الرئيسية / مقالات رأي / التحالفات الغربية

التحالفات الغربية

بقلم: عمرو الشوبكي – المصري اليوم


الشرق اليوم – ناقشت في مقال سابق إشكاليات التحالفات الغربية وصعوبة أن تنجح فرنسا في أن تؤسس تحالفًا مستقلًا ثالثًا منافسًا للولايات المتحدة والصين، واعتبرت أنها ستبقى جزءًا من التحالف الغربي الذي تقوده أمريكا، ولن تستطيع أن تؤسس مع أوروبا تحالفًا عسكريًا واستراتيجيًا جديدًا على الأقل في المستقبل المنظور.
وقد تلقيت وجهة نظر أخرى من الدكتور محمد طنطاوي حول طبيعة هذه التحالفات، وجاء فيها:
الدكتور عمرو الشوبكي.. تحية طيبة وبعد ..
قرأت مقالكم «التحالفات الصعبة»، وفيه تعرضون لشكل علاقات التحالفات الغربية تقاربًا وتباعدًا في ضوء أزمة صفقة الغواصات الأسترالية – الفرنسية الأخيرة. ولي تعليق على هذا المقال.
لاشك أن إرث التحالفات الغربي منذ الحرب العالمية الثانية قد طبع آراء المحللين السياسيين بصبغة جعلت من المستحيل بمكان، بالنسبة إليهم، فض التحالفات الغربية على النحو الذي قد يحدث أحيانًا في العالم العربي، مثلما أشرتم في نهاية المقال. في رأيي أن نظرة أبعد قليلًا تعود بنا إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية سنكشف فيها عن وجود تحالفات لم يكن يتصور أحد وقتها أن تحدث. تحديدًا، كان تحالف ألمانيا (دولة أوروبية)، وإيطاليا (دولة أوروبية)، واليابان (دولة آسيوية) تحالفًا «عجيبًا» بالقياس إلى الأسباب السياسية، والاستراتيجية، والثقافية (على خلاف ما تذهبون إليه من أن التحالفات الغربية لا تتحلل بسهولة إزاء المصالح الصغيرة أو الشخصية). بالإضافة إلى ذلك، لم تكن أمريكا وقتها، أي في بداية الحرب العالمية الثانية، راغبة في الانخراط في الصراع على المسرح الأوروبي البعيد، ولم يكن دخول الولايات المتحدة في الصراع إلا ردًا على استهداف ميناء «بيرل هاربور» من قِبَل القوات اليابانية. ومن ذلك الوقت، أي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ظهرت قوتان عظميان شكّلتا ملامح حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقوط حائط برلين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. ثم كان ما كان من حلفي الأطلسي ووارسو وغيرهما من الأحلاف الإقليمية التي تدور في فلكهما.
الآن، وفي ظل مشهد عالمي جديد تمامًا، لا يستغرب أحد، حتى إن لم يكن محللًا سياسيًا محترفًا، أن ينفرط عقد التحالف الاستراتيجي الغربي (التقليدي) منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية لتبدأ مرحلة جديدة، ليست بالضرورة صراعًا بين الحلفاء (القدامى)، وإنما انحراف في الأهداف الاستراتيجية الكبرى- وهي مسألة تؤكدونها في ختام مقالكم (مثلما أشار إليها كثير من المعلقين أخيرًا) بالإشارة إلى تركيز الولايات المتحدة على منطقة المحيطين الهادئ والهندي في مقابل «تشبث» أوروبا (الحليف الغربي الاستراتيجي الأهم) بمناطق النفوذ التقليدية المجاورة جغرافيًا. باختصار، هذا عالم جديد يتشكل وربما تجرى أو ستجرى مراجعات لنظريات الأحلاف وقواعدها (التقليدية) في العلوم السياسية، مثلما يحدث دومًا، في ضوء التغيرات المتسارعة الأخيرة.

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …