Mullah Baradar Akhund, a senior official of the Taliban, seated with a group of men, makes a video statement, in this still image taken from a video recorded in an unidentified location and released on August 16, 2021. Social Media/via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY.
الرئيسية / مقالات رأي / طالبان حركة إرهابية أم لا؟

طالبان حركة إرهابية أم لا؟

بقلم: فارس الحباشنة – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – الاتحاد الأوروبي أكد أن اعترافه بحركة طالبان مرهون ومربوط بمراقبة سلوكها.

وحتى الآن المجتمع الدولي لم يعترف في حكم طالبان لأفغانستان. الصين وروسيا وتركيا تواصلتا مع طالبان دبلوماسيا واقتصاديا وأمنيا، ولكنهم لم يعلنوا عن اعترافهم بشرعية الحكم الجديد.

طالبان معنية سياسيا في تبديد صورتها الماضوية، وما يدمغ حولها في السياسة والإعلام الغربي من اتهامات بالإرهاب. وبقدر كبير، فإن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان خلف سؤالا منطقيا عن عشرين عاما للاحتلال الأمريكي لأفغانستان وفشل الاستراتيجية الأمريكية في مكافحة الإرهاب، وهي قد قامت بالاحتلال لأفغانستان تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

مقترح الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والتخلص من صداع الشرق الأوسط استراتيجية أمريكية صنعها وروج لها الرئيس السابق أوباما، وإنتاج حرب بالوكالات، والنأي بالنفس الأمريكي عن التدخل العسكري المباشر في الحروب والصراعات، ورفع يد الجيش الأمريكي عن الأرض، وتركز واشنطن اهتمامها على شرق آسيا، والصراع الساخن والمحتدم مع التنين الصيني الصاعد.

الاتفاق ما بين أمريكا وطالبان سارع من انهيار حكومة كابول. والتفاهمات واشنطن وطالبان توقفت عند الانسحاب الأمريكي، ودون التوصل الى اتفاق لما بعد الانسحاب والسيناريوهات المحتملة.

الانسحاب كان مدويا ومخزيا لواشنطن، وفي حسابات الربح والخسارة، بدا أن أمريكا بسياسة براغماتية بحتة تخلصت من حمل وعبء زائد ونثروا رماله على الأرض بعد قرار انسحاب ترتب عنه عودة طالبان وحكمها لأفغانستان.

ولربما أن ثمة متغيرات وتحولات وتكتيكات سياسية قد تجعل من طالبان حركة غير موسومة بالإرهاب، وأن دولا كفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا تنظر اليها من زواية أخرى، ومن سياسة الأمر الواقع لتكون قوة مفيدة وناجعة في محاربة النسخة الآسيوية الجديدة “إمارة خراسان” من تنظيم الدولة الإسلامية « داعش».

في السياسة الغربية والصينية والروسية تسمع لغة جديدة، ونبرة هادئة، وأقل اتهاما لطالبان بالإرهاب، وتجاهل إرثها، وما ينسب إليها من عنف وتطرف ايديولوجي وسياسي، وإعادة تعريفها سياسيا في شرعية تقبل وجودها في السلطة، وتتعامل معها، وإن كان ذلك التراتب بالاعتراف سيجري بأنفاس متقطعة.

قيادات طالبان تحدثت عن احترام لحقوق المرأة والإنسان، والبحث عن شركاء في الحكم، والسماح للمرأة بالعودة إلى المدارس والتعليم والعمل، ويكاد يكون هذا الكلام بمثابة تقديم أوراق لحسن سيرة وسلوك أمام المجتمع الدولي.

وفي الحقيقة إن الغرب غير متهم كثيرا في حقوق الإنسان والمرأة والنظام السياسي الجديد في أفغانستان، وبقدر ما يبحث عن استقرار لمصالحه ونفوذه الاستراتيجي في بلد حيوي، و يقع في مجال استراتيجي آسيوي ملتهب في الصراعات، وينتظر تحوله ليكون بؤرة الصراع العالمي بين اللاعبين الكبار أمريكا والصين وروسيا وأوروبا.

نعم، طالبان بدت أكثر مرونة سياسيا في خطابها مع العالم والمجتمع الدولي. في تكوين طالبان هناك تيارات متصارعة، ما بين العائدون من الجبال والكهوف ومفاوضي الدوحة. ويتسع السؤال عن التيار التي سيكون لها الغلبة في القرار وتوجيه الحركة نحو إدارة البلاد وعلاقتها مع الغرب والمجتمع الدولي، والتحول في بينتها الأيديولوجية.

طالبان لا تحتاج فقط اعترافا دوليا، وحسن سيرة وسلوك، وأن ترفع قائمة الاتهام بالإرهاب. تأهيل طالبان في حكم أفغانستان يحتاج إلى خطة مارشال أفغانية لإنقاذ البلاد اقتصاديا وصحيا وأمنيا، ومن ناحية أخرى سيتم فتح مقاربات حول الحكم المدني والدولة والمؤسسات وحقوق الإنسان والمرأة.

طالبان على مفترق حساس ومشدود بمخاطر الانحراف ما بين الاعتراف الدولي والاندماج في المجتمع الدولي وبقائها حركة مكروهة ومنبوذة ومتهمة عالميا بالإرهاب والتطرف والعنف.

وكل ذلك حتما يضيق في حسابات الراهن الاستراتيجي بحسب تصورات المصالح الاستراتيجية الغربية والدول الكبرى، وماذا تريد من طالبان والحكم الجديد في أفغانستان؟

شاهد أيضاً

أهل القمة.. وأهل غزة!

بقلم: عبدالله السناوي – صحيفة الخليج الشرق اليوم- بين مشهدين سياسيين تابعهما العالم في اللحظة …