الرئيسية / مقالات رأي / The Guardian: متغير كورونا الجديد مقلق.. لكنه لا يغير طريقتنا فى التعامل مع الفيروس

The Guardian: متغير كورونا الجديد مقلق.. لكنه لا يغير طريقتنا فى التعامل مع الفيروس

الشرق اليوم – يدق العديد من خبراء فيروس كورونا المستجد الرائدين في العالم ناقوس الخطر، بشأن المتغير الجديد الذي تم وصفه بأنه «مروع» و«الأسوأ على الإطلاق»، وتبدو السلطات قلقة لأسباب مفهومة، لكن من المهم وضع هذه المخاوف في سياقها، وذلك لأننا قد اكتشفنا متغيرات من قبل بدت مقلقة لكنها لم تمثل خطراً كبيراً.

إنها مجرد الأيام الأولى لهذا المتغير الذي لم يكن موجوداً حتى الأسبوع الماضي فقط، ولايزال الكثير من المعلومات غير معروفة عنه، وحقيقة أننا اكتشفنا هذا البديل الجديد في وقت مبكر هي أخبار جيدة، وتوضح أن نظام المراقبة العالمي يعمل بشكل جيد، لكن العدد الكبير من الطفرات المكتشفة في الجينوم الخاص بهذا المتغير يبدو مثيرًا للقلق، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يحذر العلماء في جميع أنحاء العالم من أنه يجب أن يؤخذ على محمل الجد.

ففي كل مرة يتكاثر فيها الفيروس، تتاح له فرصة للتحور، وكلما زادت فرص تكاثر الفيروس، زاد عدد الطفرات، وزادت فرص ظهور متغيرات جديدة، ومن المفترض أن تمر معظم الطفرات دون أن يلاحظها أحد كما يكون لها تأثير محايد أو سلبي على الفيروس الناتج، لكننا من حين لآخر، سنرى طفرات تغير طبيعة الفيروس وما يمكنه فعله بشكل جذري.

وهناك عادة ثلاثة أشياء تحدد مدى القلق الذي يجب أن نشعر به بشأن المتغيرات الجديدة: هل ينتشر بشكل أسرع؟ هل هو أكثر فتكاً؟ وهل يمكنه التهرب من مناعتنا الحالية؟ لكننا مازلنا في بداية السباق لفهم هذا البديل الجديد الذي تم اكتشافه لأول مرة في جنوب إفريقيا، ولكن إذا كانت الإجابة على أي من هذه الأسئلة بنعم، فقد يمثل تهديدًا خطيرًا، وسنحتاج إلى بذل كل ما في وسعنا للحد من انتشاره.

وبناءً على البيانات الأولية، فإنه يبدو أن هذا المتغير يتفوق على المتغيرات الأخرى، وينمو بشكل أسرع حتى من المتغير «دلتا»، الذي سرعان ما بات هو المتغير الأكثر انتشاراً في وقت سابق من هذا العام، ولكن يعتمد هذا التقييم على عدد صغير من الحالات في جنوب إفريقيا، ولايزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن مدى إمكانية انتقاله، فقد ارتبطت بعض الطفرات التي اكتسبها هذا المتغير بزيادة القدرة على الانتقال في المتغيرات الأخرى، وهو ما يثير قلق العلماء بشأن قدرته على الانتشار.

وبعيدًا عن بيانات الحالات المحدودة نسبيًا، فإنه نظرًا للعدد الهائل من الطفرات التي تم اكتشافها في هذا المتغير الجديد، بالإضافة إلى الطفرات المرتبطة بزيادة قدرته على الانتقال، فقد ارتبطت بعض الطفرات الموجودة فيه بتغيرات في بروتين سبايك، والتي قد تجعله مختلفًا بشكل لا يمكن إدراكه عن نسخة كوفيد- 19 التي صُممت لقاحاتنا لاستهدافها.

إن احتمال التهرب المناعي هو الجانب الأكثر إثارة للقلق على الإطلاق، وهذا هو السبب في أن الدول تتدافع حاليًا لمنع المتغير من الوصول إليها، فاحتمالية وجود ثغرات، بما في ذلك من خلال الأشخاص الذين يسافرون عبر بلد ثالث من أجل تجاوز تدابير الحجر الصحي، تقدم أيضًا طريقًا محتملاً لانتشار المتغير الجديد.

ولذا فإنه يجب سد هذه الثغرات بسرعة، كما أنه في حال بدأ المتغير في الانتشار بين الأشخاص، فإن الدول ستكون بحاجة إلى تعزيز اختبار المخالطين والتعقب، وهو ما سيساعد على القضاء على حالات تفشي المرض المحتملة عند ظهورها.

ولكن لن يغير المتغير الجديد أساسيات الطريقة التي يجب أن نتعامل بها مع كوفيد- 19، بل يجب أن نستمر في تشجيع الناس على الحصول على اللقاح وعلى الجرعات المعززة، فمع اقتراب فصل الشتاء وقضاء المزيد من الوقت في التواصل الاجتماعى داخل المنزل، فإننا نحتاج إلى التركيز على تهوية أفضل في الأماكن العامة، كما يجب أن نتخذ التدابير اللازمة لمنع الانتشار في المدارس، ويجب أن نقوم بتحديث رسائلنا حول أعراض العدوى حتى يعرف الناس موعد إجراء الاختبار، ويجب أن تصبح الكمامات إلزامية مرة أخرى في الأماكن العامة المغلقة، وفي وسائل النقل والمتاجر الكبيرة، ويجب أن تشجع الشركات الناس على العمل من المنزل حيث يمكنهم ذلك.

وباختصار، فإنه يجب أن نفعل كل الأشياء التي كان ينبغي أن نفعلها طوال الوقت لمنع انتشار كوفيد- 19، فما يبرزه ظهور هذا المتغير الجديد والذي يحتمل أن يكون خطيرًا أكثر من أي وقت مضى هو أننا لسنا محصنين ضد الفيروس في البلدان الأخرى، فالوباء مشكلة عالمية لن يتم حلها إلا من خلال حلول عالمية.

وستكون عملية توزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم أمرًا حيويًا لتقليل عدد حالات كورونا في جميع أنحاء العالم والحد من إمكانات المتغيرات الجديدة التي يمكن أن تلغي كل عملنا الشاق، لكن حتى هذه اللحظة، لم تفعل الدول الغنية ما يكفي لتحقيق هذا الهدف، كما أن ظهور هذا المتغير الجديد يعزز الرسالة التي كان ينبغى أن تكون دائمًا هي الشعار المهيمن لاستجابتنا للجائحة: لا يوجد مكان آمن حتى يصبح كل مكان آمنًا.

ترجمة: المصري اليوم

شاهد أيضاً

أيهما أخطر؟

بقلم: محمد الرميحي – النهار العربي الشرق اليوم- جاء الزمن الصعب لنسأل أنفسنا: أيهما الأكثر …