الرئيسية / مقالات رأي / إكسبو 2020.. «الوصل» بين حضارات العالم

إكسبو 2020.. «الوصل» بين حضارات العالم

بقلم: يوسف أبو لوز – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – اثنا عشر يوماً فقط بيننا وبين أكبر حدث اقتصادي، ثقافي، اجتماعي، فني، تعايشي، يشهده العالم في الإمارات ومن قلب جماليات المدينة اللؤلؤة – دبي.

كل العالم تتجه أنظار دُوله وشعوبه وإعلامه ومؤسساته المدنية والحكومية والخاصة إلى الإمارات، وإلى حفل افتتاح يتوقع له أن يكون الأكبر والأكثر تنوعاً في جمالياته وإدارته البشرية والتكنولوجية حيث انطلاقة «إكسبو 2020» في الأول من أكتوبر وعلى مدى ستة شهور بلا انقطاع «لن يتشابه خلالها يومان على مدار 182 يوماً»، كما جاء في أحد التعليقات المتوالية يومياً بدءاً من الآن، وإلى نهاية مارس 2022.

ستة شهور هي من الناحية الزمنية نصف عام، لكن من الناحية المعنوية والفكرية هي أكبر ملتقى دولي للحضارات والثقافات والأفكار والجماليات والاقتصاديات التي تعرض تفوّقها المادي والمعنوي.

ننتبه أيضاً إلى الطقس وجمالياته الآسرة خلال الشهور الستة من أكتوبر، حتى مارس 2022، وهي الفترة الشتائية والربيعية الأجمل في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، حيث لا يعتدل الطقس فقط، بل، يعتدل أيضاً المزاج النفسي العام لسكان هذه البقعة العالمية من الأرض الكريمة التي أعطت بني البشر كنوزها الجوهرية الغزيرة.

«إكسبو 2020» يخاطب العالم بكل لغاته الحية من «الوصل».. الاسم التاريخي العريق لدبي، ومن المقاربات الجميلة في هذا الاسم أن المكان (دبي) يتحوّل إلى مكان وصل بين شعوب العالم وأبجدياته اللغوية، ومصطلحاته الاقتصادية والثقافية والإبداعية.

«الوصل» بين بلدان العالم هو «وصل» بين لغاته، وأزيائه، وموسيقاته، وآدابه، وفنونه، وطعامه، ومعمارياته، وأساطيره من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب في مكان واحد يعتز بتراثه وماضيه الثقافي الشعبي، وفي الوقت نفسه يتصل جوهرياً بالمعاصرة والحداثة.

عملياً وبصرياً وثقافياً سوف يُعاين العالم كيف وازنت الإمارات في خمسين عاماً بين الماضي والحاضر، وكيف مدّت جسورها البشرية والعلمية والاستثمارية والثقافية نحو المستقبل.

يرى العالم الإمارات من خلال ثقافتها المعاصرة، ومن خلال طموحها المستقبلي، ومن خلال تراثها العريق الذي تنعكس مفرداته في الكثير من المرافق والساحات والأجنحة المستوحاة في تصاميمها من تحف وقطع آثارية في منطقة «ساروق الحديد» بوجه خاص.

العالم يرى الإمارات من خلال التلاقي الفكري والثقافي والاجتماعي لأكثر من مئتي جنسية من جهات الأرض مختلفة الأديان والأعراق واللون، لكنها برغم كل هذه الفوارق الطبيعية كتلة بشرية واحدة تعيش بانتظام وطمأنينة في ظل قانون مدني يرفض كل أشكال التمييز والمفاضلة أو الاستعلاء والعنصرية بكل أطيافها الممنوعة.

في هذه البيئة الثقافية العادلة والقانونية يعود العالم إلى كونيته البشرية الإنسانية هنا في الإمارات.

شاهد أيضاً

إيران وإسرائيل… الحرب والحديث المرجّم

بقلم عبد الله العتيبي – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ضعف أميركا – سياسياً لا …