الرئيسية / مقالات رأي / The Guardian: أزمة الوقود في بريطانيا تشي بمستقبل يكتنفه التوتر والغموض

The Guardian: أزمة الوقود في بريطانيا تشي بمستقبل يكتنفه التوتر والغموض

BY: Gaby Hinsliff
الشرق اليوم – بدأت المملكة المتحدة على ما يبدو بالدخول في عصر جديد يكتنفه الغموض وعدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث، في ظل أزمة وقود حادة تفاقمت خلال عطلة نهاية الأسبوع. إن أزمة الوقود هذه تشي بمستقبل غامض وأكثر توترا، حيث تفجرت الأزمة خلال الساعات الأولى من صباح يوم السبت الماضي في كافة المدن البريطانية بسبب عجز في أعداد سائقي الشاحنات المختصة بتزويد محطات التعبئة بالوقود.
وتشير تقديرات الجمعيات المهنية لسائقي الشاحنات الكبيرة إلى أن هناك نقصا في عدد السائقين بالمملكة المتحدة يصل إلى أكثر من 100 ألف من أصل 600 ألف سائق. ويشمل هذا الرقم عشرات الآلاف من السائقين المنتمين لدول الاتحاد الأوروبي وغير القادرين على العودة إلى البلاد، بسبب إجراءات التأشيرة على العمال الأجانب عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست).
إن تداعيات لجوء البريطانيين لتخزين الوقود بدأت بالظهور، فالمعلمون يواجهون صعوبة في ملء خزانات سياراتهم للوصول للمدارس، والممرضون والممرضات يستجدون سائقي السيارات لتوصيلهم إلى المستشفيات، فيما يعاني العاملون في مجال الرعاية الصحية الأمرّين للوصول إلى الفئات الضعيفة من الناس في المناطق النائية والمعزولة.
البريطانيين بدؤوا يتحولون من مجتمع “منضبط في مواعيده” إلى مجتمع “محترس وحذر” يتساءل أفراده بعصبية عما سينفد بعد ذلك من مواد أخرى. إن آثار الإغلاق جراء تفشي فيروس كورونا المستجد وما استتبعه من استعجال للتعافي الاقتصادي تفرض ضغوطا عالمية على المواد الخام وكل مراحل الإنتاج وسلاسل الإمدادات والتي فاقمها البريكست الذي تم دون التوصل إلى اتفاق تجاري وبطريقة خرقاء.
وعلى الرغم من وجود كميات كبيرة من الوقود في مصافي التكرير فإن النقص في عدد سائقي الشاحنات اللازم لإيصالها لمحطات التعبئة هو ما أدى إلى تهافت الناس نحوها للحصول على احتياجاتهم من هذه المادة الحيوية.
لكن فوق كل هذا، فإن مجرد حدوث شح في شيء يدفع الناس إلى التفكير بعقلية الندرة، وتنتابهم حالة عصبية وأنانية “حيث يكون البقاء على قيد الحياة بحد ذاته الهاجس الأكبر، ويمكن للتهافت في كل مرة أن يجعل احتمال حدوث أزمة جديدة قائما”.
إن محطات الوقود لا تجف أساسا بسبب “حفنة من الأغبياء” الذين يهرعون إلى ملء عبواتهم بالبنزين، بل لأن الملايين من الناس يعتبرون أن مثل هذا التصرف منطقي، مما يتسبب في فوضى جماعية.
والخطوة الأولى لكسر هذه الحلقة المفرغة واضحة، وتكمن في قيادة نزيهة جديرة بالثقة، مما يعني أن حل الأزمة سيكون أيسر لو أن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لم ينشغل طوال السنتين الأخيرتين في تقديم مقترحات مخالفة.
وإذا تعذر ذلك فإن واضعي خطط الطوارئ وعلماء النفس يجمعون على أنه لتفادي إثارة التسوق بهلع من الأفضل عدم استخدام عبارة “هلع” التي تجعل الناس يعتقدون أن هناك ما يستدعي الذعر والهلع، كما لا ينبغي الحديث عن شح في المواد، وهو ما سيشيع على الفور حالة من الخوف من حدوث ندرة.


ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …