الرئيسية / مقالات رأي / حكومة طالبان

حكومة طالبان

بقلم: عمرو الشوبكي – المصري اليوم 

الشرق اليوم – تستعد حركة طالبان لتشكيل الحكومة الأفغانية الجديدة، بعد أن دخلت في مفاوضات مع أطراف قبلية وعرقية، وبدا واضحًا أنها ستسيطر على أغلب المناصب الحكومية، وأن رئيسها سيكون من الحركة، وطُرح اسم الملا عبد الغني برادر، رئيس مكتبها السياسي، وأن كل الأسماء التي طُرحت في الأيام التي سبقت دخول الحركة إلى كابول لقيادة حكومة انتقالية، مثل على أحمد جلالي، الأكاديمي الأفغاني المقيم في أمريكا، لم تعد واردة، وأن «الحكومة الطالبانية» أصبحت على الأبواب.

وقد أشار كثير من التقارير إلى وجود خلافات بين قادة حركة طالبان حول بعض أعضاء الحكومة الجديدة وتوجهاتهم، فقد تحفظ البعض على أسماء بعينها من خارج الحركة، وأصروا على أن يكون كل أعضائها من داخلها، وظهر خلاف بين مَن وُصفوا داخل الحركة بالمتشددين والمعتدلين.

والحقيقة أن مسار حكم تنظيم عقائدي مغلق مهما كانت أيديولوجيته عادة ما يبدأ باستبعاد المخالفين له من خارجه، ثم ينتقل بعد ذلك إلى المخالفين لقادته من داخله، وهو ما حدث مع التجارب الشيوعية والدينية والقومية في القرن الماضي، وجرت إعادة إنتاج لبعض هذه النظم في العصر الحالي.

ومن الراجح أن تقبل حكومة طالبان أعضاء من خارجها، ولكن سيبقى التحدي في قدرتها على استيعابهم في منظومة الحكم الجديدة، والقبول ولو بقدر من التنوع داخلها حتى تقي البلاد مخاطر المواجهات المسلحة مرة أخرى.

والحقيقة أن السؤال الكبير المطروح حاليًا يتعلق بنظام الحكم الذى ستختاره حركة طالبان؟ يقينًا لن يكون «لا سمح الله» حكمًا ديمقراطيًا أو دولة قانون، فهل ستقدم «الطبعة السُّنية» من النموذج الإيراني؟ فإيران تعرف نظام حكم سياسي يقوده مرشد الثورة أو الولي الفقيه، وفيه أحزاب ورئيس جمهورية منتخب من الشعب لدورتين غير قابلتين للتمديد، ولكن صلاحياته أقل بكثير من الأول. والمرشد الديني يستمد شرعيته من مؤهلاته الدينية، ومنتخب من مجلس الخبراء، وهو مصدر القوة والسلطة الحقيقية في البلاد، فهو القائد العام للقوات المسلحة وقوى الأمن، وله إعلان الحرب والسلم، وتتبع المرشد مؤسسة تسمى مكتب الإرشاد الأعلى، وتحت إمرته ممثلو المرشد الأعلى، الذين ينتشرون في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية، ولهم نفوذ أكبر من الوزراء، ويتدخلون في كافة شؤون الدولة،

فإذا اختارت حركة طالبان رئيس مكتبها السياسي، عبد الغني برادر، رئيسًا للحكومة، فأين سيذهب زعيمها وقائدها الأول «الملا هبة الله أخويند زاده»؟، هل سيصبح مرشد أفغانستان وقائدها الديني والسياسي مثل مرشد إيران؟ ويصبح رئيس حكومتها مثل رئيس الجمهورية الإيرانية؟

المؤكد أن انتقال قادة طالبان من حالة الزهد وحروب الجبال وحلم الإمارة الإسلامية إلى وزراء في حكومة سيعني لدى كثيرين فرصة للحصول على مغانم وحصانة، طالما غابت الرقابة الشعبية ودولة المؤسسات، في ظل شعار «الحاكمية لله».

شاهد أيضاً

ماذا حصل دبلوماسيّاً حتى تدحرج الوضع مجدداً على الجبهة اللبنانيّة – الإسرائيليّة؟

بقلم: فارس خشان- النهار العربيالشرق اليوم– بين 15 آذار (مارس) الجاري و23 منه، انخفض مستوى …