الرئيسية / دراسات وتقارير / “قمة بايدن من أجل الديمقراطية” لن تجعل أمريكا أكثر أمانا

“قمة بايدن من أجل الديمقراطية” لن تجعل أمريكا أكثر أمانا

بقلم: ساشا غلايزر – The National Interest

الشرق اليوم- إن رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن للسياسة الخارجية على أنها منافسة بين “ديمقراطيات العالم” بقيادة الولايات المتحدة وبين “الأنظمة الاستبدادية” بزعامة الصين وروسيا “تأطير ساذج وخطير للعلاقات الدولية”.

وهذه الرؤية هي التي تحكم “قمة الديمقراطية” التي سيرأسها بايدن شخصيا في 9 ديسمبر الجاري، حيث ستجتمع أكثر من 100 دولة في محاولة للحد من تراجع الديمقراطية وتعزيزها في جميع أنحاء العالم.

وإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يجب أن تخدم دائما المصالح العليا للشعب الأمريكي ولو تطلّب الأمر في بعض الأحيان العمل مع “الأنظمة البغيضة”، حيث يستوجب التعاطي مع القضايا العالمية -مثل منع الانتشار النووي ومكافحة الإرهاب العابر للحدود والتصدي للأوبئة وتخفيف آثار التغير المناخي وتعزيز التجارة العادلة- أن تتعاون الدول بغض النظر عن هياكلها السياسية الداخلية.

لذلك، فإن قرار إدارة بايدن بصياغة سياستها الخارجية على أساس أيديولوجي يرتكز على قاعدة “نحن مقابل هم” بدلا من السعي وراء تحقيق المصالح الأمريكية الأساسية مقدر له أن يقود إلى طريق يجعل الشعب الأمريكي أقل أمانا وازدهارا.

ولا يعتبر الرئيس بايدن لسوء الحظ آخر رئيس أمريكي يقدم الاعتبارات الأيديولوجية على المصالح، فبعد خروجها منتصرة من الحرب الباردة كقوة عظمى وحيدة في العالم تناست الولايات المتحدة الرؤية التي ساعدتها على كسب هذا الصراع في النهاية، وهي السياسة الخارجية القائمة على المصالح.

وبدلا من ذلك قامت -في غياب خصم قادر على تحدي موقفها المهيمن- بحملة لإعادة تشكيل العالم وفق تصورها، فاعتقد صناع السياسة الأمريكيون -من كلا الحزبين- واهمين أن استخدام القوة العسكرية سيكون كفيلا لوحده بتحويل دول مثل أفغانستان والعراق وليبيا إلى ديمقراطيات ليبرالية، لذلك ليس مستغربا أن “جهود الهندسة الاجتماعية” لهذه الدول فشلت، متسببة في الفوضى والمعاناة الإنسانية وتقليص أمن أمريكا وازدهارها ومكانتها على المسرح الدولي.

كما أدت التدخلات العسكرية الأمريكية الفاشلة في بلدان ذات قيمة إستراتيجية متدنية إلى صرف انتباه الولايات المتحدة عن القضايا الأكثر إلحاحا، وأبرزها الصعود الاستثنائي للصين.

وذكرت المجلة أن النخبة السياسية الأمريكية دفعت أيضا من أجل تطبيع العلاقات التجارية مع الصين ودمجها في المؤسسات الاقتصادية الدولية، مثل منظمة التجارة العالمية، معتقدة أنها ستختار الديمقراطية سبيلا وتصبح شريكا عالميا مسؤولا، لكن بدلا من ذلك ساعد هذا الأمر في تمكين العملاق الصيني الذي يعمل الآن على تحويل نموه الاقتصادي الهائل إلى قوة عسكرية ويشكل تحديا متزايدا للولايات المتحدة بمنطقة المحيطين الهندي والهادي.

كما تتمتع الصين -التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة وتمتلك اقتصادا مرشحا لتجاوز الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد عالمي- بالقدرة على أن تتحول إلى أخطر خصم واجهته أمريكا على الإطلاق، ولكي تظل هذه الأخيرة أقوى دولة -وبالتالي الدولة الأكثر أمانا- في العالم تحتاج إلى تبني سياسة خارجية قائمة على المصالح تعكس الواقع الجيوسياسي لعام 2021 وليس عام 2001.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

بايدن “الصامت أبدا” إزاء الحراك الرافض للحرب طالبا ورئيسا

الشرق اليوم– يلتزم الرئيس الأميركي جو بايدن الصمت بصورة شبه كاملة إزاء التعبئة الطلابية في …