الرئيسية / مقالات رأي / Stratfor: سعيّد يعلق البرلمان حتى إشعار آخر.. ما العمل الآن؟

Stratfor: سعيّد يعلق البرلمان حتى إشعار آخر.. ما العمل الآن؟

الشرق اليوم – نشر موقع ستراتفور تحليلا تناول فيه تداعيات الأحداث في تونس بعد تحرك الرئيس قيس سعيد بتعليق عمل البرلمان إلى أجل غير مسمى، وقال إن هذا الأمر سيعطيه المزيد من السلطة التنفيذية وسط دعم شعبي، لكنه سيثير في النهاية اعتراضات من أصحاب المصلحة السياسية ويطيل أمد الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وأضاف الموقع أن المماطلة المستمرة في تعيين رئيس وزراء وحكومة جديدتين، على الرغم من وعد الرئيس في 25 يوليو/تموز بالقيام بذلك “قريبا”، ضاعفت الشك السياسي في أعقاب سيطرته الواضحة على السلطة. ومن أجل الحفاظ على منصبه التنفيذي دون معارضة شعبية قوية، سيحتاج سعيد إلى مواصلة التركيز على استئصال جذور الفساد التي بدأها منذ توليه منصبه، بالإشراف على العديد من تحقيقات مكافحة الكسب غير المشروع.

وتماشيا مع هذا الاتجاه، فتحت السلطات القضائية -بموجب سلطة الرئيس- سلسلة من التحقيقات مع مسؤولين سياسيين وأحزاب سياسية ورجال أعمال وأعضاء سابقين في البرلمان، بشأن مزاعم بالفساد وإساءة استخدام السلطة.

إن التحقيقات عززت منذ ذلك الحين شعبية الرئيس، حيث أن 94% من التونسيين إنهم وافقوا على تصرفاته، في استطلاع أجراه مركز “سيغما كونسيل” (Sigma Conseil) في أغسطس/آب، مقارنة بـ87% قالوا ذلك في استطلاع أجرته شركة “إيمرود” للاستشارات (Emrhod Consulting) في 28 يوليو/تموز.

ومن خلال السلطة التنفيذية وعدم وجود إشراف برلماني كبير، يمكن لسعيّد من الناحية الفنية إعادة ترتيب الحكومة التونسية بالشكل الذي يراه مناسبًا. ومع ذلك، من المرجح أن يعمل أصحاب المصلحة السياسية الآخرون في البلاد معا، لضمان عدم تعزيز الرئيس سلطته.

يمكننا القول إن حالة عدم اليقين التي خلقتها فترة غير محددة من السلطة التنفيذية، ستؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية الطويلة الأجل في تونس. وعلى الرغم من أن الموجة الأخيرة من كوفيد-19 في تونس -والتي فاقت مثيلاتها في أي بلد آخر في شمال أفريقيا من حيث الإصابات والوفيات- قد تحسنت في الأسابيع الأخيرة، مما قد يعطي دفعة على المدى القريب للنشاط الاقتصادي، إلا أنّ استمرار تعليق البرلمان سيعيق وضع سياسات اقتصادية فعالة.

ومن المرجح أن يؤدي هذا الشلل السياسي، بالإضافة إلى مجموعة من التحقيقات الجديدة لمكافحة الفساد، إلى إعاقة الانتعاش الاقتصادي على المدى الطويل في تونس، من خلال خلق المزيد من الشك واضطراب الأعمال.

ترجمة: الجزيرة 

شاهد أيضاً

بأية حال تعود الانتخابات في أمريكا!

بقلم: سمير التقي – النهار العربي الشرق اليوم- كل ثلاثة او أربعة عقود، وفي سياق …