الرئيسية / الرئيسية / تقرير: صفقة الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وأستراليا.. رسالة موجهة للصين

تقرير: صفقة الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وأستراليا.. رسالة موجهة للصين

الشرق اليوم– يرى محللون أن إعلان رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع كل من نظيره البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الأميركي، جو بايدن، وتابعه الصحافيون في البيت الأبيض أمس الأربعاء، أنّ بلاده ستستحوذ على غواصات تعمل بالدفع النووي، في إطار شراكة أمنية جديدة أطلقتها مع الولايات المتحدة وبريطانيا جاء كرد فعل لتحركات الصين في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.

وقال موريسون إنّ “أول مبادرة كبيرة في إطار (هذه المعاهدة الأمنية التي أطلق عليها اسم) ‘أوكوس’ ستكون حصول أستراليا على أسطول غواصات تعمل بالدفع النووي”.

وأكدت صحيفة الغارديان أنه من المفهوم على نطاق واسع أن هذا الاتفاق جاء استجابة لتوسع بكين وعدوانها في بحر الصين الجنوبي وتايوان.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني، توم توغندهات، إن هذا القرار جاء كرد فعل على تحركات الصين الأخيرة في منطقة المحيط الهادئ. وأضاف في سلسلة من التغريدات: “بعد سنوات من التنمر والعداء التجاري، ومشاهدة زحف الصين على المياه الإقليمية لجيرانها مثل الفلبين، لم يكن أمام أستراليا خيار، ولا الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة”.

https://twitter.com/TomTugendhat/status/1438273159476695040?s=20

وأضاف: “الليلة، ستكون بكين قد أدركت أن الضغط على أستراليا أدى إلى رد فعل. هذه إجابة قوية لأولئك الذين يزعمون أن واشنطن ليس حليفا موثوقًا به”.

وبالرغم من أن الحكومة اليابانية، التي تهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية ضد غزو محتمل لجزرها الجنوبية من قبل الصين، لم تعلق بعد على التحالف الجديد. وقالت صحيفة أساهي شينبون إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا يعلنون التعاون بوضوح ضد الصين.

وقال مسؤول كبير بإدارة بايدن لشبكة سي إن إن: “هذا يسمح لأستراليا باللعب على مستوى أعلى بكثير وتعزيز السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الأميركية في المنطقة”.

وذكرت الشبكة الأميركية أن الإعلان هو أحدث خطوة من جانب الولايات المتحدة للرد على الصعود العسكري والتكنولوجي للصين. 

ويأتي الإعلان قبل نحو أسبوع من استضافة بايدن، أول اجتماع بحضور شخصي لقادة مجموعة “الرباعية”، التي تضم كل من أستراليا والهند واليابان، إلى جانب الولايات المتحدة، في تحالف ترى واشنطن أنه رئيسي للوقوف في وجه الصين.

وكانت إدارة بايدن قد أعلنت أن منطقة المحيطين، الهندي والهادئ، باتت محورا لتركيز سياستها الخارجية الرئيسية. كما شهدت المنطقة سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى من مسؤولين أميركيين كبار، بما فيهم نائبة الرئيس، كامالا هاريس.

ورجحت وسائل إعلام أسترالية أن تنظر الصين إلى الاتفاقية كمحاولة لمواجهة نفوذها الإقليمي، وفقا لرويترز، لا سيما في بحر الصين الجنوبي الذي يشهد نزاعات كثيرة خصوصا ما بين بكين وواشنطن.

غضب فرنسي

وبحسب رويترز، فإن فائدة الغواصات النووية تكمن في عدم اضطرارها للغوص في أعماق البحار، فهي تتيح لطاقمها أن يبقيها مغمورة بالمياه وأن تبقى متخفية لفترة أطول، وهو الأمر الذي لا تتمتع به الغواصات التقليدية دون تعريض نفسها للاكتشاف.

ومن المحتمل أن يؤدي الأمر إلى تعزيز قدرة قوات الدفاع الأسترالية على العمل في النطاق المحيط لأستراليا وخارجها، والعمل بشكل أوثق وأكثر تكاملا مع واشنطن ولندن.

غضب فرنسي

وعبّرت فرنسا عن غضبها بشكل صارم جداً على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان الذي اعتبر أن أستراليا وجّهت لبلاده “طعنة في الظهر” وأن بايدن اتخذ قراراً مفاجئاً” كما كان يفعل “ترامب”. ومن جهتها، رأت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أن فسخ العقد “أمر خطير من الناحية الجيوسياسية وعلى صعيد السياسة الدولية”.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارتا الدفاع والخارجية الفرنسيتان في بيان مشترك أن إلغاء عقد بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو)، هو “قرار مؤسف” و”مخالف لنصّ وروح التعاون الذي ساد بين فرنسا وأستراليا”.

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني الذي حقّق بهذا التحالف نصراً دبلوماسياً كبيراً لاستراتيجيته الرامية لتجنيب بلاده عزلة دولية بعدما خرجت من الاتحاد الأوروبي إنّ المعاهدة “ستربط بين المملكة المتّحدة وأستراليا والولايات المتحدة بشكل وثيق أكثر، ممّا يعكس مستوى الثقة بيننا وعمق صداقتنا”.

وإثر القمّة الثلاثية قال بيان مشترك إنّه “بالاستناد إلى تاريخنا المشترك كديمقراطيات بَحريّة، فإنّنا نلتزم بطموح مشترك دعم أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالدفع النووي”.

وأوضح البيان أنّ ما ستحصل عليه أستراليا هو غواصات تعمل بالدفع النووي وليس مزوّدة بالسلاح النووي.

في وقت سابق الأربعاء، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنّ “الدولة الوحيدة التي شاركت الولايات المتحدة معها هذا النوع من تكنولوجيا الدفع النووي هي بريطانيا” وذلك منذ 1958. ورأى أن “هذا قرار أساسي وجوهري. هذا قرار سيُلزم أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا لأجيال”.

وفقاً لهذا المسؤول، فإن معاهدة “أوكوس” تنصّ أيضاً على تعاون بين الدول الثلاث في مجالات الدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمية.

من جهتها، أعلنت نيوزيلندا أنّ الحظر الساري منذ عقود على دخول أيّ قطعة بحرية تعمل بالدفع النووي مياه بلادها سيسري على الغواصات التي تعتزم جارتها وحليفتها الأوثق أستراليا الحصول عليها.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

تأخر تشكيل المحكمة الدستورية في تونس يثير شكوكا حول انتخابات الرئاسة

بقلم: حمادي معمري- اندبندنتالشرق اليوم– يترقب التونسيون إعلاناً رسمياً من قبل هيئة الانتخابات عن الرزنامة …