الرئيسية / دراسات وتقارير / النشاط العسكري الروسي على حدود الأوكرانية..يزيد من القلق الأمريكي

النشاط العسكري الروسي على حدود الأوكرانية..يزيد من القلق الأمريكي

الشرق اليوم– أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حول النشاط العسكري الروسي “غير العادي”، على الحدود مع أوكرانيا، ومن سياسة التصعيد الروسية في العالم.

وأكدت واشنطن أنها ترصد ما يحدث على الأرض، وتشارك في ذلك مع الحلفاء الأوروبيين وأعضاء “حلف الناتو” لاتخاذ مواقف موحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: إن الولايات المتحدة “لم ولن تعترف بسلطة روسيا على شبة جزيرة القرم”، مرحباً في الوقت ذاته ببيان بلغاري يدعم “وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها” ويؤكد أن شبه جزيرة القرم تنتمي إلى أوكرانيا.

وأفاد برايس، خلال مؤتمره الصحافي، بأن الولايات المتحدة ومجموعة السبع، والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، اتخذوا جميعاً موقفاً موحداً بأنه “رغم محاولة روسيا الضم والاحتلال المستمر، فإن جزيرة القرم هي من الأراضي الأوكرانية” و”لن نعترف بجهود روسيا لإضفاء الشرعية على استيلائها على شبه الجزيرة واحتلالها”.

وعبر عن قلق الإدارة الأمريكية من التقارير التي تفيد بوجود تحركات عسكرية “غير عادية” روسية، وتكرار سيناريو عام 2014، حيث حشدت موسكو قواتها على الحدود، مضيفاً “لهذا السبب تحدثنا بوضوح شديد حول هذا الأمر، بأن أي إجراءات تصعيدية أو عدوانية ستكون مصدر قلق كبيراً للولايات المتحدة وحلفائها، وفي كل الاجتماعات مع حلفائنا الأوروبيين وأوكرانيا، لم نعرب فقط عن مخاوفنا، بل شددنا على دعمنا الثابت لسيادة أوكرانيا، وسلامة أراضيها أيضاً”.

وقال: إن واشنطن “على دراية بكتيب قواعد اللعبة في موسكو، وما لا نريد القيام به هذه المرحلة التصريح بقواعد لعبتنا، وإرسال برقية واضحة بذلك”، مشدداً على أن ما دعت إليه واشنطن عدم اتخاذ أي إجراءات تصعيدية أو عدوانية من جانب موسكو.

بدوره، توقع رئيس وكالة المخابرات الدفاعية الأوكرانية، الجنرال كيريلو بودانوف، أن روسيا على اقتراب من تحقيق هدفها والهجوم على أوكرانيا، وأن ذلك السيناريو قد يتحقق قريباً وربما بحلول أوائل فبراير المقبل، بعد أن تمركز نحو 92 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا.

ولخصت صحيفة “ميليتاري تايمز”، تصريحات بودانوف، قائلة: إنه من المرجح أن يشمل الهجوم الروسي استخدام غارات جوية، وهجمات بالمدفعية والدروع، “تليها هجمات جوية في الشرق، واعتداءات برمائية في أوديسا وماريوبول، وتوغل أصغر عبر بيلاروسيا المجاورة”.

وقال بودانوف: “الهجوم الذي تستعد له روسيا سيكون أكثر تدميراً من أي شيء من قبل في الصراع الذي بدأ في عام 2014، والذي شهد مقتل 14000 أوكراني”. واعتبر العديد من المراقبين أن هذه رسالة مختلفة عن تلك التي أرسلها مسؤولون أوكرانيون كبار آخرون، حيث أشار وزير الدفاع الأوكراني الجديد، أوليكسي ريزنيكوف، بحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي، إلى أنه لم يكن على علم بما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قراراً بشأن غزو جديد.

وليس من الواضح ما إذا كان بودانوف يعبر عن وجهة نظره الخاصة أو ما إذا كان قد عرض أكثر مما ينبغي، ومع ذلك، قال القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، الجنرال المتقاعد بن هودجز: “إن رئيس المخابرات الدفاعية يعمل على شيء ما”، وكتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يوم الاثنين، “إن تقييم بودانوف موثوق به للغاية”.

وأضاف: “يسعى الكرملين إلى تقديم أوكرانيا إلى الغرب على أنها دولة فاشلة، وقمع أي استعداد من جانب الغرب لدعمها إذا تم غزوها”، فيما حث السيناتور مارك وارنر الديمقراطي من ولاية فرجينيا، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الرئيس جو بايدن في بيان على “العمل مع حلفائنا لإثبات للسيد بوتين أن الإجراءات الإضافية لزعزعة استقرار أمن أوروبا، ستؤدي إلى عواقب وخيمة على اقتصاد روسيا وعزلتها المتزايدة عن العالم المتحضر”.

وفي سياق متصل، واصلت واشنطن ضغوطها على موسكو بسبب خط أنابيب “نورد ستريم 2” لإيصال النفط الروسي إلى ألمانيا، عبر فرض عقوبات على شركة وسفينة مرتبطتين بروسيا وتعملان في المشروع.

وحاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من مرة ولكن دون جدوى وقف بناء خط الأنابيب، خشية النفوذ الإضافي الذي يمنحه مشروع الطاقة لروسيا في أوروبا. وتمتلك شركة “غازبروم” الروسية العملاقة خط الأنابيب الذي يحظى باستثمارات من شركات أوروبية. وخلال الصيف الماضي، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع ألمانيا للسماح بإكمال خط الأنابيب من دون فرض عقوبات أميركية على المصالح الألمانية المشاركة في المشروع. واستهدفت العقوبات التي أقرت الاثنين، شركة “ترانسادريا” المحدودة وإحدى سفنها التي كانت تعمل في نورد ستريم، حيث أفاد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في بيان، بأن إدارة بايدن “عاقبت حتى الآن ثمانية أشخاص و17 سفينة مرتبطة بخط الأنابيب”.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده يمكن أن تعزز بسرعة إمدادات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي بمجرد أن يسمح المنظمون الألمان ببدء تشغيل خط الأنابيب الجديد. ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا، التي تستورد الكثير من غازها الطبيعي من روسيا، وأدت إلى معاناة الشركات والأسر.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط

شاهد أيضاً

فرنسا: إيران لم تستخدم أفضل أسلحتها

الشرق اليوم– قالت مجلة لوبوان إن “طوفان النيران والتكنولوجيا” الذي أطلقته إيران باتجاه إسرائيل في …