الرئيسية / مقالات رأي / The National Interest: على أمريكا الاعتراف بأنها خسرت معركتها في سوريا

The National Interest: على أمريكا الاعتراف بأنها خسرت معركتها في سوريا

بقلم: علي دمرداش

الشرق اليوم- إن الولايات المتحدة رغم أنها حققت العديد من الإنجازات العظيمة فإن جهودها لبناء الدول ليست واحدة منها.

فمن فيتنام إلى أفغانستان والعراق  أثبتت واشنطن مرارا وتكرارا أن بناء الدول ليس مكمن قوتها. فعجزها عن فهم القوى الاجتماعية والقَبَلية المحرِّكة للمجتمعات في الشرق الأوسط لآلاف السنين، واعتمادها المفرط على جيشها “الذي لم يجلب سوى الدمار والفوضى”، ودعمها المتهور والمندفع لوكلائها وعملائها الذين أخلوا بالتوازن الإقليمي، كلها عوامل أسهمت بإخفاقها في تحقيق تقدم في تلك المنطقة.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، ظلت الولايات المتحدة طوال السنوات الـ30 الماضية عالقة بين نهري دجلة والفرات في العراق، وهائمة في جبال أفغانستان، تطارد شبح الإرهاب الذي لم يسفر سوى عن استنزافها ماليا وأصاب شعبها بإعياء مزمن من الحروب “الأبدية”، وسمح للصين بأن تصبح منافسا خطيرا للهيمنة الأمريكية على العالم.

وسيكون من الأفضل لواشنطن أن تولي اهتمامها بأمور أخرى أهم بدلا من البقاء على النهج ذاته الذي تسلكه في سوريا، إذ يتعين عليها ترك القوى الإقليمية تتعامل مع مشكلة لم تكن أبدا من صنعها هي.

فشل ذريع

ما من مشهد يمكن أن يجسد فشل أمريكا الذريع في أفغانستان وعجزها الكبير في الشرق الأوسط أفضل من صور مواطنين أفغان وهو يتشبثون بطائرة شحن عسكري أمريكية طراز  “سي 17” (C17) قبل أن يسقطوا من ارتفاع مئات الأمتار ليلقوا حتفهم.

ولم يُجدِ إنفاق 2.3 تريليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ولا التضحية بنحو 2400 جندي أمريكي نفعا في التغلب على التباينات العرقية والقبلية والدينية الهائلة في سبيل بناء دولة أفغانية ديمقراطية صديقة للولايات المتحدة.

وما حدث في العراق مشابه لما وقع في أفغانستان. فبالرغم من أنها أنفقت تريليوني دولار وضحت بأكثر من 4500 جندي أمريكي، فقد سلّمت واشنطن العراق إلى إيران “على طبق من فضة”.

كما أن الغزو الأمريكي للعراق لم يمهد الطريق للتمدد الإيراني في العراق وسوريا ولبنان فحسب بل أتاح كذلك لروسيا والصين استغلال موارد العراق النفطية “المربحة”، حتى أن الدولتين أصبحتا الموردتَين الرئيسيتين للسلاح إلى بغداد.

المأزق السوري

ويتكرر الخطأ نفسه في سوريا، حيث يقال إن الولايات المتحدة نشرت ما يقدر بنحو 900 من جنودها هناك. ورغم أنها بددت مليارات الدولارات هناك -مثلما فعلت في أفغانستان والعراق- فإنها فشلت في أن تدرك أن جهودها في بناء الدولة السورية تذهب أدراج الرياح.

وببساطة، فإن الحقائق الإثنية والقبلية والدينية الموجودة على أرض الواقع، بالإضافة إلى وجود قوى إقليمية مثل روسيا وتركيا وإيران، كلها أسباب حالت دون أن تكلل جهود واشنطن بتأسيس دولة كردية في المنطقة تكون صديقة لها.

ولطالما بررت واشنطن بقاءها في سوريا بحجة عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى هناك مرة أخرى، وهي عودة يستبعدها “الكاتب” ويعزو ذلك إلى التغيرات الجيوسياسية بالمنطقة.

وقال كاتب المقال: إن الرئيس السوري بشار الأسد أحكم سيطرته على معظم المناطق الواقعة غربي نهر الفرات بدعم من موسكو. وأظهرت تركيا نفسها كقوة عسكرية بشن أو تسهيل القيام بعمليات عسكرية ناجحة في شمالي العراق وليبيا وجنوب القوقاز وشمالي سوريا.

أما إيران فقد أثبتت -بفضل اعتمادها على وكلائها في المنطقة- أنها ستظل قوة عسكرية وسياسية مؤثرة في سوريا والعراق.

ويختتم الكاتب بأنه وفي حال ظهور تنظيم “داعش” مرة أخرى، فإنه سيمثل مشكلة لكل من تركيا وسوريا وروسيا وإيران أكثر منها معضلة لأمريكا، مضيفا أن المنطقة لها من الوسائل ما يجعلها قادرة على التصدي له.

ترجمة الجزيرة

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …