الرئيسية / الرئيسية / تقرير: انتشار عناصر فاغنر في الدول الأفريقية يثير القلق

تقرير: انتشار عناصر فاغنر في الدول الأفريقية يثير القلق

الشرق اليوم- أفادت وكالة رويترز، في الأسبوع الماضي، أن مالي، التي يحكمها حاليًا المجلس العسكري بعد أن تعرضت لانقلابين في الأشهر الـ 13 الماضية، تجري محادثات مع مجموعة المرتزقة لتوظيف ما لا يقل عن 1000 مقاتل لتدريب الجيش في البلاد وتوفير الأمن لكبار المسؤولين. 

والسبت، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن مالي طلبت من شركات روسية خاصة تعزيز الأمن في الدولة التي تشهد نزاعات، مؤكدا أن لا علاقة لموسكو بذلك، وفقا لفرانس برس.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك:”إنها أنشطة تنفذ على أساس شرعي”. وأضاف “ليس لنا أي علاقة بذلك”.

لكن الخبراء والمسؤولين الغربيين يخشون أن تدخل مرتزقة فاغنر في مالي يجعل الحاكم العسكري الجديد للبلاد مدينا بالولاء والفضل لموسكو، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار، التي أدت بالفعل إلى نزوح ملايين الأشخاص من منازلهم، بحسب مجلة فورين بوليسي.

وأكدت المجلة الأميركية أن وجود ألف مرتزق في بلد بحجم مالي بمثابة قطرة في بحر، لكن التقارير أثارت القلق في العواصم الغربية، وخاصة باريس، التي تسعى لتقليص وجودها في منطقة الساحل الغربي لأفريقيا بعد 8 سنوات من مكافحة الإرهاب.

 وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، سافرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، إلى مالي على إعادة التفكير في هذه الخطوة. وحذرت يوم الاثنين، من أن الاستعانة بمقاتلي فاغنر سيعزل مالي دوليًا.

والجمعة، حذّر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، نظيره الروسي سيرغي لافروف، من أي انخراط لمقاتلي مجموعة فاغنر الروسية، في النزاع الذي تشهده مالي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية “بشأن مالي، حذّر الوزير نظيره الروسي من تداعيات خطيرة لانخراط مجموعة فاغنر في البلد”.

التورط في انتهاكات حقوق الإنسان

يتناسب النشر المحتمل لمقاتلي فاغنر في مالي مع استراتيجية موسكو الجديدة التي تعتمد على إرسال المرتزقة الروس لدعم القادة الأفارقة المحاصرين، مما يمنح الكرملين نفوذًا كبيرًا في القارة السمراء. 

وبحسب فورين بوليسي، يُعتقد على نطاق واسع أن الشبكة الغامضة من الشركات والمقاولين التي تشكل ما يسمى بمجموعة فاغنر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بخدمات الأمن الروسية.

وقال جوزيف سيجل، مدير الأبحاث في مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني: “لدينا خريطة واضحة جدًا لكيفية حدوث ذلك”. وأشار سيجل إلى أنه تم إرسال أكثر من 2000 مقاتل من فاغنر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2017. 

وأضاف: “ظاهريًا، هم مدربون عسكريون غير مسلحين، مما مكّن انتشارهم من الالتفاف على حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2013 على البلاد. لكن الروس سرعان ما اتخذوا مكانة عالية، حيث عملوا كحراس لرئيس أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا، كما أن فاليري زاخاروف، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الروسية، يعمل مستشارًا للأمن القومي لتواديرا”.

وتابع سيجل: “لقد اكتسبوا نفوذاً غير مسبوق في أفريقيا الوسطى. كما تورطت فاغنر في انتهاكات حقوق الإنسان والقتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب والتعذيب”.

وتسعى مجموعة فاغنر إلى تعزيز أهداف الكرملين الجيوسياسية، مقابل منحها مكافآت استخراج الموارد الطبيعية المربحة في الدول التي يعملون فيها، بحسب فورين بوليسي. وأشارت إلى أنه نمط تم تنفيذه في سوريا وليبيا والسودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، حيث مُنحت الشركات التابعة للمجموعة امتيازات تعدين الذهب والماس في عام 2018.

وقال سيجل: “أراهن أنهم سيصلون إلى بعض مناجم الذهب واليورانيوم والبوكسيت في مالي”.

تعمل روسيا بشكل مطرد على زيادة تواجدها في جميع أنحاء افريقيا باستخدام المزيد من الأنشطة الاقتصادية والدبلوماسية التقليدية، بالإضافة إلى المزيد من الأساليب غير الشرعية عبر مجموعة فاغنر، حيث تسعى إلى زيادة الوصول إلى احتياطيات الموارد الطبيعية الغنية في القارة.

العلاقات الروسية الأفريقية

وأكدت المجلة أن العلاقات اللاوسية مع الدول الأفريقية تنمو لكنها لا تزال أقل من مستوى علاقات الصين والولايات المتحدة والدول الأوروبية مع القارة السمراء. 

فقد استهدفت موسكو الدول الهشة في القارة في لحظات الاضطراب. في ديسمبر 2020، أعلنت الحكومة الروسية أنها أبرمت صفقة مع الحكومة السودانية لإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر، لتوسيع نطاق انتشارها العسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن الخرطوم أعلنت مراجعة الاتفاق.

 في ليبيا، كانت قوات فاغنر بمثابة رأس الرمح، حيث قاتلت إلى جانب قوات خليفة حفتر، وفقًا للقيادة الأميركية في أفريقيا. وفي مدغشقر، شاركت في تدريب القوات المسلحة المحلية، كما تم إرسال عملاء فاغنر إلى موزمبيق.

منذ عام 2015، وقعت روسيا اتفاقيات تعاون عسكري ثنائية مع أكثر من 20 دولة أفريقية. وخلال هذا الصيف، وقعت صفقات مع أكثر دولتين من حيث عدد السكان في القارة: إثيوبيا ونيجيريا. وعقدت القمة الروسية الأفريقية الأولى، التي شارك في استضافتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في عام 2019 وقمة أخرى من المقرر عقدها العام المقبل.

لا يزال دور روسيا في الانقلاب الذي قاده الجيش في أغسطس 2020، والذي أطاح بالرئيس المالي آنذاك إبراهيم بوبكر كيتا، غير واضح. لكن صحيفة ديلي بيست ذكرت أن اثنين من مخططي الانقلاب كانا في روسيا للتدريب العسكري وتوجهوا من موسكو إلى العاصمة المالية باماكو قبل أيام من الانقلاب. 

قال كاميرون هدسون، المدير السابق للشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي، إنه إذا قامت الحكومة الانتقالية التي يقودها الجيش في مالي بالتعاقد مع مقاتلي فاغنر، فستكون هذه “لحظة فاصلة محتملة”. وأضاف “هذه سلطة تقوم بالاختيار بين المرتزقة بقيادة روسيا أو التعاون مع بعض الجيوش الأكثر احتراما في العالم”.

وأكدت المجلة الأميركية أن الغزوات الروسية في أفريقيا أثارت مخاوف الغرب بشأن نوايا موسكو طويلة المدى. 

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

كيف ينظر الأمريكيون إلى نتنياهو؟

الشرق اليوم- أفاد استطلاع للرأي أن 53 بالمئة من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة …