الرئيسية / مقالات رأي / دروس 11 سبتمبر

دروس 11 سبتمبر

افتتاحية صحيفة “الرياض”

الشرق اليوم – بعد أيام تحل الذكرى العشرون لحدث غيّر وجه العالم، عقدان مرّا على هجمات 11 سبتمبر التي أعادت صياغة النظام العالمي، وشكلت منعطفاً في تاريخ الولايات المتحدة، وتاريخ العالم برمته، وهذه الفترة كافية نسبياً لتأمل الحدث وتداعياته بصورة موضوعية خالية من الانحياز، ومتخففة من العواطف المتقدة التي أثارها الحدث.
أول الدروس التي وعاها الأميركيون قبل غيرهم، أن القوة العسكرية وحدها غير قادرة على إنهاء الإرهاب، فمواجهة العقل المتطرف هي جهد فكري بالدرجة الأولى، ومهما كان أداء الآلة العسكرية، فإن العقل الإرهابي سيبقى نبعاً لا ينقطع للإرهابيين ومعتنقي الفكر العنيف، وكلما سقطت خلية تناسلت خلايا سواها، وما لم يواكب المواجهة العسكرية عمل فكري وبرنامج لتجفيف كل بؤر الإرهاب، وهدم نظرياته وأساطيره -التي تدير عقول البعض فينخرط في ماكينة الإرهاب الوحشية- فستبقى المواجهة استنزافاً مستمراً وصراعاً بلا نهاية.
درس آخر قيّم أدركته واشنطن تحديداً، وبدأت مراكز التفكير في الولايات المتحدة تتحدث عنه علناً، وهو أن محاولة فرض قيم أميركية أو غربية على مجتمع ما، هي محاولة محكومة بالفشل.
لكن خلاصة أخرى يجدر بالمجتمع الدولي إدراكها في خضم معركته مع الإرهاب، ولعلها أهم العبر في رأينا، وهي أن قيم السلام والأمن والعدالة وحقوق الإنسان قيم جامعة وتخص كل البشرية، ولا يمكن مطالبة المسلمين وحدهم باحترامها وتطبيقها، فيما يغض النظر عن انتهاكها وازدرائها من أطراف أخرى.
فازدواجية المعايير والكيل بمكيالين في السياسة الدولية وفي مقاربات المنظمات الحقوقية، ليست فقط ترسي شعوراً بالتحيز وانتفاء العدالة، لكنها أيضاً تصب في رصيد منظري الإرهاب وقادته الذين يوظفونها لتخريج المزيد من الرؤوس المتطرفة.

شاهد أيضاً

انتهى الصّراع بين المسيحيّين فهل ينتهي الصّراع الدّيني كله؟

بقلم: حسن إسميك- النهار العربيالشرق اليوم– “الحرب أمرٌ لا تخلو منه أمةٌ ولا جيل” وقد …