الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: واثق الجابري – الصباح العراقية
الشرق اليوم- لم يعد خافيا بأن الخلاف على مفهوم الدولة عاد للظهور، وصار من أكثر الإشكاليات تداولاً، وبذلك يمكن عده عنصراً مشبوهاً، فتُركت مطالب الدولة بلا أجوبة، وقطعت خطوط التواصل مع أهدافها، مع تمنيات الدولة إلى إعادة الاندماج مع مجتمعها، ولا يمكن ذلك من دون تعريف واضح للمفهوم وتحديد عناصر قوتها.
تأتي مشروعية الدولة، عن طريق الالتزام بمبادئ العقود بين الأفراد، والتي تهدف لتحقيق المصالح العامة، وتحمي حقوق الأفراد.
الدولة حسب التعريفات وبشكل مجمل؛ عبارة عن تنظيم سياسي، يكفل حماية القوانين وتأمين النظام، لمجموعة من الناس يعيشون على أرض معينة بشكل دائم، تجمعهم روابط تاريخية وجغرافية وثقافية مشتركة، ويقترن اسمها ووصفها، بعدد الأجهزة المكلفة بتدبير شأن المجتمع، ومن خلالها تمارس السلطات تشريعاتها وقوانينها، التي تهدف لتحقيق الحرية والأمن، والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع.
عد بعض الفلاسفة أن الدولة، لا تمثل الغاية الظاهرة، بالحرية والسلم والملكية، وإنما تعبير باطن عن وعي الأمة، ويرى آخرون مشروعية حكمها، بارتباطها بتاريخها وحماية ماضيها، لذا فمشروعها يمتد بأطر قانونية، خطها التاريخ ووضع أسباب تشريعها، وصولاً الى الانتخابات وتوزيع السلطات.
فلاسفة آخرون يرون المشروعية، ربما تكون مما تحققه من خيرات، ولا يمكن ذلك من دون تحقيق، الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، وأن يطبق القانون على أفرادها من دون استثناء.
أطلق في العراق أكثر من شعار؛ هدفه التحدث عن الدولة، وتعبر عن حلقات مفقودة، في صناعة مفهومها وتطبيق نظمها، وجعلها راعية لمجتمع إنساني، يعبر عن حقيقة ماهية كل الأطراف التي تحدثت عنها، لذا كانت من أهم مهام الحكومة الحالية إعادة هيبة الدولة، الذي عبرت عنه أطراف شعبية وسياسية، بأنها هيبة مفقودة.. فانتقدت أطراف إعلامية وسياسية فعلا هنا وهناك، صغيرا أو كبيرا مجتمعيا أو حكوميا، وتعده منافيا لسياق الالتزام بمفهوم الدولة، واحترام قوانينها التي تعبر عن غالبية السكان.
إن قوى الدولة؛ تلك التي تؤمن بأن قانون الدولة، فوق جميع القوى، وتعتقد أنها المستفيد من سيادة القانون، وإعادة هيبة الدولة؛ أما قوى اللا دولة فهي التي تنتفع من غياب القانون، وتعمل على أن تكون موازية لقوة الدولة، وتنزع هيبة الدولة بالقوة.
يبدو أن عدم وضوح صورة، تعريف الدولة لدى بعض القوى، جعل منها تتصور أنها محل الدولة، أو أن تلك الدولة لا تقوم إلاّ بوجودها، وبالتالي حاولت أن تبقى منافسة للدولة، وأضعفتها وجعلت منها دولة تتحكم بها القوى، لا دولة تحكم القوى بقوتها وهيبتها وقوانينها.
