الرئيسية / دراسات وتقارير / The National Interest: هل ستكون الصين الضحية التالية لأفغانستان؟

The National Interest: هل ستكون الصين الضحية التالية لأفغانستان؟

الشرق اليوم- إن للصين خططا كبرى لملء الفراغ الذي بدأ يتسبب فيه انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، حيث تستعد بكين لتدشين “دخول حصري” إلى هذا البلد بخاصة من خلال “مبادرة الحزام والطريق” الخاصة بها.

وإن الحكومة الأفغانية في كابل بدأت فعليا وراء الكواليس الترحيب بالصين في حين تلوّح بكلتا يديها مودعة الولايات المتحدة التي أوشكت على إتمام انسحابها من البلاد.

نفوذ الصين

ذكر مصدر مقرب من الحكومة الأفغانية، شريطة عدم الكشف عن اسمه، لموقع “ديلي بيست” (The Daily Beast) الأسبوع الماضي، أن المسؤولين في كابل يعملون بدأب مع السلطات الصينية من أجل تمديد “الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني” (CPEC) الذي تبلغ قيمته 62 مليار دولار، وهو المشروع الرئيسي لمبادرة الحزام والطريق التي تشمل بناء طرق سريعة وسكك حديد وخطوط أنابيب للطاقة، بين باكستان والصين إلى أفغانستان.

ويشار إلى أن هذا المشروع العملاق الذي تسعى من خلاله الصين إلى ربط آسيا بأفريقيا وأوروبا، عبر شبكات برية وبحرية قد تمتد على نحو 60 دولة، هو في الأساس نسخة القرن الـ21 من “طريق الحرير” القديم الذي جلب البضائع إلى أوروبا من الشرق الأقصى، والإستراتيجية نفسها التي تتوخى تعزيز الترابط بين الأقاليم ونشر نفوذ الصين عبر العالم.

ولكن مهمة الصين هذه في أفغانستان لن تترجم على أرض الواقع بثمن بخس، حيث إن مجرد إتمام مبادرة الحزام والطريق سيكلف بكين أكثر من 4 تريليونات دولار، كما أنه على الرغم من اعتقاد البعض أن السلطات الصينية قد تقدم على إشراك طالبان في هذه المبادرة، وهي التي أكدت مرارا أنها ستدعم المشاريع التي تخدم المصالح الأفغانية، فإن الدماء الكثيرة التي سالت تجعل من غير المحتمل أن يتحول هذا البلد في الأجل المنظور إلى أرض سلام تفتح أحضانها لمن يريد نقل بضائعه عبر أراضيه.

لعبة كبرى

فضلا عن ذلك، يرى الخبير في الشؤون الصينية، غوردون تشانغ، أن المنطقة قد تشهد اندلاع “لعبة النفوذ الكبرى” للقرن الـ21 إن قررت الهند التسبب في مشاكل للصين في أفغانستان، مؤكدا أن “لدى نيودلهي كل الأسباب للقيام بذلك”.

ويعتقد تشانغ وخبراء آخرون في الشأن الصيني أنه من شبه المؤكد أن بكين ستخفق في أفغانستان “مقبرة الإمبراطوريات”، وهو وصف اشتهر به هذا البلد العصي على الاحتلال بسبب تاريخه الطويل في خوض الحروب ومجابهة شتى أنواع الكوارث.

فقد قادت قوى لا حصر لها -تختم المجلة- حملات عسكرية في أفغانستان انتهت جميعها بالهزيمة الكاملة أو الانكسار، وقد شمل هذا المصير الإمبراطورية الماورية واليونانية بقيادة الإسكندر المقدوني الأكبر، والمغولية بقيادة جنكيز خان والتيمورية وعدد من الإمبراطوريات الفارسية والإمبراطورية البريطانية والاتحاد السوفياتي، واليوم ينطبق ذلك على الولايات المتحدة وحلفائها.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

“يديعوت أحرونوت”: توازن رعب جديد بين إيران وإسرائيل

بقلم: يوسي يهوشواع الشرق اليوم- إنه لسنوات عديدة لم تهاجم إيران إسرائيل بشكل مباشر، ومنذ …