الرئيسية / مقالات رأي / فرصة لإنقاذ الأرض

فرصة لإنقاذ الأرض

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – في ظل ما يشهده العالم ويعانيه من أعاصير وفيضانات وحرائق وبراكين وجفاف، وفي ظل التحذيرات المتواصلة الصادرة عن الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بالمناخ، والتي تدق ناقوس الخطر لما يتهدد الكرة الأرضية من مخاطر على الجنس البشري وبقية المخلوقات والكائنات، يترقب العالم انعقاد مؤتمر المناخ في مدينة جلاسكو البريطانية، في مطلع الشهر المقبل، حيث يلتقي قادة من 196 بلداً؛ لمناقشة ما أنجز على صعيد التغير المناخي منذ مؤتمر باريس عام 2015 حتى الآن.

وإذا كان البعض ينظر إلى هذا المؤتمر كمحطة مفصلية للراغبين بوضع التغير المناخي تحت السيطرة، فإن ما أنجز حتى الآن على هذا الصعيد لا يوحي بأن قادة العالم سوف يتناولون القضية بجدية؛ لأن ما التزموا به في السابق لم يصل إلى حد الاقتناع بالجدية المطلوبة والعمل على إنقاذ كوكبنا من المصير الذي ينتظره، إما بسبب الجشع الاقتصادي، وإما بسبب عدم الاقتناع بالتقارير العلمية التي تتحدث عن المخاطر البيئية المتوقعة، وإما بسبب التهرب من تحمل المسؤولية. رغم أن التقرير الذي أصدره مؤخراً علماء في الأمم المتحدة أكد أن «التغير المناخي حقيقة لا تقبل الجدل»، كما أشار التقرير إلى أن الانبعاثات المستمرة لغازات الدفيئة قد لا تشهد أيضاً تغيراً في حدود درجات الحرارة الرئيسية خلال ما يزيد على عقد. أما أخطر ما ورد في التقرير، فهو أن ارتفاع مستوى سطح البحر إلى ما يقرب من مترين بحلول نهاية القرن الجاري «لا يمكن استبعاده»، أي أن هناك أجزاء من سطح الأرض سوف تغرق، وخصوصاً المناطق الساحلية وبعض الجزر الآهلة بالسكان.

ستكون قمة جلاسكو أول قمة تراجع مدى التقدم الذي تحقق، أو مدى الفشل في تحقيق الأهداف المطلوبة منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ، وهي خطة تسابق الزمن لتجنيب الإنسانية كارثة مناخية؛ لأنها تقر بأنه إذا ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، مقارنة بدرجة الحرارة التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية، فإن الكثير من التغييرات التي طرأت على كوكب الأرض تصبح دائمة ولا رجعة عنها. وقد حددت اتفاقية باريس أهدافاً رئيسية للوصول إلى هذا الهدف، منها تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، وزيادة إنتاج الطاقة المتجددة، والالتزام بضخ 100 مليار دولار؛ لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع تأثير تغير المناخ، والحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية.

يجب الإشارة هنا إلى أن الدول الصناعية التي تعهدت بموجب اتفاقية باريس بدفع مئة مليار دولار للدول الفقيرة، لم تفِ إلا بدفع مبلغ 79 مليار دولار، رغم أن الخبراء يؤكدون أن المئة مليار دولار هي مبلغ متواضع ولا يفي بحاجة الدول الفقيرة.

مؤتمر جلاسكو يجب أن يتخذ مجموعة من القرارات الملزمة التنفيذ، ما يتطلب آلية حازمة تفرض هذا الأمر، وتجبر مختلف الدول على الامتثال للقرارات.

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …