الرئيسية / مقالات رأي / «ميتافيرس» محاولة مارك لإنقاذ النقص «العاطفي» المتزايد من الشباب تجاه فيس بوك!

«ميتافيرس» محاولة مارك لإنقاذ النقص «العاطفي» المتزايد من الشباب تجاه فيس بوك!

بقلم: دندراوي الهواري – اليوم السابع

الشرق اليوم – تتفق أو تختلف مع فكرة تدشين مواقع التواصل الاجتماعي، وفي القلب منها «فيس بوك»، والدور الخطير الذي تلعبه في محاولة تحويل العالم الافتراضي، والوهم، لواقع حقيقي، وما يشكله من وعي زائف، لكن لا يمكن الاختلاف على أن الفكرة عبقرية، والتنفيذ نجح بما فاق التصور والخيال، وأن مؤسس «فيس بوك»، مارك زوكربيرج، يستحق الإشادة على إنتاج أفكار مبدعة، وقدرة على التنفيذ بشكل رائع. 

والإعجاب المفرط بمارك زوكربيرج، يزداد مع قدرته على التطوير والإبداع، وعدم الجمود، والعيش على تاريخ ما حققه من نجاح مذهل بتأسيس فيس بوك، وفي أن يكون حديث العالم، ولكن نجاحه وتميزه يتمثل في عدم الثبات كالأشجار لا تتحرك وتجري في تراك الحداثة والتطوير، لذلك استطاع بجانب التطوير الدائم والمستمر لمنصته، أن يستحوذ على منصات أخرى ليحافظ على عرش السيطرة على الاتصال، مثل منصتي «إنستجرام، وواتساب».

والحقيقية المؤكدة أن المنصتين، إنستجرام، وواتساب، على وجه الخصوص، حققتا نجاحات مبهرة ومذهلة في عالم التواصل، وخطفتا الأضواء من فيس بوك، وماسنجر فيسبوك، وخلال الفترة الماضية عكف مارك زوكربيرج، على دراسة وضع فيسبوك، فوجد نموه بدأ يتراجع، وفقد كثيرا من عناصر الإبهار، وبدأ التناقص العاطفي الحاد والعزوف عن المنصة الأشهر.

وبعد دراسة مستفيضة، وجد مارك، أن الفئة العمرية بدءا من مواليد 2000 هي الفئة الأكثر عزوفا عن الدخول على منصة فيس بوك، لأمرين، الأول، أنهم فقدوا عناصر الانبهار والدهشة، والثاني، الهروب من الرقابة الاجتماعية، فكل شاب لا يريد أن يكون على منصة، كل عائلته فيها معه في نفس المنصة، ما يشكل تضييقا على حركته، لذلك هجرها إلى منصات أخرى، أكثر خصوصية، وأبرز المنصات التي استحوذت على اهتمام الصغار، الغول «تيك توك» وهي المنصة التي بدأت في الانتشار، واقتطاع جزء كبير من تورتة نجاح فيسبوك، الأمر الذي أزعج مارك زوكربيرج، وأقلق منامه. 

لذلك فاجأ مارك العالم باقتراب إطلاق تقنية جديدة اسمها «ميتافيرس» والمتوقع أنها ستغير شكل مواقع التواصل الاجتماعي في المستقبل من أجل مزيد من التواصل بين المستخدمين، وتعويض النقص العاطفي المتزايد تجاه «فيسبوك»، وبمجرد الإعلان عن «الميتافيرس» أحدث ضجة كبيرة، وردود أفعال قوية، خاصة في وادي السيلكون بين شركات التكنولوجيا العملاقة، وتقنية «ميتافيرس» تقوم على فكرة أن المستخدمين سيعيشون، ويعملون، ويمارسون الرياضة داخل عالم افتراضي، وذلك عبر استخدام تقنيات الواقع المعزز، واستخدام نظارات الواقع الافتراضي. 

ويمكن تلخيص الفكرة، بأن «ميتافيرس» عالم أقرب إلى أفلام الخيال العلمي، فيمكن للأشخاص المستخدمين أن يمضوا الوقت معا، ولكن في عالم افتراضي، ويعود مصطلح «ميتافيرس» في الأساس إلى مؤلف الخيال العلمي «نيل ستيفنسون» في روايته «تحطم الثلج» التي نُشرت عام 1992، وتصف مساحة افتراضية يتفاعل فيها الناس من خلال صور رمزية «أفاتار»، وفي النهاية ستصبح مواقع التواصل الاجتماعي، وفي القلب منها «فيسبوك». عالما افتراضيا خالصا، بعيدا تماما عن الواقع! 

ومن خلال «الميتافيرس»، يمكنك أن تشارك أصدقاءك التجارب بشكل افتراضي مثل ممارسة الرياضة، أو حضور حفلات غنائية، وأيضا العمل والدراسة، وكان استحواذ فيسبوك على شركة «أوكولوس» في عام 2014 جزءا من هذه الخطة، لأنها شركة تعمل في مجال تقنيات الواقع الافتراضي.

شاهد أيضاً

هل تنجح طهران خارج محور المقاومة؟

بقلم: عادل بن حمزة- النهار العربيالشرق اليوم– دخلت منطقة الشرق الأوسط فصلاً جديداً من التصعيد …