الرئيسية / مقالات رأي / هل ستكون كاميلا هارس رئيسة أمريكا؟

هل ستكون كاميلا هارس رئيسة أمريكا؟

بقلم: د. عبدالرزاق الدليمي – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – لا يختلف اثنان من أن دولة الولايات المتحدة الأمريكية (وليس الإدارات) تعاني منذ عقود تعقيدات في المشهد السياسي بما ينذر حدوث تطورات وتغيرات كبيرة في الفترة القادمة ومنها إبعاد أو وفاة جو بايدن بعدما أنجز المطلوب منه، وكما أتوقع شخصياً، أن يتم ذلك وفقاً للسيناريو الذي سبق وذكره الرئيس الأمريكي الأسبق جيرارد فورد الابن قبل عشرات السنين (شغل منصب الرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1974 إلى 1977 في أعقاب استقالة ريتشارد نيكسون، حيث أجاب فورد حينها عن سؤال لإحدى الفتيات الصغيرات الأمريكيات، ما نصيحتك لشابة تريد أن تكون رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية وكانت الإجابة بالنص: (آمل أن يصبح لدينا في مرحلة ما امرأة شابة ترأس الولايات المتحدة ويمكنني أن أخبرك كيف يمكن أن يحدث ذلك لأنه لن يحدث بالأوضاع الطبيعية، سيقوم أحد الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي بترشيح رجل لمنصب الرئيس وامرأة لمنصب نائب الرئيس ثم يفوز الرجل والمرأة ليصبح الرئيس رجل ونائبته امرأة وخلال فترة الرئاسة يموت الرئيس وتصبح المرأة وفقاً للدستور رئيسة لأمريكا وحالما نكسر هذا الحاجز، من ذلك الحين فصاعداً حري بالرجال أن يحذروا لأنهم سيواجهون صعوبة كبيرة في الوصول حتى للترشح للرئاسة مستقبلاً لكن هكذا أمر سيحدث مستقبلاً)، وكل المؤشرات تفضي إلى عدم إمكانية بايدن الاستمرار بتولّي مهام منصبه في البيت الأبيض حسب تقارير الأطباء والمشرفين على حالته الصحية. وهذا سيؤدي حتماً بتغيير وتأجيج الوضع، فالسيناريو متوقع وربما قريباً، فالأحداث تتسارع حيث متوقع ان بايدن سيكون خارج كرسي الرئاسة قريباً للأسباب التي ذكرت، وستتسلم كاميلا هارس سدة الرئاسة عام واحد وربما ستعم الفوضى في ولايات عديدة لا سيما التي ما زالت تصر على أن ترامب هو الفائز بالانتخابات السابقة وهذه الولايات ستطالب بانتخابات مبكرة، وقد يؤول الأمر إلى انتشار غير مسبوق للجيش والحرس الوطني لبسط الأمن وهنا ستجبر النائبة للرئيس بالإعلان عن انتخابات مبكرة، وقد يترافق ذلك مع محاولة أوباما أن يصدر نفسه مرة أخرى وأغلب الظن بأن الحظ لن يحالفه لتفتح البوابة على مصراعيها أمام ترامب وحزبه الجمهوري للعودة ومسك زمام الحكم مطلع عام 2023. جيرارد فورد لا ينطق عن الهواء، من يتابع بتفحص وعناية ما تنشره وتبثه وسائل الدعاية والإعلام الأمريكي يلاحظ أن هناك تركيزا على تحرك ونشاط كاميلا أكثر من الاهتمام بالرئيس جو بايدن، وهذا يعطينا مؤشر أن هناك عملية تهيئة ذهنية للشارع الأمريكي أولاً والرأي العام الخارجي ثانياً لتقبل عملية التغيير الدراماتيكي في الواجهة السياسية العليا في واشنطن.

لقد أخذت ما قاله جيرارد فورد الابن قبل عقود من الزمن على محمل الجد لعدة أسباب: أولها أن فورد الابن ينتمي إلى واحدة من أهم العوائل المتحكمة ليس بأمريكا بل بالعالم وما يقوله ليس مجرد توقعات أو رأي عابر بل أنه أحد أهم المسؤولين عن المطبخ الذي يعد كل الطبخات الخطيرة التي تحدث في العالم.

السبب الثاني بحكم اختصاصي أعلم جيداً أن المطبخ الذي ذكرته يستعين دائماً بأخطر أدواته وهي مؤسسة هوليوود لتهيئة أذهان العالم داخل وخارج أمريكا لتقبل الأحداث المفصلية، ولاحظت خلال متابعتي أن هوليوود أنتجت كما كبيرا من المسلسلات والأفلام التي تتناول سيناريوهات وصول امرأة إلى رئاسة أمريكا!! علماً أنه سبق لي أن توقعت فوز باراك أوباما رئيساً لأمريكا وقد كتبت مقال نشر بداية عام 2008 أن القادم للبيت الأبيض أسود (أوباما) ليبيّض وجه أمريكا الأسود وكنت قد بنيت توقعاتي على ما ركزت عليه مسلسلات وأفلام هوليوود لتهيئة أذهان الرأي العام لتقبل هذا التغيير وكان في ذلك تقاطع مع إجابة المرحوم هيكل على سؤال المذيع محمد كريشان من شبكة الجزيرة ليلة الانتخابات أنه: (من السابق لأوانه أن يتقبل الأمريكان رئيساً أسود!).

السبب الثالث هو وجود تقليد أو عرف بين الحزبين، أن الجمهوريين يخوضون الحروب ويشعلون النيران ويأتي الديمقراطيون ليصوبوا الأمور ويطفئون الحرائق… علماً أنني أتوقع خلال المرحلة القادمة عودة التعدد الحزبي إلى الواجهة التنافسية السياسية ولن تعود هناك عملية انفراد للحزبين بل ستكون منافسة بين مجموعة من الأحزاب وقد نشهد ولادة رئيس أمريكي مستقل؟!

شاهد أيضاً

إسرائيل تختار الصفقة بدلاً من الرد الاستعراضي

بقلم: علي حمادة – صحيفة النهار العربي الشرق اليوم– تجنبت ايران رداً إسرائيلياً استعراضياً يفرغ …