2017، يهدف لردع الدول عن شراء العتاد العسكري الروسي.

وتقول صحيفة The New York Times: إن التأكيد على المضي قدما في اتفاق منظومات لدفاع الصاروخي، البالغة قيمته أكثر من خمسة مليارات دولار والموقع في 2018، يتواصل رغم التهديد بزعزعة العلاقة بين نيودلهي وواشنطن، مما يشير إلى أن نيودلهي مستعدة للمخاطرة لتعزيز دفاعاتها ضد الصين على حدودها.

وترخي توازنات إقليمية معقدة بظلالها على زيارة بوتين مع ارتفاع مستوى التوتر بين نيودلهي وبكين، الحليف التقليدي لموسكو، بعد اشتباكات دامية في منطقة متنازع عليها في جبال هملايا.

ومنذ المناوشات الدامية بين قوات البلدين، على طول حدودهما المشتركة، العام الماضي، فشلت الهند والصين في حل التوترات، ولا يزال جيشهما على أهبة الاستعداد للحرب في جبال الهيمالايا.

وأضافت الصحيفة “ربما تكون الهند قد استنتجت أن الولايات المتحدة لن تعاقبها على شرائها نظام الدفاع لأن البلدين يعملان معا بشكل وثيق لمواجهة التهديد المتزايد من الصين”.

إلا أن الولايات المتحدة هددت بفرض عقوبات بموجب “قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات” الهادف لكبح جماح روسيا، فيما أشارت وزارة الخارجية الأميركية، الأسبوع الماضي، إلى عدم وجود أي قرارات ترتبط بمنح الهند استثناءات في هذا الصدد.

وفي هذا الصدد، رأى ناندان أونيكريشنان من “مؤسسة أوبزرفر للأبحاث” في نيودلهي أن زيارة بوتين “لها دلالات كبيرة”.

وأضاف لفرانس برس: “كانت هناك الكثير من التكهنات حيال طبيعة العلاقة الهندية-الروسية وإذا ما كانت تتراجع بسبب تقارب روسيا مع الصين من جهة والهند مع الولايات المتحدة من جهة أخرى، لكن هذه الزيارة تضع حدا لكل ذلك”.

وفي إطار محاولتها التعامل مع تزايد النفوذ الصيني، أسست واشنطن حوار “كواد” الأمني مع الهند واليابان وأستراليا، في خطوة أثارت قلق بكين وموسكو على حد سواء.

ولفتت تاتيانا بيلوسوفا من جامعة “أو بي جندال غلوبال” في هريانا إلى أن “نفوذ روسيا في المنطقة محدود للغاية.. نظرا بدرجة كبيرة إلى علاقاتها القوية مع الصين وعدم رغبتها بالتصرف بشكل يتعارض مع مصالح الصين الإقليمية”.

وكان برفقة بوتين وزيرا الدفاع والخارجية في الزيارة التي شهدت تعزيز العلاقات بين البلدين باتفاق للتعاون العسكري والفني حتى 2031، وتعهد بزيادة حجم التجارة السنوية إلى 30 مليار دولار بحلول 2025.

وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردان شرينغلا: إن الجانبين لا يمكنهما إبرام صفقة بشأن استخدام الخدمات اللوجستية في موانئ وقواعد كل منهما الأخرى، حتى لا يتعارض ذلك مع الاتفاقيات التي أبرمتها الهند مع الولايات المتحدة والعديد من الحلفاء الأمريكيين.

وبعد يوم من اتفاقيات تعزيز العلاقات العسكرية والتعاون، لم يتضح رد فعل الإدارة الأمريكية على الفور، كما تقول الصحيفة.

في 2020، أصدرت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عقوبات ضد تركيا بسبب صفقة مماثلة؛ بعد أكثر من ثلاث سنوات من شرائها نظام الدفاع الصاروخي من روسيا.

كما تتمتع الهند بعلاقات عميقة مع موسكو، ولطالما كانت روسيا مزودا رئيسا للأسلحة إلى الهند التي تتطلع لتحديث قواتها المسلحة.

وعلى مدار عقود اعتمد الجيش الهندي إلى حد كبير على المعدات الروسية. وحتى مع سعي نيودلهي لتنويع وارداتها العسكرية، لا تزال تعتمد على روسيا في حوالي نصف إمداداتها من الأسلحة، بحسب The New York Times.

وكانت الهند مقربة من الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة، وهي علاقة استمرت ووصفها الطرفان بأنها “شراكة استراتيجية خاصة ومميزة”.

شاهد أيضاً

“يديعوت أحرونوت”: توازن رعب جديد بين إيران وإسرائيل

بقلم: يوسي يهوشواع الشرق اليوم- إنه لسنوات عديدة لم تهاجم إيران إسرائيل بشكل مباشر، ومنذ …