الرئيسية / مقالات رأي / ميركل بريشة بوش الابن

ميركل بريشة بوش الابن

بقلم: حسن مدن – صحيفة الخليج

الشرق اليوم- احتفاء زعماء العالم، الرجال في غالبيتهم الساحقة بطبيعة الحال، بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عشية مغادرتها منصبها، يطرح، بقوّة، السؤال القديم المتجدد حول القدرات القيادية للنساء حين يصبحن في قمة الهرم السياسي أو الإداري، كما هو شأن ميركل، التي بقيت مستشارة للدولة الأوروبية الأهم اليوم، أي ألمانيا، ستة عشر عاماً متواصلة، وما يتفرع عنه هذا السؤال من سؤال تفصيلي لا يقل أهمية عما إذا كانت النساء الزعيمات أكثر مهارة وحكمة في إدارة الملفات الصعبة من الزعماء الرجال.

استعرض تقرير صحفي أقوال عدد من زعماء العالم في وداع ميركل المستشارة، حوت أوجه ثناء كثيرة على أداء المرأة التي كانت في بؤرة الضوء طوال أكثر من عقد ونصف العقد من السنوات، ليس فقط لأنها زعيمة ألمانيا، وإنما أيضاً لأن الفترة التي قادت فيها بلادها عرفت الكثير من الملفات المعقدة في العلاقات الأوروبية وفي الوضع الدولي عامة.

وأجمع في الثناء على أداء المرأة الزعماء الذين تناغموا معها في المواقف أو الذين اختلفوا معها حول السبل الأنجع لتسوية الخلافات ومقاربة الملفات الشائكة، ولو بدأنا بالأخيرين، أي أولئك أصحاب الرؤية المغايرة، فسنجد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مثلاً، الذي قاد عملية إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي وهو الأمر الذي عارضته ميركل، يشكرها أثناء زيارتها الوداعية للندن على “التزامها التاريخي ليس فقط من أجل العلاقات الألمانية – البريطانية وإنما للدبلوماسية في جميع أنحاء العالم”.

أما رئيس تركيا رجب طيب أردوغان الذي واجهت ميركل عقبات عدة في العلاقات معه حول عدة قضايا بينها ملفا الهجرة وحقوق الإنسان فقد وصف ميركل ب”الصديقة” و”السياسية المتمرسة التي لديها دائماً مقاربة معقولة وموجهة نحو الحل”.

لم تكن علاقة ميركل بالصين وزعامتها سيئة في المطلق، ويشار إلى أنها كانت معجبة في ولايتيها الأولى والثانية بصعود الصين، لكن مع مرور الوقت أصابها ما أصاب زعماء أوروبيين آخرين من الريبة والقلق من هذا الصعود، ومع ذلك فإن الرئيس الصيني شي جين بينج وصفها ب”الصديقة القديمة للصين”، في إشارة إلى قدم العلاقة بينهما لا إلى أنها أصبحت ماضياً.

لن يتسع المجال لعرض مواقف زعماء آخرين، لكن يمكن الإشارة إلى إشادات الرئيس الأمريكي بايدن والرئيس الأسبق أوباما بشخصية ميركل وصداقتهما معها، على خلاف العلاقة الباردة والمتوترة بينها والرئيس السابق دونالد ترامب، أما الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الذي بات يقضي وقت فراغه في الرسم فقد خصّ ميركل برسم بورتريه لها، أراد له أن يكون بمثابة تحية لها.

شاهد أيضاً

أحلام مقتدى الصّدر وأوهام مناصريه

بقلم: فاروق يوسف- النهار العربيالشرق اليوم– عندما يُشفى العراقيون من عقدة اسمها مقتدى الصدر يكون …