الرئيسية / مقالات رأي / Bloomberg: يتعين على الولايات المتحدة عدم الوثوق في طالبان لمحاربة داعش في خراسان

Bloomberg: يتعين على الولايات المتحدة عدم الوثوق في طالبان لمحاربة داعش في خراسان

BY: Bobby Ghosh

الشرق اليوم – تظهر التقارير الواردة من واشنطن وكابول إلى أي مدى تعتمد إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على حركة طالبان لتسهيل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وعلى ما يبدو، لمواصلة القتال ضد تنظيم داعش في خراسان، وهو الفرع المحلي لتنظيم داعش في العراق وسوريا، بعد رحيل الأمريكيين، إذ يعتقد البيت الأبيض والبنتاجون أن الحكام الجدد في كابول يشاركونهم التوق للمغادرة السريعة، كما أن هناك أيضًا افتراضا بأن طالبان لديها عداوة شديدة تجاه داعش في خراسان.
ويبدو أن هذه الافتراضات هي الأساس لتبادل المعلومات بين المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم في طالبان لضمان المرور السلس للمواطنين الأمريكيين والحلفاء الأفغان عبر نقاط التفتيش التى تسيطر عليها الحركة خارج مطار كابول، كما أنه وفقًا للجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة، فإن المسؤولين الأمريكيين قد قاموا على مدى الأسبوعين الماضيين بإطلاع قادة طالبان على التهديدات الموجهة للمطار.
ولكن الافتراضات التي قامت عليها عملية صنع القرار في إدارة بايدن في أفغانستان تعد موضع شك كبير، وذلك لأنه ليس من المؤكد أن طالبان كانت تريد انسحابًا سلسًا للولايات المتحدة، فقد يكون الكثير في صفوفها متحمسين لفرصة أخيرة لقتل الأمريكيين، كما أن مقتل الأفغان الذين تعتبرهم الحركة متعاونين مع الولايات المتحدة لن يزعج نوم قادتها.
وبالنظر إلى طبيعة طالبان نفسها فإنه لا يمكن الوثوق فيها، ولكن هذا ليس السبب الوحيد وراء كون الوثوق في حكام كابول الجدد يعد أمرًا خطيرًا، ولكن يبدو أن الاعتماد عليهم لإبعاد تنظيم داعش في خراسان والجماعات الإرهابية الأخرى هو تفكير وهمي.
ويبدو أن بايدن ومسؤوليه يعتقدون أن طالبان هي منظمة بالمعنى التقليدي، مع قيادة يمكنها اتخاذ قرارات عقلانية وكوادر تتبع الأوامر، ولكن الحقيقة هي أنها تجمع من الفصائل والتحالفات بدوافع وأولويات مختلفة، ومتضاربة في بعض الأحيان.
ومن المؤكد أن الكثيرين في قيادة طالبان يعتبرون تنظيم داعش في خراسان عدوًا، حيث وقعت الجماعتان في مواجهات دامية أسفرت عن خسائر فادحة في الجانبين، كما ينظر العديد من أعضاء الحركة إلى التنظيم على أنهم غرباء غير مرحب بوجودهم، وذلك باختلاف عن الضيوف المرحب بهم من أعضاء تنظيم القاعدة على سبيل المثال، ومن جانبه، فإن داعش في خراسان يصوَر حركة طالبان على أنها قد أصبحت متساهلة، وأنها قد توصلت لتسوية مع الأمريكيين المكروهين في البلاد من أجل الاستيلاء على السلطة مرة أخرى.
ولكن يبدو أن هناك شبكة علاقات أكثر تعقيدًا موجودة خلف عدائهما المتبادل، ففي حين أن قيادة داعش في خراسان تتكون في الغالب من الأجانب الذين وصلوا إلى أفغانستان من أماكن مثل سوريا والعراق، إلا أن التنظيم قد قام بتجنيد أفراد من صفوف طالبان نفسها بشكل مكثف، ومهما كانت تصرفات القادة، فإن الرجال من كلا الجانبين قد يعتبرون بعضهم البعض إخوة فى السلاح.
وليس من الصعب تخيل تداعيات ذلك، إذ سمح رجال طالبان الموجودون عند نقاط التفتيش لمفجر انتحاري من داعش في خراسان بالمرور، مما أدى إلى حدوث مذبحة كبيرة وحالة من الفوضى، ولذا فإنه يجب التشكك في تأكيدات طالبان بأنها تساعد في منع الهجمات على المطار.
كما أنه من الصعب اعتبار المعلومات المقدمة للحركة عن الأفغان آمنة أو سرية، فهناك بالفعل مؤشرات على أنها تجرى عمليات تفتيش من منزل إلى منزل بحثًا عن هؤلاء الذين عملوا مع الولايات المتحدة وذلك على الرغم من وعودها بالعفو عنهم.
وبغض النظر عما قد تفعله طالبان مع الأشخاص الذين تعتبرهم متعاونين مع الولايات المتحدة، فإنه يجب تخيل مصيرهم في حال وقعت قوائم أسمائهم في أيدي داعش في خراسان، فحينها سيتعين على أي أمريكي أو أي حليف أفغاني لا يستطيع الخروج من البلاد أن يكون مستعدًا للأسوأ، وهو ما يتعين أيضًا على إدارة بايدن.
ويبدو تاريخ أفغانستان حافلا بأمثلة من الجماعات المتطرفة التي تقوم عند الاستيلاء على السلطة في كابول، بتقديم تنازلات مناسبة لأعدائها السياسيين والأيديولوجيين، فحتى الوقف، قصير الأمد، للأعمال العدائية بين طالبان وداعش في خراسان يمكن أن يكون له عواقب وخيمة وذلك بالنسبة للأفغان والولايات المتحدة على حد سواء.
وقد تعتقد إدارة بايدن أنها تستطيع التعامل مع طالبان لأنها عدو لعدوها، ولكن من الممكن أن تجري كل من الحركة وداعش خراسان نفس الحسابات بالضبط فيما يتعلق بالولايات المتحدة.

ترجمة: المصري اليوم

شاهد أيضاً

أميركا إذ تتنكّر لتاريخها كرمى لعينيّ نتنياهو

بقلم: راغب جابر- النهار العربيالشرق اليوم– فيما تحارب إسرائيل على أكثر من جبهة، تزداد يوماً …