الرئيسية / مقالات رأي / «مؤتمر بغداد» عودة للعمل العربي المشترك

«مؤتمر بغداد» عودة للعمل العربي المشترك

بقلم: لما جمال العبسه – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – خمس دول عربية تشارك في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، سبق المؤتمر قمة ثلاثية – الأردن مصر والعراق – عُقدت في بغداد سابقا، خرجت بتوافق مشترك لتوثيق مفهوم التعاون العربي المشترك في وقت تحتاج فيه العراق لكل شيء، ليعود مفهوم العمل العربي المشترك إلى الواجهة بشكل أو بآخر، خاصة وأن المصالح المشتركة من بُعد جيوسياسي واقتصادي وغيره ترجح الكفة لأن يكون العرب هم من يرممون جراح بعضهم البعض، وهم من يقومون ببناء ما هدمته الحروب الأهلية وأي اعتداء من الخارج.

جميعنا يعلم ما عاناه العراق منذ ما يقارب العقدين من الزمان، والآن قيادته السياسية تقول إنها قريبة من تحقيق استقرار سياسي بشكل أو بآخر، إلا أن ويلات التطورات على ساحته الداخلية من شماله إلى جنوبه تركت أثارا اقتصادية كارثية على أرض الواقع طالت الدولة وخزينتها وعانى منها المواطن العراقي، عدا عن أن غيابه السياسي عن الساحة العربية ترك فراغا كبيرا في ظل ظروف صعبة مرت بها المنطقة في العقد الأخير.

العراق يعد من أكبر الدول العربية وكان يلعب دورا هاما على الصعيد السياسي، كما أنه من أكثرها تمتعا بثروات طبيعية، توقفت الاستفادة منها بالشكل المطلوب نظرا لظروفه الداخلية وتذبذب وضعه السياسي بشكل كبير، والآن حكومته الحالية تبحث وسط آثار هذا الخلاف عن بارقة نور تُعيده إلى سكته الصحيحة من خلال ترميم ما خلفته الحرب عليه، وتجعل من إعادة الحياة إلى اقتصاده أمرا ممكنا والاستفادة من ثرواته في متناول اليد.

مؤتمر بغداد وإن كان يضم دولتين غير عربيتين، فإنه أول خطوة في إعادة مشروع العمل العربي المشترك إلى الحياة، ولا نبالغ إن قلنا أن الأردن بقيادته كان ولا زال سباقا لتوحيد الصف العربي وبذل جهودا لتبادل المنافع فيما بين الدول العربية في ظل ظروف اقتصادية جعلت من معظم دول المنطقة العربية في أواخر قائمة الدول المتقدمة على كافة الصعد خاصة الاقتصادية منها، وجعلت من مستويات الفقر فيها الأعلى في كثير من الاحيان، عدا عن ما خلفته ظروف عدم الاستقرار السياسي في المنطقة من ويلات اللجوء والجوع والبطالة والفقر والأمية.

إن من أهم أهداف هذا المؤتمر هو البحث في إعادة إعمار العراق فالجميع يسعى من خلال قطاعه الخاص كي يسهم في هذا المشروع الكبير في دولة بأهمية العراق، لكن البعد الأهم هو المساعدة في استقرار أكبر دولة عربية في المنطقة ومن أغناها على صعيد الثروات والموارد البشرية المتعلمة والمؤهلة.

مؤتمر بغداد أهميته تتمثل في إعادة إصلاح ما شاب العمل العربي المشترك من تشوهات أثرت على دول المنطقة، التي هي أولى بالاستفادة من ثرواتها، ونحن نأمل أن يحل العمل محل الخلاف، والسلم محل الحرب والاقتتال، ونسأل الله السلامة لكافة دولنا العربية.

شاهد أيضاً

لبنان- إسرائيل: لا عودة الى ما قبل “طوفان الأقصى”

بقلم: علي حمادة- النهار العربيالشرق اليوم– تسربت معلومات دبلوماسية غربية الى مسؤولين لبنانيين كبار تشير …