الرئيسية / مقالات رأي / الضوء الأحمر على لوحة المناخ

الضوء الأحمر على لوحة المناخ

بقلم: فيصل عابدون – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – اختتم قادة مجموعة العشرين اجتماعاتهم السنوية في العاصمة الإيطالية مطلع الأسبوع الحالي، وانتقلوا مباشرة إلى مدينة جلاسكو الاسكتلندية للمشاركة في اجتماعات قمة المناخ التي تستمر أسبوعين. لكن انتقال الدول الصناعية الكبرى من روما إلى جلاسكو لم يحمل جديداً فيما يتصل بالتدابير المطلوب اتخاذها بمواجهة كارثة التغير المناخي التي تحدق بالكوكب الأرضي وسكانه.
فقد عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن خيبة أمله في النتائج التي تمخضت عنها قمة العشرين، وقال إنه يغادر روما بآمال محبطة على الرغم من أنه احتفظ بالأمل في إمكانية تحقيق بعض النجاح في قمة جلاسكو. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن التقدم المحقق كان معقولاً لكنه غير كاف، محذراً «في حال فشل مؤتمر جلاسكو سيفشل كل شيء».
فالزعماء الذين تسببوا في خيبة أمل المسؤول الدولي في اجتماعات روما هم أنفسهم صناع القرار في قمة جلاسكو. وقد تحدث بيانهم الختامي عن حصر الاحتباس الحراري في مستوى 1.5، والتوقف عن دعم محطات الطاقة التي تستخدم الفحم. لكنهم فشلوا في تحديد تاريخ واضح للتخلص التدريجي الكامل من الفحم أو الوقود الأحفوري، أو تحقيق الحياد الكربوني، وهي مسائل في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل البشرية.
وتسهم مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، بما يقدر بنحو 80 في المئة من انبعاثات الكربون التي يقول العلماء إنه يجب تخفيضها بشدة لتفادي حدوث كارثة مناخية. ويقول ألوك شارما، رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ، إن تلك الدول يمكنها «تحقيق النجاح أو دفن الأمل في الحفاظ على هدف زيادة سنوية ب1,5 درجة مئوية».
لكن خبراء في الأمم المتحدة كانوا أكثر تشاؤماً، وقالوا إنه حتى لو تم الالتزام الكامل بتنفيذ الخطط الوطنية الحالية للحد من الانبعاثات، فإن العالم يتجه نحو ارتفاع لدرجة الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية بما سيكون له عواقب وخيمة.
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن المناخ العالمي دخل في المجهول وكانت السنوات السبع الممتدة بين 2015 و2021 هي أكثر الأعوام حراً تسجل حتى الآن، وهو تحذير ينطوي على أهمية بالغة إذ إنه يمثل طلائع واقعية للتهديدات التي تنتظر العالم جراء تغييرات الطقس المتطرف والتي تتراوح بين تزايد موجات الجفاف والقحط وانتشار المجاعات ونقص الموارد والفيضانات المدمرة والحروب الأهلية.
رئيس مؤتمر «كوب 26»، قال إن كل الأضواء حمراء على لوحة القيادة المناخية. وهي عبارة في غاية البلاغة تدق ناقوس الخطر وتحدد نطاق المسؤولية، غير أنها تخاطب واقعاً شديد الصعوبة والتعقيد. فقد بات مستقبل العالم وفرص إنقاذه من المصير الذي يترصده رهناً باستجابة قادة الدول الصناعية الكبرى المسؤولة بشكل رئيسي عن الكارثة الزاحفة.
إن الزعماء يتفهمون بلا شك حجم المخاطر المقبلة، ولكن السؤال هو: هل يمكنهم امتلاك الإرادة الكافية للتخلي عن جزء من مكاسبهم ومصالحهم الراهنة والانخراط في هذه المعركة الكونية؟

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …