الرئيسية / الرئيسية / تقرير: طالبان 1991.. اختلافات وتحديات بعد عقدين من “الإمارة الأولى”

تقرير: طالبان 1991.. اختلافات وتحديات بعد عقدين من “الإمارة الأولى”

الشرق اليوم- نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، تقريراً جاء فيه أنه وبعد عقدين من القتال، سيطرت طالبان على أفغانستان لأول مرة منذ العام 2001، وبالتالي قد يواجه الناس، ولاسيما الشباب، أسلوب حياة مختلف جذريا عن ذلك الذي عرفوه خلال عشرين عاما.

والسؤال الذي ستكشف الأيام والأشهر القادمة عن جوابه، هل تغيرت أفكار تلك الحركة الأصولية عما كانت عليها عندما حكمت البلاد لأول مرة في العام 1996 وأعلنت عن “إمارة إسلامية” تفرض قواعد مشددة ومتطرفة على الناس؟ وكان المتحدث باسم الحركة من قطر، سهيل شاهين، أكد أكثر من مرة أن جماعته سوف تحترم حقوق المرأة لاسيما في مجالي العمل والتعليم.

وكانت حركة طالبان قد وصلت السلطة لأول مرة في أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي، على يد مقاتلي فصائل طردوا القوات السوفيتية في العقد الماضي، و معظم أعضائها من البشتون التي تعد أكبر مجموعة عرقية في البلاد.

وقد أسس رجل الدين الراحل، الملا محمد عمر، الحركة في العام 1994 لفرض القانون والنظام في مدينة قندهار جنوب شرق البلاد بعد انتشار مظاهر الجريمة والعنف فيها، مما جعل الناس يتقبلونها في بداية الأمر،

ويقول، كامران بخاري من معهد نيولاينز، وهو مركز أبحاث للسياسة الخارجية: “في ذلك الوقت كان الناس يريدون حقًا القانون والنظام” مشيرا في حديثه إلى صحيفة “واشنطن بوست” إن ذلك الأمر كان يشكل أولوية لهم.

وفي خريف العام 1996، استولت طالبان على  العاصمة كابل لتمارس حكما وحشيًا وقمعيًا، إذ حرمت النساء من معظم حقوقهن الرئيسية وأجبرتهن على ارتداء أزياء لا تظهر أي شيء من وجهها وجسدها، وكما جرى أيضا منع وسائل الإعلام وحظر الموسيقى وكافة أشكال الفنون الأخرى، وإجبار الذكور على إطلاق لحاهم وعدم ارتداء الأزياء الغربية.

وكانت أيديولوجية طالبان مشابهة لأيديولوجية تنظيم القاعدة، ولكنها قصرت تواجدها على أفغانستان دون أن تعلن نفسها عن حركة عابرة الحدود، ولكنها في نفس الوقت رفضت أي ضغوط عليها لطرد قادة الجماعات الإرهابية مثل القاعدة مما أدى إلى تدخل أميركي في البلاد عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر. 

ولكن  وفي الآونة الأخيرة، سعت الجماعة المسلحة إلى تقديم صورة أكثر إيجابية عنها، فصدر عن قادتها  تصريحات سعت إلى طمأنة الأفغان والمجتمع الدولي بأنها لن تقوم بأعمال نهب أو تقدم على قتل موظفي الحكومة ومسؤوليها من عسكريين ومدنيين، بالإضافة إلى تأكيدها ضمان سلامة وأمن السفارات والبعثات الدولية والجمعيات الخيرية  التي سيُسمح لها بمواصلة عملها دون قلق. 

“هدفهم بسيط وواضح”

وفي الوقت الحالي ، فإن هدف طالبان بسيط، ويحدده، روبرت كروز، الخبير في شؤون أفغانستان بجامعة ستانفورد، في  استعادة  الحركة ما خسرته الجماعة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قائلا: “إنهم يريدون عودة إمارتهم الإسلامية إلى السلطة وتطبيق رؤيتهم للشريعة “.

وتابع: “لا يريدون برلماناً ولا انتخابات محلية، فهم لديهم أمير مجلس ملالي، وهذه هي الرؤية التي يرون أنها الأفضل لحكم البلاد”.

ومع ذلك، فإن الإجراءات الأخيرة للجماعة تتعارض مع  تقارير قالت إن طالبان أغلقت مدارس البنات في المناطق التي سيطرت مؤخرا عليها، وأنها منعت النساء من الذهاب إلى مقار عملهن طالبة منهن إرسال أقاربهن الذكور عوضا عنهن، كما لفتت تلك التقارير إلى أنه جرى إجبار بعض الأهالي على تزويج بناتهم القاصرات بمسلحي الحركة.

من جانبها ذكرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أن الحركة أعادت فرض العقوبات القاسية وإقامة الحدود بحق المدنيين، مشيرة إلى أنها شنقت رجلين من ولاية هلمند خلال الشهر الماضي بعد أن إدانتهما بخطف الأطفال، وأبقت جسديهما يتأرجحان من أعلى أحد الجسور لأيام عدة، ولكن المتحدث باسم طالبان أنكر هذه الواقعة، مؤكدا أنها مجرد دعاية مغرضة لتشويه صورة جماعته.

وفي المقابل، يرى خبراء أن أفغانستان قد شهدت نشوء مجتمع مدني في العقدين الماضيين لم يكن موجودًا من قبل، فقد شغلت النساء مناصب عامة ليس في كابل وبحسب بل  حتى في المدن والبلدات الصغيرة، كما انتشرت بين الناس الهواتف واعتادوا بالتالي على تصفح الإنترنت واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

“الشعب تغير”

وهنا يتساءل مراقبون فيما إذا كانت طالبان ستكون قادرة على حكم شعب قد شهد كل تلك التغيرات الجذرية، ليجيب كروز: “الكثير من الأفغان أضحوا على اتصال أفضل بالعالم من خلال منصات وبالتالي سوف يحتجون في حال فرضت عليهم أسلوب حياة متشدد”.

وزاد: ” ماذا سيفعل قادة طالبان تجاه مجتمع بات يؤمن بالتعددية ويرفض احتكار السلطة؟ وإلى أي مدى سيكون عنف الحركة قادرا على إسكات تلك الأصوات”. 

أما توماس روتيغ، المدير المشارك لشبكة المحللين الأفغان، فيقول ورقة بحثية أنه  ورغم  أن الحركة قد “خففت خطابها بشأن بعض القضايا” مثل وضع المرأة، فإن التغييرات هي إلى حد كبير نتاج الضغط السياسي وليس جراء تحول جذري في أفكارها ومعتقداتها.

ولفت إلى ” أنه نظرا لسلوكهم الاستبدادي المستمر، وعدم التسامح مع المعارضة السياسية والقمع (خاصة تجاه الفتيات والنساء) في المناطق التي يسيطرون عليها، فهناك قلق مشروع من أنه إذا تضاءل الضغط السياسي بعد اتفاق سلام نهائي وانسحاب القوات، فقد يعودون إلى ما قبل ممارسات خريف العام 2001″. 

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

تأخر تشكيل المحكمة الدستورية في تونس يثير شكوكا حول انتخابات الرئاسة

بقلم: حمادي معمري- اندبندنتالشرق اليوم– يترقب التونسيون إعلاناً رسمياً من قبل هيئة الانتخابات عن الرزنامة …