الرئيسية / مقالات رأي / The New York Times: ماذا يعني لقاح الملاريا لأفريقيا؟

The New York Times: ماذا يعني لقاح الملاريا لأفريقيا؟

By: Yacine Djibo

الشرق اليوم – إن توصية منظمة الصحة العالمية بالتطعيم بأول لقاح لوباء الملاريا تعد لحظة فارقة في مجال الصحة على الصعيد العالمي.

ومع ذلك؛ فإن لقاح “موسكيريكس” (Mosquirix)- ذو فعالية متواضعة إذ يقي من حالات الملاريا الشديدة بنسبة 30% تقريبا. ومع أن الملاريا مرض يمكن الوقاية منه، إلا أن اللقاح الجديد ليس مثاليا، ولن يكون حلا سحريا للوباء الذي يفتك سنويا بنحو 400 ألف شخص، معظمهم من الأطفال الأفارقة.

ولإنقاذ أرواح كثيرة من المرض، فإن على الدول مواصلة الاستثمار للارتقاء بمستوى العاملين في مجال الصحة المحلية لكي يتسنّى التعامل مع الحالات، وزيادة إمكانية الحصول على مجموعة الأدوات المناسبة مثل الناموسيات وأدوية مكافحة الملاريا من أجل الوقاية من المرض.

إن اللقاح الجديد يمهد الطريق لجيل جديد من لقاحات الملاريا يمكن أن تكون أكثر فعالية، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات، مثل الحمض النووي الريبوزي المرسال أو (mRNA) الذي يدخل في صناعة بعض لقاحات “كوفيد-19”.

ويتصدر وباء الملاريا قائمة أكثر التحديات التي تواجه قطاعات الصحة العامة في أفريقيا، ويمكن القول إن له أكبر تأثير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأفريقية.

على أن الأمر لا يقتصر على الملاريا وحدها، فهناك أمراض متوطنة أخرى -غالبا ما تُصنَّف على أنها أمراض مدارية مهملة- لا تقل إنهاكا وهي بحاجة إلى استثمارات أكبر في مجال البحث والتطوير. ومن الضروري أن تكون أفريقيا في القلب من هذه الاستثمارات، “فالقارة تعدّ أرضا خصبة للابتكارات في مجال الرعاية الصحية وغيرها”، كما أن مزيدا من الحلول الكفيلة بمحاربة الملاريا وأمراض أخرى فتاكة ستظهر من هذه القارة نفسها.

وفي هذا الصدد، فإن من الأمور الجوهرية بذل الجهود والدعم المتواصل مثل تقديم مساعدات مالية وفنية لزيادة سعة مختبرات البحوث المحلية.

كما أن الدول بحاجة إلى أنظمة صحية قوية تستطيع توفير أفضل أدوات الوقاية، بما فيها اللقاحات؛ ويتطلب ذلك الاستثمار في مئات آلاف إضافيين من العاملين في صحة المجتمع حتى يتمكنوا من الوصول إلى كل منزل في المناطق النائية والريفية بالسرعة المطلوبة لتشخيص حالات الإصابة بالملاريا والأمراض الأخرى وعلاجها والإبلاغ عنها.

إن لقاح الملاريا الجديد سيكون أكثر نجاعة إذا استُخدم مُكمِّلا للتدابير الصحية الأخرى، مثل الناموسيات وأدوية مكافحة الملاريا ورش المنازل من الداخل.

إضافة إلى أن الدول الأفريقية تحتاج كذلك إلى الحصول على بيانات عالية الجودة متعلقة بالأوبئة حتى يتاح لها معرفة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأوبئة، والأماكن التي تترسخ فيها مقاومة المبيدات الحشرية والأدوية.

يمكننا القول إن الأمر استغرق جيلا كاملا لتطوير أول لقاح للملاريا، وذلك بفضل الالتزام السياسي والدعم المالي من العديد من الشركاء، وبمزيد من الاستثمارات والأدوات الأكثر فعالية “يمكننا أن نكون نحن الجيل الذي سيقضي على المرض إلى الأبد”.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

تركيز أميركي على إبعاد الصين وروسيا عن أفغانستان!

بقلم: هدى الحسيني- الشرق الأوسطالشرق اليوم– لا شك في أن كل الأنظار تتجه إلى التطورات …