الرئيسية / دراسات وتقارير / تقرير: أزمة المناخ.. “نقاط تحول لا رجوع عنها”

تقرير: أزمة المناخ.. “نقاط تحول لا رجوع عنها”

الشرق اليوم- حذر خبراء بمجال البيئة مما يسمى “نقاط تحول” لا يمكن الرجوع عنها، ومن تحول الأمازون إلى مصدر للانبعاثات، في وقت تواجه فيه قمة المناخ المنعقدة في غلاسكو عدة تحديات.

وتكمن الأولوية بالنسبة إلى مؤتمر المناخ كوب26، في الوصول إلى التزامات تجعل من الممكن الاستمرار في حصر الاحترار المناخي بنحو 1,5 درجة مئوية.

وهناك قلق لدى بعض العلماء والمتخصصين، يتمثل في “نقاط تحول” تتعلق بمناخ الأرض، وفقا لفرانس برس.

وتنقل الوكالة عن تيم لينتون، من جامعة إكسيتير البريطانية، وهو أحد أبرز الخبراء المتخصصين في الموضوع، قوله إن “نقاط التحول المناخية تشكل تهديدا وجوديا. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب تجاوزها”.

وتعرف الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نقطة التحول بأنها “تجاوز عتبة حرجة، فيعاد عندها ترتيب النظام بقسوة، و/أو بطريقة لا رجعة فيها”.

ويقول خبراء في مسودة تقرير سيصدر أوائل العام المقبل: “شهدنا عددا من نقاط التحول بالنسبة إلى الشعاب المرجانية والجليد القطبي، ومن المحتمل أن تكون هناك نقاط أخرى على المدى القصير، نظرا إلى توقعات ارتفاع درجة الحرارة”.

وعلى سبيل المثال، تضعف الحواجز الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، وهي امتداد للأنهار الجليدية على المحيط، بسبب الاحترار المناخي. وإذا دمرت، قد يؤدي ذوبان الأنهار الجليدية لرفع مستويات سطح البحر أمتارا عدة.

في القطب الشمالي، “التربة الصقيعية” آخذة في الذوبان. ويمكن لهذا الأمر أن يتسبب في انبعاث مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون المخزنة فيها، في الغلاف الجوي. وهناك بالوعة كربون أخرى مهددة بالاحترار، وهي الغابة المدارية. فقد أصبحت منطقة الأمازون البرازيلية مصدرا لانبعاث ثاني أكسيد الكربون.

الأمازون

وتعتبر غابة الأمازون “رئة العالم” لأنها تمتص كميات ضخمة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يساهم بالتغير المناخي، لكن عمليات الحرق وقطع الأشجار، ساهمت في جعلها مصدرا للكربون.

وحدد خبراء نحو 15 نقطة تحول مهمة، ومنها الشعاب المرجانية، والغطاء الجليدي في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية، والأنهار الجليدية في جبال الألب، والجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي، وغابات الأمازون المطيرة.

وتقترب منطقة الأمازون من نقطة تحول لا رجوع عنها بسبب التغير المناخي، وباتت الغابة المدارية الأكبر في العالم، تنتج كربونا أكثر مما تخزن.

وتسبب البشر خلال نصف القرن الماضي بتدمير وإحراق مساحات شاسعة من الأمازون لإفساح المجال لرعي الماشية وللزراعة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت البرازيل المنتج الأول والمصدر الأول للماشية في العالم.

ويخشى علماء من الكارثة، فبدلا من القضاء على الاحترار المناخي، قد تساهم الأمازون في تسريعه. ستموت الأشجار الواحدة بعد الأخرى، وستطلق الغابة مليارات الأطنان من الكربون في الغلاف الجوي.

وبموجب دراسة تتمتع بالصدقية، نشرتها فرانس برس، ستصل الأمازون إلى نقطة اللارجوع، عندما تزال الأشجار عن 20 إلى 25 في المئة من مساحتها. اليوم، أصبحت 15 في المئة من المساحة من دون أشجار، في مقابل ستة في المئة عام 1985. وثمانون إلى تسعون في المئة من هذه المساحة تحولت إلى مراع.

ويرى خبراء أن استمرار إزالة الغابات والحرائق والاحترار المناخي سيسرع تدمير الأمازون.

ولقطع الأشجار تأثير على هطول الأمطار في أجزاء واسعة من أميركا اللاتينية، إذ تقلص منسوب الأنهار. وتمر البرازيل بأسوأ فترة جفاف منذ قرن في جنوب شرق البلاد وفي الوسط الغربي. وتأثرت البلاد بعواصف رملية قاتلة، وبحرائق غابات ضخمة، وبارتفاع الأسعار، وأزمة طاقة.

المصداقية على المحك

وتواجه قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو معركة من أجل المصداقية، وفقا لرويترز.

وخلال الأسبوع الماضي، واجهت الدول الغنية اتهامات بالتراجع عن وعودها مرارا. وتبادلت أكبر الدول المسببة للتلوث في العالم الانتقادات اللاذعة.

وعبر ناشطون في مجال البيئة عن خيبة أملهم تجاه ما وصفوه بالخيانة، نتيجة عدم تحقيق أي تأثير يذكر بعد سنوات من المفاوضات التي قادتها الأمم المتحدة بشأن المناخ، للحد من انبعاثات الكربون المسببة لارتفاع حرارة الأرض، وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.

والانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في تزايد، كما أن درجات الحرارة العالمية التي ارتفعت بالفعل 1.1 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، تواصل الصعود.

وتقول الدول الغنية التي لم تف بموعد 2020 لتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل مكافحة المناخ للدول الأكثر فقرا، إنها لن تفي بذلك التعهد قبل 2023.

وتستمر قمة غلاسكو حتى 12 نوفمبر الحالي، ويأمل ناشطون أن يتمكن القادة من الاتفاق على آليات فعالة لخفض الانبعاثات التي تسبب التغير المناخي، وتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد للأجيال المقبلة.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

إسرائيل تسلم الوفد المصري رسالة “الفرصة الأخيرة”

الشرق اليوم- أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم المصريين، مساء أمس الجمعة، أن إسرائيل مستعدة لمنح مفاوضات …