الرئيسية / مقالات رأي / عقدة المرتزقة والميليشيات

عقدة المرتزقة والميليشيات

الشرق اليوم- كشفت الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في حي صلاح الدين في العاصمة الليبية طرابلس بين الميليشيات المتصارعة عن هشاشة الوضع الأمني ليس في طرابلس وحدها، إنما في عموم ليبيا، كما يؤشر ذلك إلى العقبات التي تواجه الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في سعيها لتطبيق خارطة الطريق وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. لكن يبدو أن كل جهود الحكومة ومعها دول الجوار والمجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف تصطدم بعقبات كثيرة قد تجعل من خارطة الطريق مجرد هدف خيالي غير قابل للتطبيق، طالما أن بعض الدول المنخرطة في الصراع الليبي لا تلتزم بمخرجات مؤتمري برلين اللذين عقدا في يناير /كانون الثاني عام 2020، ويونيو /جزيران الماضي، وأكدا ضرورة انسحاب كل القوات الإجنبية والمرتزقة من ليبيا، وحل الميليشيات المحلية.

إضافة إلى ذلك، فإن مجلس الأمن الدولي أكد في قراره رقم 2570 في إبريل /نيسان الماضي على تنفيذ اتفاقية أكتوبر /تشرين الأول الماضي لوقف إطلاق النار، بما في ذلك “انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من دون تأخير”.

كذلك فإن “مؤتمر دول الجوار الليبي” الذي انعقد في الجزائر قبل أسبوع، وشارك فيه وزراء من سبع دول وضع أسس للتسوية الليبية من خلال الالتزام بدفع عجلة الاستقرار ودعم الحكومة على قاعدة “ضرورة انسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة وحل الميليشيات”، كمدخل أساسي للتسوية، وإجراء الانتخابات في موعدها.

كل هذه الجهود لم تثمر حتى الآن أية نتيجة إيجابية على طريق تنفيذ خارطة الطريق، التي لا بد أن تبدأ برحيل القوات الأجنبية والمرتزقة وحل الميليشيات، لأنه من دون ذلك لا يمكن توحيد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وبسط سلطة الدولة، وتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية، كما لا يمكن تحقيق المصالحة الوطنية كأهداف تسبق إجراء الانتخابات.

من الواضح أن الحكومة الانتقالية تواجه تحديات حقيقية من جانب قوى الأمر الواقع في شرق ليبيا وغربها، فهي لم تتمكن من القيام بأية خطوة على طريق تنفيذ المهام المنوطة بها، جراء صراعات قائمة بين مختلف القوى، إضافة إلى اختلاف في التوصل إلى مقاربات تتيح تضييق الفجوات حول آليات تنفيذ خارطة الطريق، ناهيك عن خلافات بدأت تظهر بين مؤسستي الحكومة ومجلس الرئاسة، ومع شقي البرلمان شرقاً وغرباً.

إذا كانت كل الجهود الإقليمية والدولية تراوح مكانها، والحكومة عاجزة عن تحقيق أهدافها، والكل يتمترس وراء مواقفه، فيما موعد الانتخابات يقترب، فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك إمكانية للتوصل إلى حل ما، خلال أربعة أشهر وهو الوقت المتبقي لإجراء الانتخابات؟

من الواضح أن كل المواقف تبقى مجرد تعبير عن حسن النوايا، لا تقدم ولا تؤخر إذا لم يرافقها فعل وتصميم على ترحيل كل القوات الأحنبية والمرتزقة وحل الميليشيات، لأنها أساس البلاء الذي تعجز الحكومة عن التعامل معه.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

روسيا التي لا تساند أحداً… علاقة غير عادلة مع إيران

بقلم: يوسف بدر – النهار العربي الشرق اليوم– في مقالته في صحيفة “وول ستريت جورنال” …