الرئيسية / الرئيسية / تقرير: ملفات شائكة تنتظر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي

تقرير: ملفات شائكة تنتظر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي

الشرق اليوم– تنتظر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، الذي يتولى منصبه هذا الأسبوع، تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، آخرها ما بتعلق بالأزمة الدولية الخاصة بأمن الملاحة البحرية، في أعقاب استهداف ناقلة النفط الإسرائيلية أمام سواحل سلطنة عمان.

ويواجه الرئيس الإيراني الجديد، إلى جانب تلك الأزمة، معالجة اقتصاد مُثقل بالأعباء، والأزمات الاجتماعية التي أسفرت عن احتجاجات واسعة في منطفة الأحواز، فضلاً عن العقوبات الأميركية، ومباحثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.

فور توليه السلطة، المقر، الثلاثاء، ربما يجد رئيسي نفسه في مواجهة أزمة دولية جديدة بعد أن اتهمت إسرائيل، الأحد، طهران، بالتورط في هجوم بطائرة مسيرة، ليل الخميس، على ناقلة النفط “ميرسر ستريت”، التي تديرها شركة مملوكة لملياردير إسرائيلي، قبالة سواحل عمان، ما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها.

وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، قال، الأحد، إنه “من المرجح للغاية أن تكون إيران هي مَن نفذت الهجوم”، واعتبر الحادث “يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي”، فيما تنفي طهران تورطها في الهجوم.

محادثات فيينا

رئيسي سيتولى منصبه بينما تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي من خلال تسوية ترفع العقوبات الأميركية وتعيد واشنطن إليه، مقابل عودة إيران للالتزام تعهداتها النووية التي تراجعت تدريجياً عن تنفيذها بعد عام من انسحاب واشنطن.

كان الرئيس الأميركي، جو بايدن الذي تولى مهامه خلفاً لدونالد ترمب مطلع 2021، أبدى استعداده للعودة الى الاتفاق.

وأجريت 6 جولات مباحثات في العاصمة النمساوية فيينا بين أبريل ويونيو الماضيين، دون تحديد موعد جديد، وسط تأكيد مسؤولين إيرانيين، أن التفاوض لن يستكمل قبل تولي رئيسي منصبه.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات عن إيران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، لكن بنوده باتت شبه لاغية منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده بشكل أحادي منه في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات على طهران، انعكست سلباً على اقتصادها.

وسبق لرئيسي الذي يعد مقرباً من المرشد الإيراني علي خامنئي، ومرشحاً لخلافته، التأكيد أنه سيدعم المباحثات التي تحقق “نتائج” للشعب، لكنه لن يسمح بـ”مفاوضات لمجرد التفاوض”.

رئيسي أكد أيضاً أنه يريد تحسين علاقات إيران مع الدول المجاورة وليس مع العالم الغربي، قائلاً: “الحل المناسب للمساعدة في تحقيق الأمن المستدام والاستقرار الإقليمي هو التعاون بين دول المنطقة على أساس الثقة المتبادلة وعدم السماح بتدخل القوى الغربية الأجنبية في المنطقة”.

تراجع ثقة الشعب 

صحيفة ” فاينانشال تايمز”، قالت إن رئيسي، فاز في الانتخابات التي أجريت في يونيو الماضي، وشهدت أقل نسبة مشاركة منذ “الثورة الثيوقراطية” (حكم رجال الدين) عام 1979، وبعد استبعاد منافسيه الأكثر خطورة من السباق.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الانتخابات، أقر رئيسي بأن “ثقة الشعب في النخبة السياسية في البلاد باتت مشوهة”، لكنه رأى في نفس الوقت أن “المسؤول عن خيبة الأمل هذه هو الرئيس الإصلاحي المنتهية ولايته حسن روحاني”.

ونقلت الصحيفة عن رئيسي قوله، إنه “يمكن استعادة هذه الثقة المتضائلة من خلال التركيز على الجبهة الداخلية بدلاً من البحث عن المساعدة الأجنبية”، معتبراً أن “إصلاح الوضع الحالي يبدو ممكناً”.

الأزمة الاقتصادية

معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العائدة بشكل أساسي للعقوبات، والتي زادت تبعاتها بعد جائحة كورونا، ستكون المهمة الأولى لرئيسي الذي رفع في انتخابات 2021، كما في 2017 حين خسر أمام روحاني، شعارَي “الدفاع عن الطبقات المهمّشة”، و”مكافحة الفساد”.

وسيكون الهدف الأساسي لرئيسي، تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إيران والدول المجاورة، عبر “تأسيس نظام اقتصادي يحمي النمو الاقتصادي لإيران، من الخيارات السياسية الأميركية”، بحسب الباحث في المعهد الجامعي الأوروبي في إيطاليا كليمان تيرم، لوكالة “فرانس برس”.

ويضيف الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أنه من خلال هذه المقاربة “يصبح رفع العقوبات الأميركية هدفاً ذي أولوية لكن من أجل تحسين نوعّي ونمو في حجم التبادلات التجارية بين إيران والدول غير الغربية على الساحة الدولية” مثل روسيا والصين والجوار.

