الرئيسية / دراسات وتقارير / CNN: المصدر الخفي للتغيّر المناخي

CNN: المصدر الخفي للتغيّر المناخي

الشرق اليوم– أشار تقرير الأمم المتحدة الأخير، الذي حذر من ظاهرة التغير المناخي، إلى أحد مصادر الاحتباس الحراري الذي لا تتسلط عليه الأضواء كثيرا، رغم أنه “أكثر مكرا”.

الغاز المتهم بأنه أحد أسباب تغير مناخ كوكب الأرض هو غاز الميثان وهو غاز غير مرئي أكثر بمقدار 80 مرة على الاحترار من ثاني أكسد الكربون.

الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC)، في تقريرها الأخير، قالت: إن تركيز الميثان في الغلاف الجوي أعلى الآن من أي وقت مضى منذ 800 ألف عام على الأقل.

إذا كنت تعتقد أن التوترات الأمنية، والمنظمات الإرهابية، والحروب، والمجاعات، والمشاكل الاقتصادية، والفيروسات والأمراض هي التهديد الوجودي الأكبر لبقاء البشر على سطح الكرة الأرضية، فربما يجب أن تعيد النظر.

ويشير التقرير إلى أن العلماء أصبح لديهم الآن فهم أفضل لكمية الميثان التي يطلقها النشاط البشري ومدى إسهامه في أزمة تغير المناخ.

ومع اقتراب الأرض بسرعة من عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات فترة ما قبل عصر الصناعة، يقول العلماء إن انبعاثات الميثان يجب أن تنخفض بسرعة.

وقال المؤلف الرئيسي للتقرير تشارلز كوفين: إن هذا الأمر يرجع إلى قوة الاحترار الهائلة للميثان.

ووصلت درجات الحرارة في العالم الآن إلى 1.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، ويشهد الكوكب بالفعل التأثير السلبي لهذا المستوى في صورة موجات شديدة من الفيضانات والجفاف.

ويوضح تقرير الأمم المتحدة أن وقف انبعاثات الميثان أساسي لإبطاء وصول الكوكب إلى 1.5 درجة، ويدعون قادة العالم بحاجة إلى التحرك الفوري لمعالجة جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وليس ثاني أكسيد الكربون فقط.

وقال كوفن: “إن أسرع طريقة قد تخفف من بعض التغيرات المناخية التي نشهدها بالفعل على المدى القصير هي تقليل غاز الميثان”.

وتقليل غاز الميثان “أسرع” من تقليل ثاني أكسيد الكربون، لأنه، وفق كوفن، إذا توقفت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون غدا، فلن تبدأ درجات الحرارة العالمية في الانخفاض لسنوات عديدة بسبب طول مدة بقاء الغاز في الغلاف الجوي، على عكس الميثان الذي يمكنه بسرعة “تغيير مسار درجة الحرارة العالمية في السنوات الـ10 المقبلة”.

واستناداً إلى أرقام “مختبر الرصد العالمي” أظهرت النتائج ارتفاع تركيزات الميثان في الغلاف الجوي بسرعة خلال العقد الماضي، مع زيادة بنسبة 14.3 في المئة بين عامي 1984 و2020.

وكشفت لقطات فيديو نشرتها منظمة “فريق الهواء النظيف (سي إيه تي أف) غير الربحية مدى تأثير غاز الميثان في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

واستخدم الفريق كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء لرصد تسرب غاز الميثان في الهواء في الاتحاد الأوروبي، وتحديدا في 123 موقعا للنفط والغاز في النمسا وجمهورية التشيك وألمانيا والمجر وإيطاليا وبولندا ورومانيا:

وفي الوقت الحالي لا ينظم الاتحاد الأوروبي انبعاثات غاز الميثان في قطاع الطاقة أي أن الشركات التي تدير المواقع التي رصدتها المنظمة لا تخالف القوانين بسبب هذا التسرب.

ورغم أن بعض الدول الأعضاء تشترط أن تبلغ الشركات عن بعض الانبعاثات فلا يوجد إطار عمل عام ملزم لمراقبة التسربات أو إصلاح مصادرها.

كيف يعمل الميثان على تسخين الأرض؟

الميثان هو المكون الرئيسي للغاز الطبيعي الذي يستخدم في إنتاج الطاقة، وهو أكثر كفاءة من الفحم، ويطلق كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون عند حرقه، ومتوفر بكثرة في العالم، وأقل تكلفة لاستخراجه من الأرض.

ويتسرب الميثان في الغلاف الجوي بكميات كبيرة عن طريق مدافن القمامة والماشية وآبار النفط والغاز الطبيعي وتعدين الفحم والثروة الحيوانية.

ويعد تعدين الفحم السبب الرئيسي للتسرب، إذ يساهم بنسبة 24 في المئة من إجمالي الانبعاثات، وفق “سي أن أن”.

ويشير تقرير “سي أن أن” إلى أنه على سبيل المثال، يتسرب نحو 275 ألف طن من الميثان سنويا من حقل باكن النفطي في ولاية نورث داكوتا الأمريكية، حيث يوجد نحو ألف بئر نفط وغاز.

الناشطة البيئية، ليزا ديفيل، التي تعيش في محمية فورت بيرثولد للسكان الأصليين القريبة من الحقل قالت: “هذا يعني أن الأرض التي هي جزء من هويتي كامرأة من السكان الأصليين قد تحولت إلى منطقة صناعية مليئة بالتلوث”.

والتهديد “الخطير” الذي يمثله هذا الغاز أنه يتسرب دون أن يحترق في الغلاف الجوي ويسبب ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.

وناقش ممثلون لنحو 200 دولة، خلال الأيام الماضية، التقرير قبل التصديق عليه. ويؤسس التقرير لقمم مرتقبة خلال الخريف ستناقش أزمة تغير المناخ، منها مؤتمر غلاسكو في نوفمبر، وقمة “مجموعة الـ20″، في أواخر أكتوبر، التي ستخصص جانبا لهذا الغرض.

وقال رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، لمندوبي الدول المجتمعين لمناقشة التقرير: إنه “سيكون مهما جدا على الصعيد العالمي”.

وتزداد انبعاثات الاحتباس الحراري مجددا بعدما توقفت لفترة وجيزة على خلفية تدابير الإغلاق جراء جائحة كوفيد-19، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.

وشهد العالم موجات لارتفاع لدرجات الحرارة وجفاف وفيضانات ضربت ثلاث قارات، خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما زاد الضغوط على قادة الدول لاتخاذ تدابير حاسمة.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

التأثير السلبي لحرب غزة على الأوضاع الحقوقية في إسرائيل

الشرق اليوم-  الصراع في غزة قد فاقم من حالة حقوق الإنسان في إسرائيل، وأشار التقرير …