الرئيسية / مقالات رأي / إكسبو.. شغف التنمية والابتكار

إكسبو.. شغف التنمية والابتكار

بقلم: د. نجاة السعيد – الاتحاد الإماراتية

الشرق اليوم- أهم سمة لـ إكسبو 2020 دبي، الذي تبلغ قيمته 7 مليارات دولار، هو أنه خالٍ من السياسة، فالموضوعات التي يركز عليها، تتمثل في: المناخ والتنوع البيولوجي، الابتكار والتكنولوجيا، الفضاء، الصحة، التنمية الحضرية والريفية، المعرفة والتعلم، التسامح والتعددية.

فهذه المواضيع تبدو متوقعة لدى الزوار في أي منطقة في العالم، ولكن البعض قد يستغرب أن هذا التركيز يكون في منطقة الشرق الأوسط، المضطربة وغير المستقرة. وكما عودتنا دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم كل جديد ومختلف، فإن هذه المواضيع قد تدفعنا للتفكير في الرسالة التي يقدمها المعرض، فبالرغم أن الدافع الأساسي هو اقتصادي، حيث يقدر أن المعرض سيعزز الاقتصاد بمقدار 122.6 مليار درهم وسيوفر 905200 وظيفة، إلا أن المنفعة الأساسية قد تكون توصيل رسالة برؤية جديدة لأهل المنطقة وأيضاً للمحللين من الخارج، مفادها أن الاقتصاد ودعائمه – من معرفة وتعلم وابتكار وتكنولوجيا – قد يكون هو أساس الاستقرار السياسي للمنطقة.

فلو حللنا بعمق نجد أن أهم أسباب الاضطرابات في المنطقة هو الخلل في التفكر عدم وضع الأوليات التي تضمن، ومما نراه في إكسبو 2020 دبي يدعونا للتساؤل: هل الاقتصاد هو أساس الاستقرار السياسي أم العكس؟

ففي إكسبو 2020 دبي، نجد كل الأجنحة العربية لم تكن متشوقة للسياسة حتى جناح فلسطين، الذي سمح للزوار بلمس قطعة من قبة الصخرة في القدس، واستنشاق رائحة الصابون المصنوع في نابلس.

كما أن الجناح السوري لم يعرض أي شيء عن الثورة السورية، فهناك أكشاك للشركات التي تبيع الكابلات وزيت الزيتون. كما نجد أن غالبية الأجنحة كانت تعكس ما يميز شخصية البلد وطموحاتها. فمثلاً، جناح لبنان يبدو كأنه إعلان سياحي، حيث تعرض الشاشات الكبيرة لقطات ساحرة للبلد، كذلك اهتم الجناح بعرض الفنون الخزفية، فجناح كهذا سيكون صعباً في لبنان نفسه، بسبب انقطاع الكهرباء بشكل مستمر.

هناك دول في المنطقة لم تعرض أي شيء بعد، فجناح ليبيا لا يوجد به سوى جهاز تلفزيون يعرض الرسوم المتحركة، أما العراق ففاته الافتتاح. جناح مصر كان محطة أنظار الكثير من الزوار، فهناك عدد من الإيماءات تعود إلى الماضي: الهيروغليفية ونسخة طبق الأصل من نعش الملك توت. وكما توجد شاشة فيديو عملاقة تعرض امرأة ترتدي الزي الفرعوني تتحدث عن مناطق صناعية يجري بناؤها على طول قناة السويس.

أما الجناح السعودي فهو ثاني أكبر جناح في إكسبو 2020 دبي بمساحة 13059 متراً مربعاً وقد اعتمد على أربع ركائز رئيسية: المجتمع، الطبيعة، التراث، والفرص المستقبلية، وتم استخدام التصاميم المبتكرة. أي مراقب لأجنحة البلاد العربية قد يلاحظ أن الدول التي اتخذت الاقتصاد والتنمية أولوية لها بعيداً عن الأحزاب بأيديولوجياتها المتضاربة تنعم باستقرار سياسي أدى إلى تطورها وقد انعكس ذلك على أجنحتها في إكسبو 2020 دبي.

شاهد أيضاً

سوريا وروسيا.. الفرص الناشئة

بقلم: عبدالحميد توفيق- العينالشرق اليوم– تدرك موسكو أن سوريا تشكل أحد التحديات الاستراتيجية المهمة التي …