أزمات داخلية

ووفقاً لـ”فاينانشال تايمز” فإنه مع وقوع إيران في قبضة أسوأ موجة جفاف شهدتها البلاد منذ عقود، فضلاً عن أزمة انقطاع الكهرباء التي تضرب الاقتصاد الممزق بالفعل بسبب ارتفاع معدلات التضخم والعقوبات وتداعيات وباء كورونا، يشكك محللون في إمكانية حدوث تحسن سريع في البلاد، بالنظر إلى تطعيم 3% فقط من الإيرانيين بشكل كامل ضد كورونا.

ونقلت الصحيفة عن المحلل الإيراني سعيد ليلاز قوله: “تمر البلاد بوقت متوتر للغاية، وعلى رئيسي اتخاذ قرارات سريعة وجادة بشأن بعض القضايا الملحة مثل التضخم والتطعيم ضد كورونا، لكسب الوقت حتى يتم اتخاذ قرار بشأن الاتفاق النووي والعقوبات”.

وأضاف: “لكننا لم نر حتى الآن أي مبادرة من رئيسي منذ فوزه تشير إلى أنه سيكون قادراً على القيام بشيء كبير خلال الأيام الـ100 الأولى له”.

وتتمثل إحدى التحديات الأكثر إلحاحاً أمام رئيسي، في تهدئة التوتر بمحافظة خوزستان الجنوبية الغربية، التي تضم أكبر احتياطيات النفط والغاز في إيران، وفقاً للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أنه لم يتم استهداف الرئيس الجديد من قبل المحتجين حتى الآن، إلا أنهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام.

وشهدت إيران خلال الأعوام الماضية، لا سيما شتاء 2017-2018، ونوفمبر 2019، احتجاجات لأسباب اقتصادية، اعتمدت السلطات الشدة في التعامل معها.

وشهدت محافظة خوزستان (جنوب غرب) في يوليو الماضي، احتجاجات بسبب شح المياه، وترافق ذلك مع انقطاعات للكهرباء في طهران ومدن كبرى، تعزوها السلطات لأسباب منها زيادة الطلب ونقص الموارد المائية لتوليد الطاقة.

وغالبا ما وجّه المحافظون المتشددون الذين ينظرون بعين الريبة إلى الغرب عموماً، والولايات المتحدة بشكل خاص، انتقادات لروحاني على خلفية إفراطه في التعويل على نتائج الاتفاق النووي، وطالبوا مراراً بالتركيز على الجهود المحلية للحد من آثار العقوبات.

حميد رضا تراغي، محلل سياسي مُقرب من المرشد، يرى أن أولويات الحكومة الجديدة تتمثل في كبح جماح التضخم الذي وصل لـ44.2%، وإزالة العقبات أمام الإنتاج الصناعي المحلي، والتعامل مع نقص المياه والكهرباء، ومعالجة عجز الميزانية.

في المقابل يتساءل محللون إصلاحيون، بحسب “فاينانشال تايمز”، كيف يمكن لرئيسي أن يفعل ذلك في ظل استمرار العقوبات التي تحظر صادرات النفط وغيرها من المعاملات التجارية، وهو ما رد عليه تراغي، بالقول إنه يتعين على الحكومة إيجاد سبل “للتغلب على العقوبات”، لأنه قد لا يتم التوصل إلى اتفاق، حسب قوله.

“رغبة في إظهار الاستقرار”

“فاينانشال تايمز” لفتت إلى أن إيران ترغب في الوقت الحالي في إظهار الاستقرار من خلال الانتقال السلمي للسلطة، إذ التقى رئيسي أعضاء مجلس الوزراء المنتهية ولايتهم، وتواصل مع مجموعة واسعة من السياسيين في البلاد، بما في ذلك السجناء السياسيون السابقون، للتباحث بشأن كيفية إدارة البلاد.

واعتبرت أنه يتعين على رئيسي مواجهة الانقسامات الموجودة في المعسكر المتشدد، إذ لا يريد الأعضاء الأكثر راديكالية منه أن يرضخ للمطالب العامة بتحقيق مزيد من الحريات الاجتماعية والسياسية، فيما يريد الإيرانيون معرفة ما إذا كان بإمكانه الوفاء بوعوده أم لا. 

ويبدأ رئيسي، المحافظ البالغ من العمر 60 عاماً، الثلاثاء، رسمياً ولاية رئاسية تستمر 4 أعوام خلفاً للإصلاحي حسن روحاني.

ويطوى بذلك عهد روحاني الذي تألف من ولايتين متتاليتين اعتباراً من 2013، وشهد سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كانت أبرز محطاتها إبرام الاتفاق النووي المبرم في 2015، مع 6 قوى كبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا، وألمانيا).


المصدر: الشرق نيوز

شاهد أيضاً

توقعات خاصة بقطاع السياحة في الإمارات

الشرق اليوم- قال وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري، إن دولة الإمارات تتوقع ارتفاع …